بعد وفاته.. آخر حوار لـ«الوطن» مع جمال سلامة: تتر «محمد رسول الله» الأفضل

بعد وفاته.. آخر حوار لـ«الوطن» مع جمال سلامة: تتر «محمد رسول الله» الأفضل
رحل الموسيقار جمال سلامة، عن عالمنا قبل قليل، داخل أحد المستشفيات بالقاهرة، متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا.
وقدم جمال سلامة، عددا كبيرا من الروائع الفنية والموسيقية طيلة مسيرته الفنية التي استمرت لأكثر من 50 عاما، منها أغنيات لشادية وصباح وفايزة أحمد وسميرة سعيد وهاني شاكر وماجدة الرومي.
«الوطن» تعيد نشر مقتطفات من آخر حوار تم إجراؤه مع الراحل عام 2019:
- شهر رمضان يذكرني دائما بالذكريات الجميلة مع عظماء الفن المصري والعربي، وأيام السهرات من أجل تقديم أعمال فنية جديدة ومختلفة، بالإضافة إلى كونه شهر الخير للمسلمين جميعا، ودائما ما كنت أحب أيام شهر رمضان من أجل الإكثار من قراءة القرآن الكريم وصلاة التراويح.
- أغنية «والله بعودة يا رمضان» التي قدمها الفنان محمد قنديل في ثمانينات القرن الماضي، فهي واحدة من الأغنيات الخالدة للشهر الكريم، وأتذكر أننا وقت صناعة الأغنية، كان هدفنا تقديم أغنية لوداع رمضان وليس لاستقباله، لأن الأغنيات المصنوعة لاستقباله كانت عديدة، ولم يكن هناك أغنيات لوداعه، فجلست أنا والشاعر الراحل عبد الوهاب محمد وأطلقنا أغنية «والله بعودة»، وقمت بالتواصل مع الفنان الكبير محمد قنديل لكي يسجلها بصوته، ولكن قنديل رفض أن يصور الأغنية للتليفزيون بسبب خلافات بينه وبين إدارة التليفزيون فى ذلك الوقت، ولكن الحمد لله الأغنية أصبحت أغنية رسمية للأيام الأخيرة للشهر الفضيل.
- أفضل ما قدمت هو تتر مسلسل «محمد رسول الله»، فيكفي أن التليفزيون رشحني وقتها لوضع الموسيقى التصويرية وأغنية التتر بدلاً من الموسيقار محمد عبد الوهاب، ورغم أنني أحب هذا التتر كثيرا فإنه أدخلني في مشكلة كبرى مع مخرج العمل في ذلك الوقت أحمد طنطاوي، فالمخرج حينما استمع إلى الأغنية غضب وبشدة لأني استخدمت الأورج في موسيقى الأغنية، لأن صوت الأورج حرام من وجهة نظره، وعلى أثر ذلك قام بحذف اسمي من تتر المسلسل، فلم أجد أمامي إلا الاتصال بالإعلامية همت مصطفى وأخبرتها بالقصة ووعدتني أن يتم وضع اسمي من جديد.
- منذ نعومة أظافري وأنا أحب الموسيقى بفضل والدي الموسيقار حافظ سلامة، وبعد أن أنهيت دراستي في مراحل التعليم الأساسي، التحقت بمعهد الموسيقى العربية، وبفضل الله خلال فترة الدراسة كنت من المتفوقين إلى أن تم اختياري ضمن بعثة المتفوقين للسفر إلى موسكو للاختلاط بالموسيقى الغربية والاطلاع على تطور الموسيقى هناك، وأنا كنت من محبي الأورج وقررت احتراف اللعب عليه، وربما سبب نجاح هذه الآلة في مصر كان عملي مع الفنانة الكبيرة أم كلثوم لأنها حينما علمت بموهبتي في العزف على الأورج ضمتني إلى فرقتها لكي أشارك في أغنية «أقبل الليل» ومنها جاءت انطلاقتي في عالم الموسيقى.
- أم كلثوم هي السبب الرئيسي وراء نجاح آلة الأورج في مصر والمنطقة العربية، لكونها أول من أحب هذه الآلة، وللعلم أم كلثوم لم تكن تحب أن يعزف أحد معها وهي تشدو بصوتها، فالمتعارف عليه أن الفرقة تعزف ثم تتوقف وتغني أم كلثوم، ولكن خلال تعاوني معها أحبت الآلة بشكل غريب، وقررت أن أظل أعزف معها وهي تغني، وكانت هذه أول مرة آلة موسيقية ترافق صوت أم كلثوم في أغنية.
- بداية التعاون مع سميرة كان بأغنية «احكي يا شهر زاد»، حيث طلب مني المخرج عبدالعزيز الشكري، تقديم الموسيقى التصويرية وألحان مسلسل «ألف ليلة وليلة»، وخلال بداية العمل على المسلسل كنت في استوديو مصر وقابلت المنتج الراحل موريس إسكندر الذي عرفني على سميرة سعيد، وحينما استمعت لها أعجبت بصوتها للغاية، فطلبت منها على الفور أن تأتِ لي بالاستوديو في اليوم التالي لكي تسجل أغنية المسلسل، وأتذكر أنها جاءت لي قبل موعد طائرتها بساعات وسجلت الأغنية وسافرت، وقمت بإرسال الأغنية للمخرج فأعجبته للغاية، ولكن المصادفة الغريبة تمت حينما ذهبت إلى سامية صادق رئيسة التليفزيون في ذلك الوقت لصرف مستحقاتي المالية وأسلمها الأغنية، فحينما استمعت لها رفضت فكرة أن تغني مطربة مغربية «تتر المسلسل»، وطلبت مني حذف أغنية سميرة، والاتصال بالفنانة نادية مصطفى وتسجيل الأغنية مرة أخرى معها، وبالفعل قمت بذلك، ولكن رأيي أن الأغنية لا تليق إلا على صوت سميرة، ولكن لم يكن بيدى شىء حتى أحصل على مستحقاتي، فاتفقت مع المخرج عبدالعزيز السكري، أن يجبر سامية صادق على اختيار أغنية سميرة وبالفعل حققت الأغنية وقت طرحها نجاحاً لم يتوقعه أحد.