من الدراما للواقع: الأزمات النفسية في الكبر تبدأ من مرحلة الصغر

كتب: جهاد مرسى

من الدراما للواقع: الأزمات النفسية في الكبر تبدأ من مرحلة الصغر

من الدراما للواقع: الأزمات النفسية في الكبر تبدأ من مرحلة الصغر

المشكلات النفسية فى مرحلة الطفولة قد تتسبب فى أزمات لأصحابها فى الكبر، وتفسد حياتهم الشخصية وعلاقاتهم مع الآخرين، وهذا ناقوس خطر يدقه أحد الأعمال الدرامية، التى تنافس فى السباق الرمضانى، فى قالب كوميدى اجتماعى بسيط.

فى السنوات الأخيرة، أثير فى الأوساط الطبية والإعلامية مرض ADHD، أو ما يُسمى بفرط الحركة ونقص الانتباه، وبدأ أولياء الأمور والمؤسسات التربوية الانتباه إليه، لما له من انعكاسات خطيرة على سلوك الطفل، لكن الأخطر والذى أشار إليه المسلسل الدرامى «خلى بالك من زيزى»، هو انعكاسات المرض النفسى على الشخص فى مرحلة الكبر، حيث أفسد حياة بطلة العمل الفنانة أمينة خليل «زيزى» وعرّضها لأزمات نفسية كبيرة.

تحذير شديد اللهجة أطلقه الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى، من الاستهتار بمرحلة الطفولة، وعدم الانتباه لسلوكيات الأبناء فى سنواتهم الأولى: «كل مصائبنا فى الحياة تبدأ من مرحلة الطفولة، ركزوا مع أطفالكم، وربوهم بشكل سليم، بعيداً عن الضرب والتعنيف الزائد وكذلك الدلع، حتى يعيشوا باقى حياتهم بشكل طبيعى».

«فرويز»: حالات ADHD منتشرة.. والعلاج المبكر هو الحل

ويوضح «فرويز» أن ADHD، أو ما يُسمى بفرط الحركة، مرض تظهر مؤشراته على الطفل فى عمر 3 أو 4 سنوات، فيعانى من قلة التركيز والانتباه، والحركة الزائدة، والتحصيل الدراسى الضعيف، وللأسف معظم الأمهات ينكرن وجوده لدى أطفالهن، ويؤكدن أن أطفالهن طبيعيون رغم تصرفاتهم غير الطبيعية، مما يؤخر مرحلة العلاج ويضاعف آثار المشكلة.

لا تزال الأسباب المباشرة لفرط الحركة غير محدّدة، وفقاً لـ«فرويز»، وإنما مجرد اجتهادات، منها أسباب جينية، زواج الأقارب، التطعيمات، الحصبة الألمانى أثناء الحمل، بعض أنواع المأكولات المعبّأة فى أكياس.. وجميعها نظريات لم تجزم أنها السبب وراء الإصابة بفرط الحركة.

ويوضح «فرويز» أن المخ مكون من قشرتين، قشرة مخية وأخرى تحت المخية، ولدى المصابين بفرط الحركة تكون القشرة تحت المخية فى حالة نشاط دائم، وبالتالى يكون الطفل حركته زائدة، وتصدر عنه تصرفات انفعالية اندفاعية لحظية: «أطفال عرضوا علىّ فى العيادة بهذا الشكل، منهم من سرق مفتاح سيارة الوالد، وقادها وتعرّض لحادث، وللأسف هناك من يعاقبون جنائياً على أساس أنهم أسوياء، وهم فى حقيقة الأمر يعانون من أمراض نفسية».

وحسب «فرويز»، علاج فرط الحركة يكون عبارة عن أدوية منشّطة للقشرة المخية، حتى يهدأ المريض، على عكس ما يظنه البعض من ضرورة تناول أصحاب فرط الحركة مهدّئات.

وتظهر بطلة العمل الدرامى فى مرحلة الثلاثينات ولا تزال تعانى من أعراض الاضطراب النفسى الذى أفسد حياتها، وهو ما يتفق معه العلم، حيث أكد «فرويز» أن المرض يستمر مع الشخص طالما لم يبدأ فى العلاج، حتى إن وصل إلى سن كبيرة، وعلى العكس إذا بدأ فى العلاج مبكراً، حيث تنتهى الأعراض فى غضون عام ونصف على الأكثر.


مواضيع متعلقة