«هنخليها دم».. القصة الكاملة لمقتل شاب على يد مسن ونجليه في الشرقية

كتب: نظيمه البحرواي

«هنخليها دم».. القصة الكاملة لمقتل شاب على يد مسن ونجليه في الشرقية

«هنخليها دم».. القصة الكاملة لمقتل شاب على يد مسن ونجليه في الشرقية

قبل عدة أيام كانت الأجواء هادئة بقرية كفر الدير التابعة لمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، أسدل الليل ستائره على المنازل وانقطعت حركة المارة بالشوارع عدا القليل، خاصة مع الاقتراب من منتصف الليل، إلا أن الحال تبدل خلال دقائق وضجت القرية بالأصوات والصرخات التي دوت في الأرجاء بعدما نشبت مشاجرة راح ضحيتها مهندس كهربائي إثر قيام مسن ونجليه بالاعتداء عليه بالضرب وتهشيم رأسه بالحجارة.

مقتل شاب على يد مسن ونجليه

الحادث المؤلم لم يكن وليد اللحظة وإنما جاء نتيجة لتراكمات وخلافات دبت بجذروها لعشرات السنين بين عائلين تقطنان منزلين متجاورين ولم تفلح علاقة النسب في تهدئة الأجواء أو إصلاح ما أفسدته النزاعات لتنتهي بمقتل شاب في مقتبل العمر ويتجرع طفليه مرارة اليتم.

«كنا نتجنبهم دائما حتى لا تنشب أي خلافات أو يتشاجروا معنا إلا أنهم استمروا في اعتدائتهم حتى قتلوا شقيقي»، بتلك الكلمات بدأ «محمود أحمد محمد الجنيدي»، 37 عاما شقيق المجني عليه «محمد»، 33 عاما مهندس كهرباء، حديثه معنا وتابع: «منهم لله حرمونا من أخويا وحرموا ولاده منه .. قتلوه بدم بارد من غير شفقة ولا رحمة».

بداية الخلافات

وأردف: «بدأت الخلافات منذ سنوات طويلة عندما بدأت عائلتنا في بناء منزلنا حيث اعترضت عائلة المتهمين على إنشائنا بلكونات دون وجه حق ومنذ كنت طفلا علمت بهذه الخلافات التي كانت تتجدد من قبل عائلة المتهمين بين الحين والآخر»، مشيرا إلى أنهم حاولوا احتواء هذه الخلافات أكثر من مرة حتى أنهم وافقوا على زواج شقيقته من أحد أفراد هذه العائلة اعتقادا بأن علاقة النسب ستنهي هذه الخلافات إلا أن ذلك لم يحدث.

مشاجرة منذ عام ونصف وجلسة صلح لم يلتزم بها المعتدون

وأضاف: «آخر واقعة شجار حدثت منذ عام ونصف وتعمد أحدهم استفزاز شقيقي المجني عليه حيث قام بضرب ابنة شقيقتنا على وجهها عدة مرات فطلب منه شقيقي أن يتوقف عن ضربها وفي أثناء ذلك خرج والد الطفلة وتشاجر مع شقيقي ثم تجمعوا نحو 11 فرد وقاموا برشق منزلنا بالحجارة فقمنا بتحرير محضر ضدهم فقاموا بافتعال مشاجرة مع شقيقي الثاني وحرروا ضدنا محاضر وبعد ذلك تدخل بعض الأهالي وتم عقد جلسة عرفية والاتفاق على عدم تجدد الخلافات أو المشاجرات وفي حال ذلك يلتزم الطرف المتعدي بدفع مبلغ 50 ألف جنيه» .

وأكمل: «لم يلتزم المتهمون وعائلتهم باتفاق الصلح وقام بعضهم بالتعدي علينا لفظيا أثناء سيرنا في الشارع أكثر من مرة حتى الواقعة الأخيرة التي حدثت خلال الأسبوع الأخير من شهر رمضان حيث اعتدى أحدهم لفظيا على شقيقي الأصغر، إسلام، في وجود شهود عيان وعلى الرغم من ذلك فضل شقيقي عدم الاشتباك معهم وتركه وعاد إلى المنزل وأثناء ذلك قام الشخص المعتدي بالتحدث في هاتفه ثم رفع صوته قائلا: هنخليها بحور دم، وبعد ذلك فوجئنا بقدوم أفراد العائلة وهجمومهم على منزلنا بالحجارة والتعدي بالألفاظ ورشق أحدهم والدي بحجر في رأسه فسالت منه الدماء وأثناء خروج شقيقي "محمد" من بوابة المنزل  قاموا بسحبه وطرحوه أرضا وتعدوا عليه بالضرب بالحجارة والركل بالأقدام ما أدى لإصابته بكسر في الجمجمة ونزيف بالمخ» .

نقل المجني عليه إلى المستشفى ووفاته متأثرا بإصابته

واستطرد: «قمنا وبعض الأهالي بنقل شقيقي محمد إلى المنزل إلا أننا وجدنا الدماء تسيل من أذنيه وجرح برأسه وكدمات بجسده وتقيء بشكل متواصل فقمنا بنقله إلى مستشفى منيا القمح المركزي وحاول الأطباء إسعافه وأجروا له عملية جراحية استمرت نحو 4 ساعات وخرج من غرفة العمليات في غيبوبة وظل محتجزا بالعناية المركزة منذ عصر الأربعاء وحتى وفاته صباح الخميس».

وطالبت أسرة الشاب وأهالي القرية بإبعاد المتهمين عن القرية ومغادرتها والإإقامة في مكان آخر مشيرين إلى أنهم دائما يفتعلون المشاجرات مع جميع الأهالي مستغلين كثرة عددهم

بلاغ بالواقعة

وكان اللواء إبراهيم عبدالغفار مدير أمن الشرقية، تلقى إخطارًا يفيد بورود إشارة لمركز شرطة منيا القمح من المستشفى المركزي باستقبال «محمد أحمد محمد الجنيدي»، 33 عامًا، مهندس كهربائي مقيم بقرية كفر الدير التابعة لمركز منيا القمح، مصاب بنزيف في المخ وكسر في الجمجمة وجروح وكدمات، إدعاء تعدي من آخرين، وفي وقت لاحق لفظ أنفاسه الأخيرة داخل المستشفى متأثرا بإصابته.وانتقلت قوة من ضباط مباحث مركز شرطة منيا القمح لاجراء التحقيقات والفحوصات اللازمة.

وتبين وقوع مشاجرة قام خلالها عدد من المتهمين بالتعدي على المجني عليه بالضرب مستخدمين الحجارة والعصي، ما أدى لإصابته التي أدت لوفاته. وبسؤال أسرة المجني عليه اتهمت كل من «أحمد.س.ر»، 55 عامًا، بالمعاش، ونجليه «مصطفى»، 25 عامًا، و«صلاح»، 23 عامًا، بارتكاب الواقعة والتسبب في وفاة المجني عليه.

وتمكنت قوات الشرطة من ضبط المتهم الأول وفي وقت لاحق ألقت القبض على المتهم الثاني بينما تكثف جهودها لضبط المتهم الثالث، وتحرر محضرا بالواقعة وأخطرت النيابة التي تولت التحقيق وقررت حبسهما 4 أيام على ذمة التحقيق ثم تقرر تجديد حبسهما 15 يوم على ذمة التحقيقات.


مواضيع متعلقة