غلاء «كورونا» يضرب العالم.. رفع أسعار الأغذية والمعادن والطاقة

كتب:  محمد الدعدع

غلاء «كورونا» يضرب العالم.. رفع أسعار الأغذية والمعادن والطاقة

غلاء «كورونا» يضرب العالم.. رفع أسعار الأغذية والمعادن والطاقة

أصبحت أسعار جميع السلع الأوّلية تقريباً فى كل دول العالم أعلى مما كانت عليه قبل جائحة كورونا، حيث ارتفعت أسعار جميع السلع الأوّلية تقريباً فى الربع الأول من العام، وأصبح أغلبها الآن أعلى من مستوياتها قبل الوباء. وكان الدافع لهذه المكاسب انتعاش الاقتصاد العالمى، فضلاً عن عوامل معينة تتعلق بالتوريد، خاصة النفط والنحاس وبعض السلع الأوّلية الغذائية، وفقاً لبيانات البنك الدولى.

قال «جون بيفيس» خبير اقتصادى زراعى، و«بيتر ناجلى» خبير اقتصادى، بالبنك الدولى، إن أسعار النفط الخام ارتفعت فى وقت قياسى مقارنة بالمستويات المتدنية التى وصلت إليها أثناء الجائحة، مدعومة فى ذلك بالتخفيضات المستمرة فى الإنتاج التى تفرضها منظمة «أوبك» وشركاؤها. وشهد الطلب زيادة تدريجية، فيما يُتوقع أن يثبت عند هذا المستوى طوال عام 2021 مع تزايد توفير اللقاحات على نطاق واسع والبدء فى تقليص القيود على السفر، لا سيما فى البلدان المتقدمة.

خبراء دوليون: مخاوف من عدم السيطرة على الفيروس

الخبيران بالبنك الدولى كتبا فى مدونة البنك أنه على الرغم من أن تخفيضات الإنتاج من جانب «أوبك» وشركائها كانت من العوامل المهمة التى دعمت أسعار النفط، فإن الكميات الضخمة الناتجة عن القدرة الإنتاجية للاحتياطى النفطى ستحد من ارتفاع الأسعار فى المستقبل المنظور. علاوة على ذلك، لو تعثرت جهود احتواء الجائحة، فإن زيادة ضعف الطلب يمكن أن تشكل ضغطاً يهدد الاتفاق على تخفيض للإنتاج، فانهيار الاتفاق يمكن أن يؤدى إلى المزيد من الانخفاض فى أسعار النفط.

وأضافا أن من بين سلع الطاقة الأخرى، شهدت أسعار الغاز الطبيعى والفحم أيضاً ارتفاعاً حاداً فى الربع الأول من 2021 مدفوعاً بانتعاش الاقتصاد العالمى، وبرودة الطقس فى أجزاء من نصف الكرة الشمالى، فضلاً عن تعطل الإمدادات، وتواجه أسعار الفحم ضغوطاً على المدى البعيد نتيجة التوجهات نحو التخلص من الكربون، حيث أعلن المزيد من البلدان المستوردة له وضع أهداف إنمائية خالية من الكربون، وقد تقلص استخدام الفحم بدرجة كبيرة نتيجة سرعة انتشار مصادر الطاقة المتجددة، والغاز الطبيعى منخفض الثمن، رغم أن خروج محطات إنتاج الكهرباء باستخدام الفحم من الخدمة فى أوروبا والولايات المتحدة قد عوّضه بل وفاقه زيادة استخدام الصين له.

وتابعا: «واصلت أسعار المعادن اتجاهها الصعودى خلال الربع الأول من 2021 وتجاوزت مستوياتها قبل الجائحة. ويعكس ارتفاع الأسعار قوة الطلب فى الصين، والتعافى العالمى الحالى، وتعطل الإمدادات لبعض المعادن، فقد ارتفعت أسعار خامات النحاس والقصدير والحديد فى مارس إلى أعلى مستوى لها منذ 10 سنوات. ومن شأن مشروع القانون المقترح فى الولايات المتحدة بتطوير البنية التحتية والتحول العالمى فى الطاقة نحو التخلص من الكربون أن يلقى بالمزيد من الضغوط على الأسعار».

وأوضحا أن أسعار الذهب تراجعت بنسبة 4% فى الربع الأول من 2021 بسبب تراجع الطلب على الاستثمار من جرّاء ارتفاع العائدات على السندات الحكومية الأمريكية، فقد زاد العائد على سندات الخزانة الأمريكية المحمية من التضخم من -1% فى يناير إلى -0.66% فى مارس، وهو أعلى مستوى لها منذ يونيو 2020. وأدى ارتفاع العائدات إلى انخفاض جاذبية الذهب للمستثمرين، وشهدت حيازات صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب تراجعاً حاداً فى الشهور الأخيرة، فيما قلصت البنوك المركزية من شراء الذهب.

ارتفاع مؤشر البنك الدولي لأسعار الحاصلات الزراعية لأكثر من 9٪

وارتفع مؤشر البنك الدولى لأسعار الحاصلات الزراعية بأكثر من 9% فى الربع الأول من 2021، مستفيداً من الزخم الذى حققه فى الربع السابق. وارتفعت الأسعار بنسبة 20% عما كانت عليه منذ عام، وهو أعلى مستوى لها خلال 7 سنوات.

وجاء ارتفاع الأسعار نتيجة نقص الإمدادات فى بعض السلع الغذائية، خاصة الذرة وفول الصويا، وقوة الطلب على الأعلاف من جهة الصين، وانخفاض قيمة الدولار.

وبناء على استطلاع وزارة الزراعة الأمريكية لنوايا المزارعين، من المتوقع أن تزيد مساحة الأراضى المخصصة لزراعة الذرة وفول الصويا والقمح فى البلاد بنسبة 0.4% و5.4% و4.5% على التوالى فى الموسم القادم.

يأتى هذا بعد نمو الإمدادات بما يتجاوز الاتجاهات طويلة الأجل خلال المواسم القليلة السابقة للمحاصيل. ونظراً لضخامة حجم الإنتاج الأمريكى من هذه السلع، فإن هذا التقييم سيساعد، فى حالة تحققه، على استقرار أسواق السلع الغذائية العالمية.

ومن المتوقع أن تستقر أسعار السلع الزراعية عام 2022 بعد زيادتها هذا العام بنسبة 13%. وتنبع المخاطر على هذه التنبؤات من المسار الذى تنحوه تكاليف الطاقة على المدى القصير، وسياسات الوقود الحيوى التى تستجيب للتحول فى إنتاج الطاقة على المدى الطويل، بحسب البنك الدولى.

ووفقاً لوكالة بلومبرج، يؤدى ارتفاع المحاصيل فى الولايات المتحدة إلى زيادة تكلفة السلع الغذائية الأساسية بشكل كبير، وقد تمتد التكاليف قريباً إلى أرفف متاجر البقالة، مشيرة إلى ارتفاع القمح والذرة وفول الصويا، باعتبارها العمود الفقرى لكثير من الأنظمة الغذائية فى العالم، إلى مستويات عالية لم نشهدها منذ 2013 بعد المكاسب الأسبوع الماضى وتحذير بعض المحللين من أن فقاعة المضاربة كانت تتشكل.

وقالت الوكالة إن الطقس السيئ للمحاصيل فى البلدان المنتجة الرئيسية هو السبب الرئيسى، وإن الجفاف فى الولايات المتحدة وكندا وفرنسا يضر بنباتات القمح وكذلك الذرة فى البرازيل، ويؤدى هطول الأمطار فى الأرجنتين إلى عرقلة محصول فول الصويا، إضافة إلى ذلك، هناك مخاوف من حدوث جفاف قادم على حزام المزرعة الأمريكى هذا الصيف.

فى غضون ذلك، تلتهم الصين إمدادات الحبوب فى العالم، ومن المقرر أن تستورد أكبر كمية من الذرة على الإطلاق مع توسعها فى تربية قطيع الخنازير الضخم، وسط أنباء عن أن الدول الآسيوية تعمل على شراء مليون طن مترى من الذرة الجديدة، وفقاً لأرلان سوديرمان، كبير اقتصاديى السلع فى «StoneX».

 

 

 


مواضيع متعلقة