«الطبخة» احترقت باليمين و«نتنياهو».. وكسبت المقاومة الفلسطينية

قبل أسبوعين (فى 4 مايو) كانت اللعبة واضحة أمامى.. «نتنياهو» سارع باستخدام المتطرفين اليمينيين العنصريين صبيحة تكليف رئيس إسرائيل زعيم المعارضة (يائير لبيد) بتشكيل حكومة جديدة، لتنطلق تظاهرات عنصرية عنيفة بمدينة القدس تعتدى على المدنيين فى الشوارع وتقتحم المسجد الأقصى الشريف، وتطرد المصلين وتهتف «الموت للعرب».. وتوقعت أن «نتنياهو» سوف يستخدم السيناريو المحفوظ ذاته لإفشال مهمة لبيد، ليستمر فى السلطة تحت شعار الحفاظ على الأمن، وهو ما نجح فيه «نتنياهو» والليكود طوال عامين منعوا فيها الديمقراطية، وخربوا نتيجة انتخابات الكنيست 4 مرات.

وتوقعت سيناريو تكرر أمامنا منذ 1996، حيث نرى صراخاً وتهديدات وعمليات مسلحة من الجانبين الصهيونى والفلسطينى، ثم ينجح سيناريو العبث ويستمر «نتنياهو» فى منصب رئيس الوزراء وتتأجل محاكمته على نهب المال العام واستغلال النفوذ إلى ما لا نهاية.. وتستمر صواريخ المقاومة الضعيفة حتى تبدأ مسرحية محفوظة ومكرّرة، فيتدخل طرف أو اثنان من دول العالم وتسكت الصواريخ بصفقة ما.

لكن ما لم يتوقعه أحد أن الجماهير أصبحت طرفاً قوياً فى الأحداث.

الفلسطينيون يقاومون بضراوة فى كل المدن المحتلة الفلسطينية، وليس كما هو معتاد أن تكون المقاومة فى غزة فقط.. والصهاينة اليمينيون اشتبكوا فى عراك مباشر مع العرب وسحل وضرب وتكسير وحرق بالنيران، فى حرب أهلية ساخنة، وجميعهم يحملون الجنسية الإسرائيلية (حوالى 240 عركة يومياً).. مع محاولات اقتحام من متظاهرين عرب من الحدود مع لبنان والأردن ومصر وسوريا!!.. وتظاهرات تضامنية فى 17 عاصمة عالمية و5 عواصم عربية و3 جلسات طارئة لمجلس الأمن.. والصواريخ التى كنا نسميها «بمب العيد» تحولت بعد 12 عاماً إلى غول مدمر يحرق ويرعب ويوقف الطيران ويعطل المصانع والمصالح ويدفع الصهاينة للعيش فى المخابئ فى كل ما يسمى مدن إسرائيل، مع خسائر بالمليارات وقتلى وجرحى للإسرائيليين بالعشرات، مع همجية صهيونية قتلت من الفلسطينيين ما يزيد على 230 مدنياً، 45% منهم نساءً وأطفالاً، وأصابت ما يقرب من 6 آلاف جريح، ودمرت ما يزيد على 700 منزل والمقاومة مستمرة.

«نتنياهو» أصيب بصدمة من الحراك الشعبى الخطير.. وفشلت عمليات كبح المقاومة ضد المحتل فى الداخل والخارج.. وتحولت لعبة «نتنياهو» بإشعال نيران صغيرة ليبقى فى الحكم إلى بركان نيران وكل الاحتمالات مفتوحة.. والله غالب.