موظفو خدمة العملاء.. عمل على مدار الساعة: «إحنا الدينامو اللى بيحرك البلد»

موظفو خدمة العملاء.. عمل على مدار الساعة: «إحنا الدينامو اللى بيحرك البلد»
عند الحديث عن دورهم المهم فى الخدمة المجتمعية فلا بد من الحديث عن أشياء أخرى يفقدونها بسبب قيامهم بهذا العمل الذى لا يعرف الأعذار، موظفو الكول سنتر، هم من بين الفئات المحرومة من الإجازات فى المناسبات بسبب طبيعة عملهم التى لا تحتمل الأعذار.
منذ خمس سنوات يعمل محمد مصطفى، من محافظة كفر الشيخ، فى مجال خدمة العملاء بإحدى الشركات الكبيرة، مرت عليه عشرات المناسبات وعلى الرغم من ذلك فإنه ما زال يعمل بحماس شديد وهو يعلم أنه محروم من قضاء العيد وسط ذويه، إلا أن أداء الواجب هو الذى يدفعه إلى تحمل ما يعانيه من صعوبات بسبب عمله هذا: «ماينفعش ناخد أجازة، إحنا متاحين طول الوقت، العيد بالنسبة لينا مجرد يوم عادى زى أى يوم».
«مفيش عيد قضيته مع أهلى لأنه بيكون طوارئ عندنا، علشان كل الناس بتبقى أجازة ومش عايزة تنزل تروح الفروع والحل الأسهل بالنسبة لهم هو الكول سنتر».
لم يختلف الحال كثيراً بالنسبة لأسامة طارق، من محافظة الغربية، الذى يعمل منذ عدة سنوات فى إحدى الشركات الكبيرة فى مجال الاتصالات، حيث لا يمثل العيد بالنسبة له سوى يوم تقليدى يمر كأى يوم، لا شىء يتغير به، وعندما يمر العيد يبدأ هو فى زيارة أقاربه: «مفيش زيارات ومفيش عيد، شغلى مواعيده صعبة، ويوم العيد بنشتغل عادى، وكل الناس بتكون أجازة، وبعد العيد باخد أجازتى وأنزل أشوف أهلى، لكن طول فترة العيد ببقى شغال عادى».
فى الكثير من الأحيان يشعر «طارق» بأن عمله قد سرق منه عمره ولحظات السعادة، ولكنه يدرك مرة أخرى أنه يؤدى عمله كأى جندى فى معركة لا يجوز له الانسحاب منها وإلا كلفه ذلك الكثير: «ببقى ماشى فى الشارع لوحدى فى العيد، خصوصاً بعد انتشار فيروس كورونا ومنع التجمعات بقيت أنزل أروح الشغل وأرجع أبقى ماشى لوحدى فى الشارع، لكن مش هاقدر أقول غير إنى سعيد بشغلى لأنه مهم لكل الناس وماحدش ينفع يستغنى عننا».