سمير غانم والباروكة.. اكتسب حبها من فنان أمريكي ولونت شخصياته الفنية

كتب: دينا عبدالخالق

سمير غانم والباروكة.. اكتسب حبها من فنان أمريكي ولونت شخصياته الفنية

سمير غانم والباروكة.. اكتسب حبها من فنان أمريكي ولونت شخصياته الفنية

لعدة عقود، أمتع الملايين بضحكته المميزة وإفيهاته وأزيائه الخاصة، منذ أن أطل على خشبة المسرح ضمن فريق تمثيل كلية الزراعة بجامعة عين شمس، ثم عبر فرقة «ثلاثي أضواء المسرح»، التي قدمت أولى أعمالها عام 1964، ليخطف الأنظار تدريجيا، التي استمرت تتابعه، حتى رحيله اليوم.

ومنذ قليل، غيّب الموت الفنان سمير غانم، عن عمر ناهز 84 عامًا، داخل أحد المستشفيات الكبرى بالقاهرة، بعد صراع مع مرض الاعتلال الكلوي بالإضافة إلى إصابته بفيروس كورونا، حيث دخل الرعاية المُركزة قبل أيام، إثر تدهور حالته الصحية.

 

باروكة سمير غانم: تلون كل شخصية

رغم فقدانه شعره مبكرا بسن الشباب، لكن سمير غانم لم يظهر كأصلع سوى مرات محدودة، حيث اعتبر «الباروكة» جزءً من أدائه وهيئته التمثيلي، فهي إكسسوار مهم جدا له وليست للتزين فقط، حيث يعتبرها تساعده في تقمص الشخصية، كون الشعر من عوامل بناء وجذب الشخصية.

اعتبر غانم الباروكة أحد أدواته الكوميدية، فامتلك عددا مهولا منها، منها الأسود والأبيض والرمادي والبني، وأخرى ذات شعر طويل بأشكاله العددية، جميعهم مصففين بطرق مختلفة، لتكون أكثرهم شهرة هي الباروكة السوداء ذات الشعر الناعم.

في بداية الأمر، اعتمد على الشعر المستعار للتغيير في شكله، لكنه وجده يلامس أعين الجمهور ويلقى وميضا بالإعجاب، ليلمس أنه «يتيح للممثل أن يتلون بالشخصيات ويضعه في أكثر من قالب»، وفقا لحديث تلفزيوني سابق له، والتي ساعدته بشدة في الفوازير ليتنقل بين الشخصيات بمنتهى الإقناع والسهولة.

الفنان الراحل خصص مبالغ ضخمة للشعر المستعار

كما أنه أنفق عليها أموالا هائلة، دون تردد، حيث إن أغلبها تصنع له خصيصا، فالواحدة أحيانا تصل تكلفتها لأكثر من 5 آلاف دولار، والأرخص منها قيمتها 500 دولار فقط، فضلا عن أنه يستغرق وقتا لتصفيف كلا منها بطريقة مناسبة ومختلفة.

سمير غانم تأثر بجيمس بوند .. ورفض زرع الشعر

وفي حوار آخر للفنان الراحل مع الناقد الفني طارق الشناوي بمناسبة تكريمه في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، تطرق لحبه للشعر المستعار أيضا، قائلا: «لما ظهر جيمس بوند، كنت من عشاقه وأنا صغير وقتها، لقيت صلعته تجنن، فظهرت بدون باروكة، علشان أجرب الستايل فتحتلي الطريق لأدوار كتيرة»

ولكن تغير ذلك الاتجاه، بعد لقاء سمير غانم بالفنان الأمريكي رود شتايجر، الذي كان يزور مصر قبل أكثر من 40 عاما، والتقاه الفنان الراحل ليجده يرتدي باروكة، ليروي تفاصيل اللقاء بقوله: «قلت له هل الممثل لما يلبس باروكة يخرج في الشارع، قال لي لازم الناس تراك بالطريقة التي أحبتك عليها، فروحت جبت بواريك من أغلى ما يمكن، ومن أمريكا»

ولم يفضل الراحل فكرة إجراء عملية زرع الشعر، كونه كان يراها: «وجدتها عملية صعبة، تزرع شعرة شعرة، وأنا استفدت من الباروكة في تغيير الشخصية، خاصة في الفوازير، لما عملت عبد الوهاب، وفريد الأطرش، وعبد الحليم، وغيرهم».

 


مواضيع متعلقة