المفتي في حواره لـ«الوطن»: يجوز إعطاء الزكاة لغير المسلمين المحتاجين.. وتبرع المسلم لبناء كنيسة جائز شرعا

المفتي في حواره لـ«الوطن»: يجوز إعطاء الزكاة لغير المسلمين المحتاجين.. وتبرع المسلم لبناء كنيسة جائز شرعا
- مفتي الجمهورية
- شوقي علام
- جماعة الإخوان الإرهابية
- دار الإفتاء
- الإسلام
- اللقاح
- الكورونا
- السوشيال ميديا
- مواجهة الإلحاد
- الاختيار2
- الفن
- مفتي الجمهورية
- شوقي علام
- جماعة الإخوان الإرهابية
- دار الإفتاء
- الإسلام
- اللقاح
- الكورونا
- السوشيال ميديا
- مواجهة الإلحاد
- الاختيار2
- الفن
قال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، إن دار الإفتاء رصدت 1500 فتوى متطرفة لجماعة الإخوان الإرهابية، مستمدة من أفكار سيد قطب التى تقود للقتل والتدمير، مشيراً إلى أن الدار أصدرت 1.3 مليون فتوى فى عام 2020 نسبة كبيرة منها عن العلاقات الزوجية وتستقبل 4800 قضية طلاق شهرياً.
وأضاف «علام» فى الجزء الثاني من حواره لـ«الوطن»، أن دار الإفتاء شكَّلت وحدة تعمل فى سرية تامة للرد على الإلحاد، وأن هناك 3 فئات للملحدين وبعضهم يعانى مشكلات نفسية.. وإلى نص الحوار فى الجزء الثانى:
البعض يتهم دار الإفتاء بعدم إعمال العقل والجمود، فما ردكم على هذا؟
- دار الإفتاء المصرية أصدرت على مدار عام 2020 أكثر من مليون و300 ألف فتوى فى مختلف المجالات؛ ما يعكس ثقة المواطنين الكبيرة بدار الإفتاء وحرصهم على اللجوء إلى المؤسسات الدينية المتخصصة للحصول على الفتاوى الدينية الصحيحة الصادرة عن أكابر العلماء المتخصصين، وخاصة الإفتاء بعدما تم استردادها من الجماعات المتشددة التى أثرت على الناس لفترة من الزمن، ونفرت الناس ظلماً وبهتاناً من المؤسسات الرسمية الدينية.
تصدِّى أهل الجهل والأهواء للفتوى فى الفضاء الإلكترونى أثر سلباً على الإسلام والمسلمين.. وبذلنا جهوداً كبيرة لتصحيح مسار الإفتاء
انتشرت فى الفترة الأخيرة ظاهرة المفتين على السوشيال ميديا، فكيف تتم مواجهة فوضى الفتاوى والتصدى لها؟
- هذه الفوضى نتجت بعد أن شاب الإفتاء الفضائى كثير من المكدرات، والممارسات الخاطئة، بسبب تصدى بعض أهل الجهل والأهواء لهذا المنصب الخطير؛ ما انعكس أثره سلباً على أمتنا وديننا الإسلامى، وتكمن الخطورة فى أنه بسبب تعاظم فوضى الإفتاء بمختلف مسبباتها، وجدنا بعض الناس يحاربون الإفتاء الفضائى، وينادون بمنع البرامج جملة وتفصيلاً، فيعالجون الخطأ بخطأ أشنع منه، وربما تسببوا فى توهين عزائم بعض العلماء الثقات عن القيام بهذا الواجب العظيم، والتصدى لهذه المهمة الجليلة، وحرمان الناس من علمهم وتوجيهاتهم.
ويجهل هؤلاء أو يتجاهلون أثر البرامج فى نشر العلم الشرعى، وتبصير الناس، وإصلاح المجتمع ومحاربة الفساد والمفسدين، وقطع الطريق على الأدعياء والمتعالمين.
ودار الإفتاء بذلت جهوداً حثيثة على جميع المستويات لتصحيح مسار الإفتاء، ومواجهة فوضى الفتاوى عن طريق توفير الخدمات الإفتائية بوسائل مختلفة متعددة، وبوسائل التكنولوجيا الحديثة؛ لمواجهة الجماعات المتشددة، وهذه الجماعات لا حول لها فى ظل قيام دولة وطنية قوية، فهم مهما أطلقوا فتاوى متطرفة وروَّجوا لمزاعم فاسدة لن ينالوا من قوة الدولة المصرية.
رصدنا 1500 فتوى متطرفة للجماعة الإرهابية.. وشكَّلنا وحدة للرد على الإلحاد
أنشأتم وحدة لمواجهة الإلحاد.. فما أبرز الأسئلة التى ترد إلى دار الإفتاء عن هذا الأمر؟
- دار الإفتاء تتلقى أسئلة متنوعة حول الإلحاد، وأسئلة الإلحاد ذات طبيعة خاصة تحتاج إلى حوار علمى خاص وراقٍ، وتتلقى دار الإفتاء أسئلة عن الإلحاد منذ 5 سنوات، حيث وجدنا أن أمناء الفتوى لديهم أجوبة عن الأسئلة، ولكن فى بعض الأحيان لم يكن الجواب مسعفاً ومقنعاً؛ لذا قمنا بتدريب مجموعة من أمناء الفتوى داخلياً وخارجياً على كيفية مواجهة قضايا الإلحاد، وهذه الوحدة تعمل حالياً فى سرية تامة من حيث نوعية الأسئلة المطروحة، وصاحب السؤال، وتعمل بانعزال عن مسار كل الأسئلة الشفوية، والنقاش قد يستمر لساعة ولثلاث ساعات، فى صبر تام مع الباحث الذى يتعرض لقضايا الإلحاد ولديه مشكلة فى الفهم، حيث تتم مناقشته لعدة ساعات مع المتخصصين، وقد تستمر المناقشة على مدار عدة مرات، وقد تم تصنيف الأشخاص الذين يتعرضون لقضايا الإلحاد بعد مناقشتهم إلى 3 أصناف، الأول: يكون بالفعل لديه مشكلة معينة، ولكنها خفيفة، وبمجرد النقاش العلمى معه من قِبل المدربين والمتخصصين يرجع عن أفكاره، وبالفعل رجع عدد كبير بعد إزالة اللبس فى الفهم الموجود لديهم، والثانى: يتضح أن لديه مشكلة نفسية، وبناءًعلى ذلك تقوم دار الإفتاء بإحالته مباشرة إلى الأطباء النفسيين، ونقول له إن عليه الذهاب لعلاج نفسه، والثالث: نجد بالفعل أن صاحبها لديه فكر وعلم، ويحتاج إلى مناقشة علمية هادئة، وهذا بالفعل يتم الاستمرار معه فى النقاش لفترة طويلة من الزمان، ونناقشه دون ملل أو كلل، بل نريد الوصول به إلى الحق والحقيقة.
ما أبرز القضايا المجتمعية الموجودة؟
- النسبة الكبرى تخص مسائل العلاقات الزوجية التى ينقصها الثقافة الحقيقية لإعطاء الدور الحقيقى للطلاق، الذى يوضع حينما لا يكون هناك حل فيكون بمثابة علاج، وألا ينطق الزوج بهذه الكلمة أبداً إلا إذا لم يكن هناك علاج للمشكلة بين الزوجين نهائياً، فهناك رعونة من الأزواج فى الطلاق لأسباب تافهة، وأغلب قضايا الطلاق تندرج تحت أسباب عدم وعى الأزواج، وعدم فهم حقوقهم، والخلل فى الثقافة الزوجية، وهنا يظهر اعتناء دار الإفتاء الشديد جداً، وحرصها على الفتوى فى قضايا الطلاق، حيث نستقبل 4800 قضية طلاق فى الشهر، والقليل منها صحيح.
كيف انكشف زيف الجماعة الإرهابية؟
- قام مؤشر الفتوى التابع لدار الإفتاء المصرية برصد وتحليل 1500 فتوى متطرفة لجماعة الإخوان الإرهابية، وتوصل إلى أن الخطاب الإفتائى لجماعة الإخوان الإرهابية تمثَّل فى ثلاثة أمور، هى: الانتقاد المستمر لسياسات الدولة المصرية، وادعاء التعاطف مع الشعب ودعمه، وتكثيف خطاب المظلومية.
وتمثلت هذه الأمور الثلاثة فى مجموعة من النتائج، أبرزها أن الفتاوى السياسية والأخرى المتعلقة بجائحة كورونا قد استحوذتا على النصيب الأكبر من فتاوى الجماعة هذا العام، فقد احتلت الفتاوى ذات الطابع السياسى 28% من إجمالى فتاوى الجماعة، وكانت فى أغلبها شاهدةً على ازدواج المعايير عند الجماعة الإرهابية، ففى الوقت الذى كانت فيه فتاوى الجماعة تدافع عن الدول الراعية لها وتدعم سياستها، خرجت فتاوى أخرى تنتقد دولاً وتهاجمها، لمصلحة الجماعة وليس الأمة.
كيف أسهم الفكر الإخوانى فى تحول الشباب إلى التطرف والإرهاب؟
- الشباب هم الأمل فى مستقبل أفضل، وهذا ما يعلمه أعداء البشرية من دعاة التطرف والإرهاب، لذا يستخدمونهم باباً لتسريب أفكارهم، ومعولاً لهدم الأوطان، ودار الإفتاء المصرية فى مقدمة المؤسسات الدينية التى أدركت أهمية وقيمة سلاح الفكر وتصحيح المفاهيم فى هذه المعركة، وأدركت أن الطريقة المثلى لمواجهة هذه الجماعات المتطرفة وفى مقدمتها جماعة الإخوان، هى نشر الأفكار الوسطية النابعة من موروثنا الوسطى المعتدل الذى حمل رايته عبر التاريخ رجال وعلماء الأزهر الشريف جيلاً بعد جيل. والشىء الذى تميزت به دار الإفتاء المصرية فى هذه المواجهة أنها نحت منحى المؤسسية والتخصص والتعاون والمشاركة مع كل المؤسسات والأطياف الوطنية.
معركة مكافحة التطرف والإرهاب، تسهم فيها العديد من المؤسسات فماذا قدمت دار الإفتاء؟
- دار الإفتاء المصرية كانت وما زالت من أولى المؤسسات التى اهتمت بمحاربة الأفكار الهدامة والمتطرفة، وأعطتها عناية كبيرة وأهمية قصوى، ولم يقتصر دور دار الإفتاء المصرية على الإجابة عن أسئلة واستفسارات الجماهير، بل وسّعت دار الإفتاء من تخصصاتها وإداراتها حتى تضع الإرهاب فى مرمى السهام الفكرية والفقهية من عدة جهات، منها إنشاء الدار لمرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتطرفة عام 2014، وهذا المرصد مختص بمقاومة التطرف والإرهاب، وتفنيد الأفكار المتشددة، ووضع استراتجية عملية مبنية على أن منشأ التطرف والإرهاب هو انتشار الفتاوى المغلوطة الشاذة، وأصدر حتى الآن ما يزيد على 500 تقرير احتل الكثير منها اهتمام العديد من الجهات البحثية الغربية.
كيف واجهتم هجوم الإخوان عليكم بأنكم تسيِّسون الدين؟
- دار الإفتاء ماضية فى مشروعها التنويرى التاريخى، وفى فضح زيف الجماعات الإرهابية التى تقلل من الإنجازات المصرية وتسعى لنشر الشائعات، ولا نهتم بالحملات المغرضة ولا نلتفت إلا إلى الإنسانية.
وعلماء دار الإفتاء لديهم منهجية متكاملة نابعة من فهم العلماء الأوائل على مدى التاريخ، ومن حضارة فقهية ومنهجية لم يشهد التاريخ مثلها، وأن هناك طريقين يسير أحدهما فى موازاة الآخر: الأول طريق واضح صاحب حضارة وعطاء على مدار التاريخ، والثانى يُخفق منذ نشأته وليس له جذور يستند إليها، بل يختلق جذوراً وهمية من مصادر الشريعة الإسلامية، ولكن من يتبصر يجد أنه ليس له جذور ولا أساس وأنه عارٍ تماماً عن المنهجية السلمية التى توارثناها عن علمائنا، لكن الجماعة الإرهابية تسعى إلى هدم المرجعيات الدينية والمؤسسات المعتمدة، فهم دائماً ما يصفون من يخالف منهجهم بأنه من علماء السلطان، فالإخوان جعلوا من يعارض الدولة والقانون من رجال الدين فى مصاف البطولة لأنهم يقفون أمام الدولة وهم فى عداء دائم للوطن، أما من يبنى ويدعم الدولة فيصفونه بـ«عالم السلطان»، ونحن نفتخر بأننا نقف فى صف الوطن.
لا مانع من الفن الذى يرقق المشاعر ويهذِّب السلوك ويقوى الانتماء والشعور الوطنى للإنسان.. وهذا ما تفعله الأحداث الوثائقية فى مسلسل «الاختيار2»
يعرض الآن مسلسل «الاختيار2»، وهو يحكى مشاهد حقيقية مما عاناه الوطن فى مواجهة الإرهاب، كيف ترى ذلك؟
- لا مانع من الفن الذى يرقق المشاعر، ويهذِّب السلوك، ويقوى الانتماء والشعور الوطنى للإنسان؛ لأن الدين يهدف إلى بناء الإنسان وزيادة وعيه، وكل فكرة تصب فى هذا الاتجاه تُحمَد، مهما اختلفت الوسيلة، إذا كانت الوسيلة مشروعة والهدف منها التهذيب وصلاح البلاد والعباد.
مسلسل الاختيار عرض أفكار سيد قطب، وأبرز أنه كان يكفِّر المجتمع استناداً إلى «ومن لم يحكم بما أنزل الله»، فما التفسير الصحيح للآية؟ وما رأيكم فى فكره؟
- «سيد قطب» صدَّر فكرة «جاهلية المجتمع»، واعتبر أن المجتمعات عادت إلى الجاهلية، ولا بد من عودتها مرة أخرى إلى الإسلام، وأنه لكى يحدث ذلك فلا بد من قوة فيمن وصفهم بـ«فتية آمنوا بربهم» ليعيدوا الناس إلى المسار الصحيح على زعمه، وأفكار سيد قطب هذه تؤكد حتمية الصراع مع المجتمع بجميع مكوناته، سواء القوات الأمنية والعسكرية أو المجتمع المدنى لنشر تلك الأفكار، ومن ثم يصبح القتل والتدمير وأخذ الأموال داخلاً فى حيز الإباحة عنده من أجل إعادة الناس عن جاهليتهم.
ودار الإفتاء استشعرت خطر التطرف والإرهاب فوضعت استراتيجيتها لمواجهة الفكر المتطرف والجماعات الإرهابية، فسارت فى خطين: الأول وهو محور البناء، والمحور الثانى دفع السلبيات وتفكيك الفكر المتطرف.
فالمحور الأول يتمثل فى التأكيد على مواجهة الفتاوى المتطرفة بتفكيكها وتحليلها، والتأكيد على ضرورة قيام الفتاوى على المنهج الصحيح والبناء الأخلاقى الإيمانى المتكامل؛ لأن الدين ما جاء إلا من أجل العمران وصالح البشرية جمعاء، سواء للمسلمين أو غيرهم، وذلك يستلزم تفكيك الأفكار المتطرفة التى شوَّهت هذا الدين القويم، خاصة أن المتطرفين قد ركزوا على قضية المظهر وأهملوا الجوهر ومن أجل ذلك أنشأنا فى دار الإفتاء أوائل عام 2014 «مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة»، الذى يعمل على مدار 24 ساعة.
المشككون فى خيرية الجيش المصرى والأحاديث الواردة عنه أعداء للوطن ويرددون كلاماً باطلاً.. والمرأة أكثر حرصاً من الرجل فى طلب الحكم الشرعى
ماذا تقول للمشككين فى الجيش المصرى؟
- فكرة الوطن ثابتة، ومن يرى غير ذلك ويعد الوطن حفنة من التراب العفن كما يقول أعداء الوطن، أفكاره قبيحة وشاذة وغريبة عن المنهج الإسلامى الصحيح وعن طبيعة النفس البشرية، مضيفاً أن هذا التراب بالنسبة لنا كالذهب نفديه بالنفس والروح، فهو الذى مشى عليه الأنبياء عليهم السلام والصحابة وفقهاء التابعين رضوان الله عليهم أجمعين، أما المشككون فى خيرية الجيش المصرى والأحاديث التى وردت وتحدثت عن خيريته، فهؤلاء يرددون كلاماً باطلاً من الناحية العلمية والواقعية، وأنا أدعو المواطنين أن ينفضوا عن أنفسهم كل هذه الأكاذيب التى ليس لها أساس من الصحة، فهذه المقولات المشككة فى خيرية الجيش المصرى العظيم لم تتردد إلا بعد أحداث ثورة يونيو 2013.
وأؤكد أن الأحاديث التى تشهد بأن هذا الجيش فى خير وعافية إلى قيام الساعة هى شهادة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتشمل كل من انتسب إلى هذا الجيش، فخيرية الجيش المصرى لم تأتِ من فراغ وإنما نتيجة إرادة صادقة لرجال أوفياء.
ما حكم تبرع المسلم لبناء كنيسة؟
- يجوز للمسيحيين فى الديار المصرية، وفقاً للشريعة الإسلامية، بناء الكنائس فى ظل الدولة الإسلامية إذا احتاجوا إلى ذلك فى عباداتهم وشعائرهم التى أقرهم الإسلام على البقاء عليها، وذلك وفق اللوائح والقوانين التى تنظمها مصر فى ذلك، حيث لم يَرِدْ فى الشرع الحنيف المنعُ من ذلك فى شىء مِن النصوص الصحيحة الصريحة. وطبقاً لذلك، جرى العمل عبر العصور المختلفة، ووفق اللوائح والقوانين التى تنظمها مصر فى ذلك الأمر.
وهناك فتوى للراحل الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر الشريف أجاز فيها للمسلم التبرع من ماله الخاص لبناء كنيسة، وأشار إلى أنه يجب أن يترك الأمر فى بناء الكنائس لأهل الاختصاص، وهم المسيحيون، وأنه ليس من الشرع الخوض فى عقائد الآخرين.
ما حكم عمل المسلمين داخل الكنائس؟
- عمل المسلم فى الكنيسة بأجرٍ مشروع وفق فقهاء الحنفية وغيرهم، فقد صرحوا بإباحة عمل المسلم فى بناء الكنيسة وترميمها بلا أدنى حرج، ونصوا على حلِّ ماله الذى يأتيه مِن جراء ذلك، وأنه مما يطيب لصاحبه أخذه شرعاً؛ إذ العمل نفسه ليس فيه معصية.
والإمام أبوحنيفة أجاز عمل المسلم فى الكنيسة بأجر؛ قياساً على جواز بنائها للسكنى، وكذلك مَن آجر نفسه على حمل خمر لذمىٍّ؛ لأنه يرى أن الإجارة على الحمل ليست بمعصية ولا سبب لها، لأنه قد يكون للإراقة أو للتخليل. والراجح لدينا ما ذهب إليه فقهاء الحنفية والحنابلة والزركشى من الشافعية؛ أنه يجوز للمسلم العمل فى الكنيسة بأجرٍ على النحو المذكور بالسؤال؛ لأنه نوع كسبٍ مباح.
هل يجوز إخراج الزكاة لغير المسلم؟
- يجوز إعطاء الزكاة لغير المسلمين من المواطنين المحتاجين إلى العلاج أو الوقاية من عدوى كورونا، وغيرها من الأمراض، وكذلك فى كفايتهم وأقواتهم وسد احتياجاتهم؛ أخذاً بظاهر آية الزكاة الكريمة التى لم تفرق بين مسلم وغير مسلم، وعملاً بمذهب سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه فى إجرائه أموال الزكاة لسد حاجة غير المسلمين من مواطنى الدولة آنذاك، وهو مذهب جماعة من السلف الصالح وبعض فقهاء المذاهب المعتبرين.
وهناك جماعة من الفقهاء أجازوا دفع الزكاة لغير المسلم إذا كان من مستحقيها؛ استدلالاً بعموم آية مصارف الزكاة التى لم تفرق بين المسلمين وغيرهم؛ حتى إن الإمام الرازى فى «تفسيره» وضح أن عموم قول الله تعالى ﴿لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ﴾ يشمل المسلم وغير المسلم.
ما رأيكم فى قانون الأحوال الشخصية؟
- كلنا ثقة بالنظام التشريعى والنيابى فى مصر، وخصوصاً فى قضايا الأحوال الشخصية، من حيث مطابقتها للشريعة الإسلامية، ونحن فى حاجة ماسة إلى النظر فى بعض التشريعات والقوانين المتعلقة بالأسرة، واحتياجنا جميعاً إلى التكاتف للحفاظ على الأسرة المصرية والنظام التشريعى حتى يصدر فى النهاية ما فيه مصلحة الأسرة بمطابقتها للشريعة.
قلتم إن المرأة أكثر حرصاً من الرجل فى طلب الحكم الشرعى، فإلى أى شىء استندتم إلى ذلك؟
- نعم، المرأة ليست أقل من الرجل فى حبها للعبادة والتدين الحقيقى بل من يتأمل طبيعة المرأة يجد عندها رقة ممزوجة بالعزم فى استقبال التكليفات، وقد لاحظنا من الفتاوى الواردة لدار الإفتاء أن المرأة تتفوق على الرجل فى السعى إلى معرفة الحكم الشرعى وطلب الفتوى، وهذا يدل على رغبتها فى التدين الصحيح والمنضبط على أكمل وجه وخاصة فيما يتعلق بأمور العبادات والأحوال التى تعترى المرأة بسبب طبيعتها كأنثى ومن بين الأسئلة التى توضح حرص المرأة على العبادة ما يتعلق بحكم تناول أدوية تأخير الحيض لما بعد رمضان حتى تتمكن المرأة من صيام الشهر كاملاً.
وأصدر المؤشر العالمى للفتوى التابع لدار الإفتاء تقريراً حول نسبة فتاوى المرأة ضمن مجمل الفتاوى، واهتم بتفصيل نسب الفتاوى المتعلقة بحقوق المرأة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، كاشفاً تفوق فتاوى الحقوق الاجتماعية والاقتصادية، التى جاءت نسبتها (60%) على المستوى الرسمى، و(95%) بالنسبة للتنظيمات الإرهابية، و(75%) فى الغرب.
فيما مثَّلت فتاوى الحقوق السياسية (40%) على مستوى الفتاوى الرسمية، و(25%) بالنسبة للغرب، و(5%) فقط فى فقه التنظيمات الإرهابية وحصرها فى مفهوم «الجهاد».
الاعتداء على الآمنين
الاعتداء على الآمنين من الأمور المحرمة فى الشريعة الإسلامية السمحة، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اعتبر ذلك العمل بمثابة التعدى على ذمة الله ورسوله، وأنه (خصيم) من يفعل ذلك يوم القيامة؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألاَ مَنْ ظلم مُعاهِداً أو انتقصه، أو كلَّفه فوق طاقته، أو أخذ منه شيئاً بغير طِيبِ نفسٍ فأنا حجيجه يوم القيامة) أى: خصمُه، وأشار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأصبعه إلى صدره (ألاَ ومَن قتل مُعاهَداً له ذمة الله وذمة رسوله حُرِّم عليه ريح الجنة، وأن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين خريفاً).