حوار.. إياد نصار: بكيت مرتين بسبب الشهيد محمد مبروك في «الاختيار 2»

حوار.. إياد نصار: بكيت مرتين بسبب الشهيد محمد مبروك في «الاختيار 2»
- الاختيار2
- دراما رمضان
- الجماعة الإرهابية
- الشهيد مبروك
- الاختيار2
- دراما رمضان
- الجماعة الإرهابية
- الشهيد مبروك
ممثل من طراز خاص، يمتلك أدوات تمثيلية قوية تمكنه من الدخول إلى الشخصية بمنتهى البراعة، ونجح فى لفت الأنظار إليه بسبب أدواره التى توحَّد معها الجمهور، ويخوض إياد نصار تجربة جديدة تضاف إلى تاريخه بتقديم شخصية العقيد الراحل محمد مبروك ضمن أحداث مسلسل «الاختيار 2»، لم يكن التميز فى التشابه الخارجى فقط، بل نجح فى إعادة الحياة إلى الشهيد على الشاشة مرة أخرى ليلقى الضوء على جزء من إنسانيته وبطولاته قبل اغتيال قوى الظلام له.
وفى حواره لـ«الوطن»، يكشف الفنان إياد نصار تفاصيل مشاركته فى الجزء الثانى من مسلسل «الاختيار»، بالإضافة إلى العمل على التفاصيل الخاصة بشخصية الشهيد الراحل، وجلسات العمل التى جمعته بعائلته للوقوف على أدق التفاصيل الإنسانية للشخصية.
أهم رد فعل جاءني من عائلة الشهيد مبروك
كيف تابعت ردود الفعل عن أدائك لشخصية محمد مبروك فى «الاختيار 2»؟
- وصلتنى رسائل مهمة وكلمات مؤثرة للغاية من داخل وخارج الوسط الفنى، ولكن رد الفعل الأبرز الذى أثر فىَّ كثيراً كان رسائل أبناء الشهيد محمد مبروك، التى كانت مليئة بالشكر والحب لأدائى شخصية والدهم.
من البداية.. كيف جاء ترشيحك لأداء الشخصية؟
- دور الشهيد محمد مبروك من أهم الأدوار التى قدمتها فى مسيرتى الفنية، وأشكر المخرج بيتر ميمى الذى رشحنى للدور، حيث تلقيت مكالمة هاتفية منه يخبرنى فيها بأنه رشحنى لتقديم شخصية المقدم محمد مبروك ضمن أحداث الجزء الثانى من «الاختيار»، ولم تكن قصة الشهيد مبروك جديدة بالنسبة لى، فالجميع على دراية بالأحداث التى زامنت استشهاده، وأيضاً كانت لدى فكرة عن صراعه مع الفكر الإرهابى منذ عام 1995، ولذلك تحمست لأطلع على طرح هانى سرحان للشخصية فى المسلسل، وبالرغم من أن الأبعاد المهنية للشخصية معروفة فإن التحدى فى العمل كان تجسيد الجوانب الإنسانية له.
هل العمل على شخصية حقيقية فرض تحديات مختلفة عن تقديم شخصية درامية؟
- العمل على الشخصية ومعرفة أبعادها تطلب الكثير من البحث، فهى ليست مجرد شخصية درامية من خيال المؤلف ولكنها شخصية بطولية حقيقية من لحم ودم، وكان لا بد من التركيز فى أصغر وأدق التفاصيل الخاصة بالشخصية سواء المتعلقة بالجانب الإنسانى أو الشكل الخارجى، حيث كنت أحرص على حلاقة جوانب شعرى يومياً أثناء التصوير حتى أقترب قدر الإمكان من شكله، لأنه بالنظر إلى صوره نجد أن جوانب شعره كانت فارغة، وكانت أبرز الصعوبات عدم توافر مواد مصورة كافية، حيث إن طبيعة عمله كانت تفرض عليه الابتعاد عن الظهور المكثف.
ما الخطوات التى اعتمدتها من أجل التعرف على الجوانب الإنسانية فى حياة «مبروك»؟
- قراءتى للشخصية جاءت من خلال مقابلة أسرة الشهيد «مبروك»، حيث كانوا مرحّبين للغاية، وقالوا لى إنهم كانوا يرغبون فى تجسيدى دوره فى المسلسل، وهو الأمر الذى أسعدنى للغاية، خاصة عندما علمت أن «مبروك» كان يحبنى وكان معجباً بأدائى شخصية «حسن البنا» التى قدمتها فى مسلسل «الجماعة»، لأن مشروعه فى الأساس كان الجماعة ومؤسسها، كما تواصلت أيضاً مع أصدقائه المقربين حتى أصل إلى أقصى قدر من المصداقية فى تجسيد الشخصية، وكانت تلك النقطة الأصعب لأن الحياة الإنسانية لا يعرفها أحد سوى المقربين، على عكس الجانب المهنى الذى كان واضحاً تماماً فى النص.
محفظة الشهيد مبروك كانت مفتاحي للدخول إلى الشخصية.. وحلقت جانبي شعري بالموس من أجله
أحد الأسئلة التى وجهتها لزوجة الشهيد «مبروك» كان عن الأشياء التى يحملها فى جيبه، ما الذى أضافته لك تلك التفصيلة فى تجسيد الشخصية؟
- بالفعل.. كان هذا السؤال ضمن مجموعة كبيرة من الأسئلة التى وجهتها لأسرة الشهيد مبروك وزوجته، وكانت بمثابة مفتاح للدخول إلى الشخصية، وقالت لى زوجة الشهيد إنه كان يترك الـ«فكة» من العملات المعدنية والورقية من فئتى الخمسة والعشرة جنيهات فى جيبه وليس فى المحفظة، وكان ذلك دليلاً على أنه كان شخصية معطاءة تمنح المحتاجين طوال الوقت، وهم كانوا يجيبون عن الأسئلة باستفاضة كبيرة.
وهل فتحت لك تلك الأسئلة باب الدخول إلى الشخصية؟
- نعم أنا معتاد على ذلك، الأسئلة الغريبة تكون مفاتيح العديد من الشخصيات التى أؤديها، خاصة بالنسبة للشخصيات الحقيقية التى كانت تعيش بيننا، لذلك لا بد من دراستها جيداً والدخول إلى أعماقها، سيناريو هانى سرحان كان دقيقاً للغاية، ولكن الجانب الشخصى لا يعرفه أحد والأسئلة كان الغرض منها الغوص والتعمق إلى أصغر التفاصيل، لأن الكلمات الصغيرة هى التى تصنع سطوراً ومن بعدها صفحات كاملة، على سبيل المثال كانت لعبة الـ«آيكيدو» اليابانية مفتاح دخولى إلى شخصية حسن البنا، حيث تقوم لعبة الدفاع عن النفس على الاستفادة من قوة الخصم وليس قوتى، وكان هذا تفكير حسن البنا لتأسيس جماعة الإخوان، فالبحث يختلف من شخصية لأخرى، وكل شخصية لها مفاتيح مختلفة.
طريقة تفكيري تغيَّرت 180 درجة بعد «الجماعة»
هل أداؤك لشخصية حسن البنا ساعدك فى تجسيد شخصية الشهيد مبروك فى «الاختيار 2»؟
- بالتأكيد، قبل مسلسل «الجماعة» كنت أحب التمثيل وأقدم أدواراً جيدة، ولكن بعد المسلسل تغيرت طريقة تفكيرى وتناولى للأمور 180 درجة، فأصبحت لى قضية فكرية بعد شخصية البنا، وهى قضية الشخصية العربية والتكوين الثقافى والصراعات العربية، والتجهيز للخطر القادم، فأنا أذهب للأعمال التى تخص قضيتى وتفكيرى.
ما كواليس التحضير لمشاهد دخول الشهيد محمد مبروك إلى اعتصام رابعة؟
- التحضير والدخول فى أجواء اعتصام رابعة لم يكن عشوائياً، حيث تطلب بحثاً وجلسات عمل مع المخرج بيتر ميمى، للوقوف على التفاصيل الخاصة بالمظهر الخارجى للشخصية فيما يتعلق بالملابس ونوعها وتحديداً «الطاقية»، وخلال هذا المشهد تم إلقاء الضوء على فكر الشهيد مبروك، فى التسعينات، بعد اغتيال اللواء رؤوف خيرت، شكّل اللواء أحمد رفعت مجموعة تضم عدداً من الضباط الشباب لدراسة فكر الجماعات الإرهابية والتكفيرية، كان من بينهم العقيد محمد مبروك، ونجح فى التوغل إلى طريقة تفكيرهم، كما درس الفقه حتى لا يؤثر عليه أصحاب الأفكار الظلامية، وهو ما اتضح فى مشاهد الاعتصام.
كيف شاهدت اغتيال المقدم محمد مبروك كمشاهد؟
- أنا لا أحب أن أشاهد نفسى بعد انتهاء تصوير المشهد، ولكن المخرج بيتر ميمى أصر على مشاهدة المشهد، ونزلت دموعى فى الكرفان وأنا بمفردى، وعند عرض الحلقة التى تضمنت مشهد الاغتيال كنت أشاهدها مع زوجتى، وفى وقت العرض بكينا بصمت تماماً دون كلام، ولكن لحظة الصمت كانت أبلغ من أى حديث فى ذلك الوقت.
عنوان الجزء الثانى من «الاختيار» كان «رجال الظل».. هل ترى أن المسلسل استطاع تقديم البطولات الخفية لرجال الشرطة؟
- اجتهدنا لتقديم الحقيقة، ولم نجسد أشياء غير موجودة فى الواقع، فهذه حقيقة رجال الشرطة والأمن الوطنى، كما ألقينا الضوء على حياتهم الشخصية وعلاقتهم بعائلاتهم، وكسرنا الصورة النمطية المخالفة للواقع المرتبطة برجال الأمن الوطنى، حيث أسهم الأدب والدراما فى نشر تلك الصورة على مدار سنوات مضت، وهناك حالة من الرعب ارتبطت بهم، وفى «الاختيار 2» أعدنا تقديم الصورة الحقيقية وتغيير الصورة الخاطئة لرجال الشرطة التى يروج لها المستفيدون من تشويهها، فنحن نقدم شخصيات حقيقية من لحم ودم، ومن هنا تأتى قوة العمل وتماسكه.
«الاختيار 2» من أهم الأعمال في مسيرتي الفنية.. ورفضت الانشغال فى مسلسل آخر
لماذا قررت المشاركة فى «الاختيار 2» بـ10 حلقات، بدلاً من أن تقدم عملاً كاملاً من بطولتك؟
- رفضت العمل فى مسلسل آخر بجانب «الاختيار 2»، وقررت الاكتفاء به فى السباق الرمضانى، فهو عمل صادق للغاية، وردود الفعل خير دليل على ذلك.
كريم عبدالعزيز
«الاختيار 2» ليس التجربة الأولى التى أعمل فيها مع كريم عبدالعزيز، فنحن صديقان بشكل شخصى منذ عملنا معاً فيلم «الفيل الأزرق 2»، ويجمعنا أصدقاء مشتركون من أبرزهم المخرج محمد ياسين، وهو من الأصدقاء المقربين إلى قلبى، وكان يخبرنى أن «كريم» معجب بأعمالى مثل «الجماعة» و«موجة حارة»، وكان يوصل له سلامى.