الزبيدي: نجاح الحكومة الليبية مرهون بتفكيك الميليشيات وخروج المرتزقة

كتب: محمد علي حسن

الزبيدي: نجاح الحكومة الليبية مرهون بتفكيك الميليشيات وخروج المرتزقة

الزبيدي: نجاح الحكومة الليبية مرهون بتفكيك الميليشيات وخروج المرتزقة

تمثل الميليشيات المسلحة والمرتزقة، أهم تحد أمام حكومة الوحدة الوطنية الليبية الجديدة ورئيسها عبد الحميد الدبيبة، فبقدر استطاعة هذه الحكومة تفكيك هذه الميليشيات سيكون نجاحها، فمهمة هذه الحكومة محددة في مواجهة التركة الفاسدة التي ورثتها من حكومة فايز السراج، ممثلة بالميليشيات المسلحة والفساد.

وفي تكرار للمواقف الدولية والأوروبية السابقة حول الملف الليبي وضرورة خروج كافة القوات الأجنبية، جدد الاتحاد الأوروبي، دعمه الحكومة الليبية في دعوتها إلى خروج المرتزقة من جميع الأراضي الليبية.

ويقول المحلل السياسي الليبي، الدكتور محمد الزبيدي، إن على الحكومة الليبية الجديدة الوقوف بحزم أمام انتشار الميليشيات المسلحة في العاصمة طرابلس، بالإضافة إلى الأشتباكات المستمرة والاقتتال بين مسلحيها، وانتهاكات المرتزقة، والصراع على مناطق النفوذ، ما يجعل الأمر قد ينعكس سلبا على المسار السياسي.

وأضاف الزبيدي لـ«الوطن»: «شهدت طرابلس في الآونة الأخيرة تجددا للاشتباكات المسلحة العنيفة بين الميليشيات المتمركزة في العاصمة الليبية، كما شهدت العديد من الحوادث الأمنية المتعلقة بانتشار الأسلحة الثقيلة والمتوسطة في عدة مناطق فيها بها حشود عسكرية واستنفار أمني، ففي 17 أبريل من العام الجاري وفي مشهد تكرر خلال السنوات الماضية في ظل الفوضى التي كانت تعصف بالبلاد قبل الوصول إلى حل سياسي، اهتزت العاصمة الليبية على وقع أحداث مروعة إثر إطلاق مليشيا مسلحة النار داخل الأحياء المدنية في مدينة بني وليد، مما تسبب في مقتل مواطن وجرح العديد».

وتابع: «الميليشيات المسلحة تحت ستار محاربة الجريمة، بسطت سيطرتها على مناطق جديدة، تابعة لميليشيات مسلحة أخرى، لتعزيز نفوذ قيادات مصراتة في المناطق الغربية، كما أن ميليشيات أسامة الجويلي المنافسة تمتهن السرقة والخطف واللصوصية، وميليشيات أخرى تقوم في الظاهر بمحاربتها، وفي الباطن تحاول نزع هذه الأعمال عنها».

وأوضح أنه في 19 أبريل 2021 أفادت كتيبة النواصي، أن قائدها مصطفى قدور نجا من محاولة اغتيال في طرابلس، دون ذكر معلومات عمن يقف وراء محاولة الاغتيال، وانتشرت الرواية على مواقع التواصل الاجتماعي أن التصريح عن الاغتيال كان وهميا من أجل تزويد قدور بدافع للانتقام في المستقبل، وذلك بعد احتدام التنافس  بين الكتيبة وقوة الردع بقيادة عبدالرؤوف كارة، حيث قامت مؤخراً قوة الردع بالاشتباك مع جهاز دعم الاستقرار وطالبتهم بسحب قواتهم من منطقة أبو سليم وتسليم الأسلحة الثقيلة والمطلوبين.

ويعد نجاح حكومة الدبيبة التي تم تشكيلها منذ أشهر معدودة وحازت ثقة البرلمان الليبي مرتبط بقدرتها على تفكيك الميليشيات المسلحة الموجودة في طرابلس ومصراتة والتي يصل تعدادها إلى 50 ميليشيا «مجموعات مسلحة تعمل خارج القانون»، بينما يصل عدد المقاتلين فيها إلى ما بين مئة وعشرين ومئتي ألف مقاتل، كما أن نجاح هذه الحكومة مرتبط أيضاً بقدرتها على إخراج القوات الأجنبية الموجودة على الأراضي الليبية، وقد سبق وطالبت نجلاء المنقوش، وزيرة الخارجية، بإخراجها، حتى تتمكن ليبيا من البدء في عملية سياسية على أسس صحيحة.


مواضيع متعلقة