الشيخ جراح.. طبيب صلاح الدين الذي تحول حيه لأيقونة الدفاع عن القدس

الشيخ جراح.. طبيب صلاح الدين الذي تحول حيه لأيقونة الدفاع عن القدس
- الشيخ جراح
- حي الشيخ جراح
- الاحتلال الإسرائيلي
- القدس
- المسجد الأقصى
- الشيخ جراح
- حي الشيخ جراح
- الاحتلال الإسرائيلي
- القدس
- المسجد الأقصى
بين ليلة وضحاها أصبح «حي الشيخ جراح» بالقدس حديث العالم بسبب الاعتداءات الصهوينة على الفلسطينيين القاطنين فيه وامتداد الاعتداءات على المصلين في المسجد الأقصى لا سيما في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان أمس، فما هو حي أو قرية الشيخ جراح، ولماذا سميت بهذا الاسم، وما علاقتها بالمستوطنين، كل هذه الأسئلة وغيرها يجيب عنها التقرير التالي بحسب المعلومات المذكورة عنه:
ما هو حي الشيخ جراح؟
الشيخ جراح هي قرية مقدسية فلسطينية تتبع لمحافظة القدس وهي في الجانب الشرقي من البلدة القديمة لمدينة القدس الذي وقع تحت الاحتلال الإسرائيلي في حرب 1967، وهي الآن من أحياء القدس الشرقية، وقد أنشئ حي الشيخ جراح بالقدس عام 1956 بموجب اتفاقية وقعت بين وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين والحكومة الأردنية، وفي حينه استوعب 28 عائلة فلسطينية هجرت من أراضيها المحتلة عام 1948.
لماذا سمي بهذا الاسم؟
أخذ حي الشيخ جراح بالقدس اسمه، من الأمير حسام الدين بن شرف الدين عيسى الجراحي، طبيب صلاح الدين الأيوبي، القائد الكردي المسلم، الذي تحول إلى رمز لأجيال عربية متعاقبة منذ نحو 900 عام، ويتهدده الآن مخطط إسرائيلي استيطاني تم الإعلان عنه ويتضمن بناء 200 وحدة سكنية لإسكان مستوطنين يهود فيها، وسط هذا الحي العربي الواقع في القدس الشرقية المحتلة عام 1967م.
طبيعة الحي والمنازل
تقدّر مساحة سكان الحي المقدسي الشيخ جراح بـ808 دونمًا، ويقدر عدد سكانها بـ2800 نسمة تقريبًا، والإدارة المستولية على الحي هي بلدية الاحتلال في القدس، وتتميز بيوت الحي بهندستها الرائعة وصالوناتها الفاخرة، وأيضًا الشبابيك المزخرفة ذات الطابع الشرقي، والأسطحة المزينة بالقرميد وبأشكال مختلفة مثل الشرفات المطلّة على البساتين والحي، لكن تحاول السلطات الإسرائيلية إخفاء المظاهر الخلابة في الأحياء المقدسية وتدميرها، كما يجري في الجزء السفلي في الشيخ جراح.
ولحي الشيخ جراح جزءان يمتازان بتفاوت اقتصادي ومحلي، حيث أن الجزء العلوي هو الأكثر ازدهارًا في القدس، وفيه الفنادق، والمطاعم، والمقاهي، ومكاتب القنصليات ومؤسسات المجتمع الدولي، أما الجزء السفلي من الحيّ الذي يأوي اللاجئين منذ الخمسينات، فيعاني من نقص في البنية التحتية فالشوارع دون أرصفة، والبيوت في حالة مزرية، كما أن هذا الجزء من الشّيخ جرّاح يعيش في حالة من المواجهة الدائمة مع سلطات الاحتلال وجمعيات الاستيطان.
ما هي علاقة الحي بالاستطيان؟
في عام 1880 وصل للقدس اليهودي يوسف بن رحاميم قادمًا من أوروبا هاربًا من الاضطهاد الذي طال اليهود هناك سارع لنجدته المقدسيّ ابن حيّ الشيخ جرّاح عبد ربه خليل بن إبراهيم أجّره قطعة أرضه لليهودي لنجدته بمعنى أن يهودي يستأجّر الأرض ويدفع ثمن الإيجار سنويًّا على مدار 90 عامًا، ووفق للقانون الشرعي يسمى هذا الاستئجار بالتحكير يتيح تأجير اليهود الأرض ويمنع بيعها لليهود بموجب الأنظمة والقوانين العثمانيّة حينها.
سعى الاحتلال الإسرائيلي عام 1948 لاحتلال الحيّ لموقع الحيّ الذي يربط بين شرق وغرب القدس ونقطة رصد إستراتيجيّة مهمة لإسرائيل وهي الجامعة العبريّة الواقعة على جبل المشارف في القدس، لم تستطع «إسرائيل» احتلال الحيّ حتى عام 1967 أي بعد حرب النكسة، ومنع اتصال الأحياء المقدسيّة وفصلها من خلال وحدات استيطانيّة، عام 1967 خلال توسع الاحتلال الصهيونيّ عانى الحي من استيطان اليهود في الحي، وتهجير بعض العائلات الفلسطينية وطردهم من منازلهم.
وقد عانى أهل الحي من فروض الاحتلال عليهم مع اليهود الموجودين في الحي؛ بكاميرات المراقبة، مما وضع السكان فيما يشبه السجن، خاصة في المناسبات والأعياد اليهودية.
ومع انتهاء فترة التحكير ظنّ الفلسطينيون بأنهم يمكنهم استعادة أرضهم ولكن في عام 1997 قبل انتهاء مدّة التحكير بقليل ذهب الفلسطينيون في الشيخ جرّاح إلى المحاكم الإسرائيليّة مطالبين باستعادة الأراضي الوقفية مع انتهاء التحكير إلّا أن الالتماس قد رفضت واستأنفت العائلات على القرار إلّا أن المحكمة وفي عام 2010 منحت الأراضي لمستوطنين يهود، ومنذ عام 2008 جاءت جماعة استيطانية تدعى نحلات شمعون انترناشيونال تريد هدم الحيّ وإقامة مستوطنة كبيرة لتفصل أحياء القدس العربيّة عن القدس.