أحمد «حداد» هزم الـ«الشلل الرباعي بالعلم»:« الكرسي المتحرك غير حياتي

كتب: سمر عبد الرحمن

أحمد «حداد» هزم الـ«الشلل الرباعي بالعلم»:« الكرسي المتحرك غير حياتي

أحمد «حداد» هزم الـ«الشلل الرباعي بالعلم»:« الكرسي المتحرك غير حياتي

قبل 10 أعوام كان يستيقظ مبكراً، يتناول إفطاره ويذهب إلى ورشة الحدادة يباشر عمله بطريقة طبيعية لكسب قوت يومه، وفي أحد الأيام وأثناء عمله وتركيبه «بوابة حديدية»، سقطت عليه، ليتحول المكان لصراخ وعويل من زملائه، بعدها يُنقل الشاب «أحمد عوض»، إلى أحد المستشفيات ليشخص الأطباء حالته بإصابته بكسر في الفقرة الخامسة من العمود الفقري، وكدمة شديدة في النخاع الشوكي، ويخضع لجراحات عدة لكن جميعها باءت بالفشل وأصيب بـ« الشلل الرباعي».

10 أيام هي مدة جلوس أحمد في المستشفى، وبعدها ظن أن حياته تحولت لجحيم بعد علمه بإصابته بـ« الشلل الرباعي»، في سن الـ17 عاماً، ليقضي أياماً طويلة في التعافي من آلم الصدمة: «كنت شغال في أمان الله كعادتي، في ورشة بالقناطر الخيرية، وبعدين كنت بركب بوابة حديد وقعت كلها عليا، كسرت الفقرة الخامسة وأصابت النخاع الشوكي بكدمات، دخلت العمليات والدكاترة حاولوا لكن للاسف كانت النتيجة، أني بقيت مصاب بشلل رباعي، وهكمل حياتي على كرسي متحرك وأنا عندي 17 سنة، وقتها حسيت إن الدنيا خلاص بقت سودا، الكلام دا كان يوم 1 مايو 2011، يوم عيد العمال، تحول عيدي لذكرى أليمة».

لم يدم يأس أحمد من الحياة بعد إصابته طويلاً، فالشاب الذي كان يعمل بكامل صحته أصبح قعيداً على كرسي متحرك، وعليه أن يخرج من تلك الحالة النفسية: «كانت حالتي النفسية صعبة جداً كل لما أفكر أني هكمل حياتي على كرسي متحرك، لكن قدرت أدرك كل النعم الحلوة اللي في حياتي، وبدأ تفكيري يختلف وأقول لازم أخرج من الحالة دي، وقولت لنفسي لازم أصبر لأن دا اختبار وتحدي ولازم أكون قده، وفجأة سمعت الحكمة دي ما أغلق الله علي عبدٍ باباً بحكمته الا وفتح له بابين برحمته، عرفت أن كل شيئ بمقدار، وبدأت أفوق».

يتذكر أحمد تلك اللحظات الصعبة، التي مر بها، لكنه قرر أن يخوض التحدي وأن يجعل الكرسي المتحرك بداية جديدة لحياته: «كنت بفكر في اللحظات الصعبة فبتعب، فقولت لازم أخلي الكرسي المتحرك بداية جديدة في حياتي، بعد ماكنت رافض الخروج والزيارات وأني أشوف حد، وحولت نظرات الشفقة لإعجاب، بعد ما لقيت عمري بيعدي بدون حاجة، قررت أكمل دراستي واشتغل على نفسي، بدات تعليمي من أولى ثانوي، ونجحت في الثانوية العامة، والتحقت بكلية التجارة جامعة عين شمس، وادرس حاليا في الفرقة الثالثة».

لم يسلم الشاب من التنمر خلال فترة الجامعة، لكنه واجه بتحدي: «كنت بتعرض للتنمر من بعض الناس، في الجامعة، لكن قدرت اتخطى وأتحدي، وحصلت على تقدير جيد جداً، وقادر أكمل التحدي أنا ووالدتي بـ1300 جنيه معاش، وبتمنى حد يساعدني أكمل تعليمي وأقدر اعيش حياة طبيعية أنا ووالدتي».


مواضيع متعلقة