الشيخ محمد رفعت «بلبل الجنة.. 71 عاما على الرحيل «فيديو»

الشيخ محمد رفعت «بلبل الجنة.. 71 عاما على الرحيل «فيديو»
- الشيخ محمد رفعت
- محمد رفعت
- القرآن الكريم
- إذاعة القرآن الكريم
- الشيخ محمد رفعت
- محمد رفعت
- القرآن الكريم
- إذاعة القرآن الكريم
شكل صوته ملمحا من وجدان غالبية المصريين الذين بدأ يومهم بسماعه عبر أثير موجات إذاعة القرآن الكريم، الشيخ محمد رفعت الذي يعد واحدا من أبرز قراء القرآن الكريم في مصر والعالم العربي والإسلامي.
تحل ذكرى وفاته وميلاده اليوم 9 مايو، بينما لقب الشيخ الجليل بعدة ألقاب منها: «قيثارة السماء» و«بلبل الجنة»، حيث نستعرض في سطور ملامح من حياة العالم الراحل.
اسمه الشيخ محمد رفعت ابن محمود رفعت ابن محمد رفعت، فكان اسمه واسم ابيه وجده «أسماء مركبة»، ولد يوم الاثنين 9 مايو عام 1882، بدرب الأغوات بحي المغربلين بالقاهرة، وفقد بصره صغيرًا في الثانية من عمره، وفارق الحياة في مثل هذا اليوم أيضا من العام 1950 أي قبل 71 عاما.
تراث الشيخ رفعت
وفي حوار سابق أجرته هناء رفعت حفيدة الشيخ محمد رفعت، قالت: «لانزال نستمع إلى تراثه، لكنه ليس كاملا»، موضحة «أن تراثه الكامل بصوته موجود لديها ولم يخرج إلى النور حتى الآن، لتؤكد أنها تمتلك 30 ساعة بصوت الشيخ محمد رفعت على أسطوانات قديمة قامت بتحديث 15 ساعة منها إلى أسطوانات حديثة».
بدأ الشيخ الجليل حفظ القرآن في سن الخامسة، عندما أدخله والده كُتّاب بشتاك الملحق بمسجد فاضل باشا، بدرب الجماميز بالسيدة زينب، وكان معلمه الأول الشيخ محمد حميدة، وأكمل القرآن حفظا ومجموعة من الأحاديث النبوية، بعد ست سنوات، وشعر شيخه أنه مميز، وبدأ يرشحه لإحياء الليالي في الأماكن المجاورة القريبة.
تولى القراءة بمسجد فاضل باشا بحي السيدة زينب سنة 1918، وعين قارئا للسورة ولديه خمس عشرة سنة، فبلغ شهرة ونال محبة الناس، وحرص النحاس باشا والملك فاروق على سماعه، واستمر يقرأ في المسجد حتى اعتزاله، من باب الوفاء للمسجد الذي شهد ميلاده في عالم القراءة منذ الصغر.
افتتح بث الإذاعة
افتتح الشيخ رفعت بث الإذاعة المصرية سنة 1934، بعد أن استفتى شيخ الأزهر محمد الأحمدي الظواهري، عن جواز إذاعة القرآن الكريم، فأفتى له بجواز ذلك، فافتتحها بآية من أول سورة الفتح «إنا فتحنا لك فتحا مبينا»، ولما سمعت الإذاعة البريطانية «بي بي سي» العربية، صوته أرسلت إليه وطلبت منه تسجيل القرآن، فرفض ظنا منه أنه حرام لأنهم غير مسلمين، فاستفتى الإمام المراغي، فشرح له الأمر وأخبره بأنه غير محرم، فسجل لهم سورة مريم.
كان محافظًا على صوته يتجنب نزلات البرد والأطعمة الحريفة ولا يدخن ولا يتناول طعام العشاء، ويعد الشيخ أبو العينين شعيشع، من المتأثرين بتلاوة الشيخ محمد رفعت، وصوته شديد الشبه به، حتى أن الإذاعة المصرية، استعانت به لتعويض الانقطاعات في التسجيلات، كما يعد الشيخ محمد رشاد الشريف، مقرئ المسجد الأقصى من المتأثرين بقراءة الشيخ محمد رفعت.
كانت تسجيلاته جميعها تقريبًا من تسجيل أحد أكبر محبيه وهو زكريا باشا مهران، أحد أعيان مركز القوصية في أسيوط، عضو مجلس الشيوخ المصري، والذي يعود له الفضل في حفظ تراث الشيخ رفعت الذي نسمعه حاليا، وكان يحب الشيخ رفعت دون أن يلتقي به، وحرص على تسجيل حفلاته التي كانت تذيعها الإذاعة المصرية على الهواء واشترى لذلك اثنين من أجهزة الجرامافون من ألمانيا.
وعندما علم بمرض الشيخ رفعت، أسرع إلى الإذاعة حاملاً إحدى هذه الأسطوانات، وطلب من مسؤولي الإذاعة عمل معاش للشيخ رفعت، مدى الحياة، وبالفعل خصصت الإذاعة مبلغ 10 جنيهات معاشا شهريا للشيخ رفعت، ولكن الشيخ توفي قبل أن يتسلمه.
ويروى عن الشيخ أنه «كان رحيمًا رقيقًا ذا مشاعر جياشة عطوفًا على الفقراء والمحتاجين»، ويروى أنه زار صديقا له قبيل موته، فقال له صديقه من يرعى فتاتي بعد موتي؟ فتأثر الشيخ بذلك، وفي اليوم التالي والشيخ يقرأ القرآن من سورة الضحى، وعند وصوله إلى «فأما اليتيم فلا تقهر» تذكر الفتاة، وانهال في البكاء بحرارة، ثم خصص مبلغًا من المال للفتاة حتى تزوجت.
أصابت حنجرة الشيخ محمد رفعت في عام 1943،«فواقه» تقطع عليه تلاوته، فتوقف عن القراءة، وتسببت في ورمٌ في حنجرته يعتقد أنه سرطان الحنجرة، صرف عليه ما يملك حتى افتقر، لكنه لم يمد يده إلى أحد، حتى أنه اعتذر عن قبول المبلغ الذي جمع في اكتتاب «بحدود خمسين ألف جنيه» لعلاجه ورغم أنه لم يكن يملك تكاليف العلاج، وكان جوابه كلمته المشهورة «إن قاريء القرآن لا يهان».
فارق الشيخ الحياة في 9 مايو عام 1950 وكان حلمه أن يُدفن بجوار مسجد السيدة نفيسة، حتى تقرر منحه قطعة أرض، بجوار المسجد فقام ببناء مدفنه عليه، وكان من عادته أن يذهب كل يوم اثنين أمام المدفن ليقرأ ما تيسر من آيات الذكر الحكيم.