وصية للإمام الشافعي عن الحسد في الأرياف تثير الجدل.. فهل هي صحيحة؟

وصية للإمام الشافعي عن الحسد في الأرياف تثير الجدل.. فهل هي صحيحة؟
- وصية الإمام مالك
- الحسد في الأرياف
- وصية الامام مالك للشافعي
- وصية الإمام مالك
- الحسد في الأرياف
- وصية الامام مالك للشافعي
«لا تسكن الريف يذهب علمك، واكتسب الدرهم، لا تكن عالة على الناس، واتخذ لك ذا جاه ظهرا لئلا يستخف بك العامة، ولا تدخل على ذي سلطنة إلا وعنده من يعرفك وإذا جلست عند كبير فليكن بينك وبينه فسحة لئلا يأتي إليه من هو أقرب منك فيدنيه ويبعدك فيحصل في نفسك شيء»، مقولة أثارت ضجة على السوشيال ميديا مؤخرا، بعد ما تردد أنّها وصية الإمام مالك للشافعي.
وقال الدكتور أبواليزيد سلامة باحث شرعي بالأزهر، إنّ الحقيقة أنّ الكلام منقول في شرح مختصر خليل للخرشي طبعة دار الفكر للطباعة، مؤكدا أنّه لا أثر له في مدونة الإمام مالك كما يدعي الناس.
ضعف الرواية
وأضاف: «حتى الخرشي لما نقلها عبّر بصيغة تدل على ضعف الرواية فهو لم ينقل سنده إلى الإمام مالك وإنما عبّر بقوله: (فائدة) مما نقل عن الإمام أنّه أوصى الشافعي عند فراقه له)، ما يدل على ضعف الرواية وبراءة الإمام مالك من هذه المقولة».
وأشار إلى أنّه ورد عن الشافعي أيضًا ذم سكنى القرى بقول شديد جدًا، لكن في الحقيقة أنّه أيضا عن ثابت عن إمامنا الشافعي رضي الله عنه، نسب إلى الشافعي أنّه قال (لا تسكن الريف فيذهب علمك، من أراد العلا هجر القرى، فإنّ الحسد في الأرياف ميراث)، مؤكدا أنّه لا يوجد سند صحيح لهذه الرواية فأهل الريف أهل كرم وعلم وأدب.
سكن البادية
وعما أثير بشأن قول النبي أن شر الناس أهل القرى والنجوع، أكد أبو اليزيد أنّه لا يوجد حديث صحيح بهذا المعنى إنما الحديث الموجود قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من سكن البادية جفا). رواه أبو داود و الترمذي و النسائي، موضحا أنّ المقصود أنّ أهل البادية يكون عنده جفاء في المعاملة نتيجة السكن في الصحراء ولكن أهل البادية غير أهل القُرى؛ فأهل البادية فيهم بعض الشدة في المعاملة قديما أما أهل القرى فأهل لين وكملاطفة وكرم.
وتابع: «تماما للفائدة قال ابن كثير: لما كانت الغلظة والجفاء في أهل البوادي، لم يبعث الله منهم رسولا؛ وإنما كانت البعثة من أهل القرى، كما قال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى. {يوسف: 109}، فالمجتمعي العربي قسمان بدو وحضر ومن الحضر القرى».