حيل إعادة تدوير «القديمة»: اللي ما يشتري يجدد

حيل إعادة تدوير «القديمة»: اللي ما يشتري يجدد
فرحة الأعياد دائماً ما تكون مقترنة بالملابس الجديدة للأطفال، إلا أن الفرحة هذا العام ربما تكون مختلفة للكثيرين، فهناك البعض منعتهم الظروف المادية من شراء الملابس الجديدة لأبنائهم، وآخرون قرروا توفير تلك الأموال للعيد القادم، بسبب إجراءات «كورونا» التى أعلنت عنها الدولة فى العيد الجارى للحفاظ على صحة المواطنين.
«عزت»: لمسة جمالية ومحدش بيشك إنها قديمة
داخل أحد المحال بمنطقة العياط، يجلس عزت ممدوح، على ماكينة الخياطة، يعمل فى تجديد الملابس التى أرسلها أصحابها له ليقضوا العيد بها، ويروى لـ«الوطن» أنه يعمل فى تلك المهنة منذ سنوات عديدة، لكنه تفاجأ منذ سنوات قليلة ماضية بأسر ترسل الملابس القديمة لإحداث أى نوع من التجديد بها بهدف إظهار أى شكل جديد لها. تتنوع الملابس التى يتسلمها «ممدوح» ما بين بنطال أو قمصان أو تيشرتات، وتتعدد الحيل التى يقوم بها من أجل تجميل الملابس القديمة، ما بين استخدام بعض الأشكال الصغيرة كشعارات الأندية العالمية ولصقها، أو طبع رسومات جديدة على أحد التيشرتات.
الرجل البالغ من العمر 56 عاماً، أحد المتضررين من تلك العادة التى ظهرت حديثاً على مدار الأعوام الماضية، فمكسبه لم يعد كالسابق: «أكيد مش هحاسب اللى جايب لبس جديد عايز يظبطه، زى اللى جايب لبس قديم عايز يعمل له حل»، فيرى أنه من واجبه تخفيف العبء المادى، فيكتفى بهامش مكسب بسيط مع ثمن القطعة التجميلية.
قبل ما يقرب من 40 عاماً كانت بدايته مع مهنة التفصيل، حين التحق بأحد المحلات لتعلّم تلك الصنعة، للاعتماد على نفسه فى كسب المال الحلال: «اتعلمت الصنعة فى سنين، وبعد كده فتحت محل لوحدى، وشغال فيه من سنين طويلة عشان آكل عيش»، شاهد على مدار عمله الطويل فى تلك المهنة فرحة العيد فى أعين الذين يأتون بالملابس الجديدة له، شاهداً تغيّرها كذلك، حسب وجهة نظره: «الفرحة مابقتش زى زمان، مش بعرف أشوفها فى الوشوش».
«شيماء»: «التجديد بـ70 جنيه»
الظروف المادية الصعبة حالت دون تمكن شيماء عبدالناصر، أم لطفلين، فى الأربعين من عمرها، من أن تتمكن من شراء ملابس جديدة لأطفالها، فزوجها توفى قبل عام ولم تسعفها الظروف المادية فى إسعاد أطفالها، ففكرت فى حيلة سمعتها من أحد جيرانها بإرسال الملابس القديمة لإحدى السيدات التى تعمل فى مهنة تجديد الملابس. «كمان السنة دى مفيش عيد وممكن أجيب لهم فى اللى جاى»، فكرت الأم الأربعينية أن عيد الفطر هذا العام لن تكون به الرحلات أو الزيارات المعتادة، بسبب الإجراءات التى أعلنت عنها الحكومة للحد من انتشار فيروس كورونا، لذا قررت توفير تلك الأموال وإضافة المزيد عليها ومن الممكن أن تشترى ملابس جديدة فى عيد الأضحى إذا تغيرت الأحوال وعاد للأعياد فرحتها المعتادة.
مبلغ مناسب وفرته «شيماء» من تجديد ملابس أبنائها، أرادت ادخاره لسداد بعض الالتزامات المالية المتراكمة عليها: «تجديد اللبس خد نحو 70 جنيه، عشان أجيب ليهم جديد ياخد أكثر من 500».