لمواجهة «كورونا والصيام».. «البلايستيشن والطاولة والبلكونة» بديلاً لـ«التنزه» في أعياد الربيع

لمواجهة «كورونا والصيام».. «البلايستيشن والطاولة والبلكونة» بديلاً لـ«التنزه» في أعياد الربيع
أثَّر كابوس «كورونا» على مظاهر «شم النسيم» هذا العام، لجأت الأسر إلى حيل أخرى للاحتفال رغم ظروف رمضان و«كورونا»، فالبعض لجأ لـ«البلايستيشن والطاولة والبلكونة» بدلاً من الخروج للحدائق والمتنزهات.
«يوسف» وأصدقاؤه يلغون «خروجة الجنينة»
ففى عيد الربيع سنوياً، يجتمع يوسف محمد مع أصدقائه المقربين، يخرجون إلى الحدائق العامة، ويزورون الأماكن الشهيرة، ولا ينتهى اليوم سوى بأكلة «متينة»، على حد وصفه: «بنروح الحديقة الدولية أو الأزهر بارك، نجيب معانا أكلة جامدة ونفرش وناكل مع بعض»، إضافة إلى الصور «السيلفى» الذى يلتقطها الشاب العشرينى بنفسه لأصدقائه، ويجمعها برفقة بعضها، وكل عام تزيد صورة جديدة، أما العامان الحالى والماضى فلم يستطع أخذها بسبب «كورونا»: «كنا بنتجمع فيديو كول السنة اللى فاتت، والسنة دى هنلعب بلايستيشن لأن مفيش جناين».
عائلة «ماريان»: هنحتفل بطبق الترمس
تغيُّر شامل طال عائلة ماريان وهبى، المرأة الأربعينية: «زمان كنا نطلع كلنا من قداس شم النسيم ونذهب إلى إحدى دور المناسبات لقضاء اليوم، وتناول الأطعمة المختلفة لشم النسيم ويكون مليئاً باللعب والحركة وأحياناً كنا نتجمع فى حديقة منزل أمى ونجلس للتنزه وتناول الطعام، إنما منذ أن تفشى فيروس كورونا ونحن نقضى العيد فى البلكونة»، خاتمة حديثها: «هنحتفل بطبق ترمس وحمص ولعب الطاولة».
«بابا هو إحنا مش هنلون بيض السنة دى؟».. سؤال طرحته الطفلة «دانا»، على والدها عماد العريبى، الذى اعتاد أن يحضر لها البيض والألوان فى مثل ذلك الوقت سنوياً، استعداداً ليوم شم النسيم لترسم على البيض وتلون، برفقة الأقارب، داخل منزل العائلة الكبير بحدائق القبة.
الأب كان فى حيرة من أمره، بين تلبية رغبة ابنته الوحيدة بالذهاب إلى بيت العائلة، وبين حمايتها من «كورونا» المنتشر بكثرة هذه الآونة، ولكنه فى النهاية آثر الحفاظ على صحة صغيرته، متخلياً عن عادتهما السنوية، «أقنعتها نجيب ديليفرى يومها بدل البيض الملون». فى بورسعيد، اختلفت المعادلة قليلاً، ففكرة التنزه بالأماكن المفتوحة قائمة، يقول يونان عياد، الرجل الخمسينى، إنه قرر التنزه مع أسرته للاستماع بالمعالم السياحية: «هاخد الولاد أفسحهم على الممشى السياحى ومنه لطريق ديليسبس».
النزهة التى تشمل أولاده الأربعة وزوجته ووالدته ستشمل العديد من المحطات، حيث يركبون معدية قناة السويس المجانية ومنها يتجهون على كوبرى النصر للوصول إلى كافتيريا على البحر ليأكلوا الفسيخ والملوحة بالتزامن مع وقت الإفطار لتكون المحطة الأخيرة فى اليوم «ستايل سكوير».
«كل سنة فسحة شم النسيم بتكون فى الكافيتريا فقط، إنما تم تغيير النظام ليناسب صيام شهر رمضان، بما لا يتعارض مع الإجراءات الاحترازية، فقررنا التنزه فى أماكن مفتوحة لحين وقت الإفطار»، بحسب «يونان».
وعلى عكس عادتها السنوية، أرجأت زينب محمد أى مظاهر احتفالية بشم النسيم هذا العام لتزامنه مع شهر رمضان: «مش هنقدر ناكل فسيخ ورنجة على الفطار، هنتعب»، واتفقت هى وبناتها الأربع على إعداد مائدة الأسماك المملحة والبيض الملون فى ثالث أيام العيد: «هنعمل نفس العزومة فى آخر أيام العيد نكون ارتحنا وقادرين ناكل الأكلة دى بعد شهر كامل صيام».
ليست الأسماك المملحة والبصل والبيض الملون الأصناف الوحيدة التى اعتادت الأم الأربعينية إعدادها لأسرتها فى يوم شم النسيم كل عام، بل تستيقظ صباح ذلك اليوم مبكراً لإعداد عجين المخبوزات المرتبطة بذلك اليوم والمعروفة بـ«البريوش» لتناولها صباحاً مع كوب الشاى أو للتحلية بعد الغداء، إلا أنها، وبحسب روايتها لـ«الوطن»، ألغت إعداد تلك المخبوزات هذا العام أيضاً، خاصة أن بيتها لا يخلو يوماً من الحلوى الرمضانية الشهيرة «الكنافة والقطايف». «كل يوم عندنا حلويات رمضان، والبريوش مش هيكون ليه طعم وسطهم»، فقررت الأم إعداده هو الآخر فى آخر أيام عيد الفطر لإقامة نفس الطقوس الاحتفالية بشم النسيم: «زى الفسيخ والرنجة هنأجل البريوش لبعد رمضان، دون عزومات للعائلة والجيران؛ خوفاً من التجمعات ووباء كورونا»، بحسب قولها.