أسامة الأزهري: عمر بن الخطاب أول من استخدم التاريخ الهجري

كتب: شريف سليمان

أسامة الأزهري: عمر بن الخطاب أول من استخدم التاريخ الهجري

أسامة الأزهري: عمر بن الخطاب أول من استخدم التاريخ الهجري

قال الشيخ أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، إن لعمر بن الخطاب رضي الله عنه مقومات وابتكارات أبدعها تستوفي مكونات الدولة، إذ أنه أول من أرّخ بالتاريخ الهجري وكان سبب هذا أنه رُفع إليه صك أُرخ بشعبان، فلما قرأ قال إن هذا الخطاب قادم من بلد بعيد ومكتوب فيه اليوم وشهر شعبان، وبالتأكيد ليس هذا الشهر من شعبان بل شهر من عام آخر، ثم قال ضعوا للناس شيئا يعرفونه، أي أفسحوا المجال للعصف الذهني والتفكير والاستفادة من الخبرات والمقترحات.

وأضاف «الأزهري»، خلال استضافته ببرنامج «رجال حول الرسول» الذي يقدمه الإعلامي أحمد الدريني، والمذاع على فضائية «DMC»: «فقال بعضهم اكتبوا على تاريخ الروم، وقال بعضهم اكتبوا على تاريخ الفرس، وهذا الكلام لم يعجب سيدنا عمر لأنه يريد إرساء معالم مستقلة للدولة تستقل بتاريخها وبلقبها الرسمي وطريقة بناء الدواوين وتسيير نظم الإدارة للبلاد والعباد، فقد كان يريد القيام بأعباء دولة النبي صلى الله عليه وسلم على أكمل وجه دون أن توصم أمته بالتبعية لدولة ما، ليكتب بعدها تاريخ الهجرة».

وتابع مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية: «ما زال هذا الإجراء أقرب إلى إجراءات استيفاء شكل الدولة وكان عمر إذا ابتكر الأمر ابتكارا يعرضه على صحابة النبي فقد يندهشون من ابتكار الفكرة، وكان يريد أن يطمئن من أنه ليس في صدر أحد من الصحابة شيء وعاه من لسان النبوة قد ينافي هذا الإجراء، وعندما يوافق الصحابة يقولون له افعل ما رأيت، فيبقى لعمر حيثية الابتكار للفكرة، وبذلك تبرز قضية المستشارية، ولم يمنعه اعتزازه بابتكاره بأن يحيط نفسه بالعقول والخبراء والمستشارين».

وأوضح، أن من معالم الدولة في عهد عمر أنه أول من عسّ أي اتخذ الأعوان الذين ينتشرون في طرقات المدينة نهارا وليلا للحصول على أخبار مثل السلع والسوق والمهن وتعامل الناس مع بعضهن ويسر حركة الحياة، وهو ما يمكن أن يترجم إلى ما يعرف بمؤسسات الرصد والمتابعة واستطلاع وقياس الرأي العام ومؤسسات تقدير الموقف، وذلك من خلال شريحة كاملة من الموظفين: «ولم يكن ذلك دولة بوليسية، فقد قدم المدينة تجار فقال عمر لابن عوف هل لك أن نحرسهم الليلة، فباتا يحرسان –أي أن عمر كان يقوم بنفسه واجب العسس- وسمعا بكاء صبي فقال إنك أم سوء، مالي أري ابنك لا يقر، فقالت إني أشغله عن الطعام فيأبى، لأن عمر لا يفرض لمفطوم –أي لا يصرف إعانة للأطفال حديثي البلاد- فسألها عن عمره فقالت كذا وكذا شهر، فقال ويحك لا تعجليه عن فطامه، فلما صلى الصبح والناس لا يستبينون قراءته من البكاء، قال بؤسا لعمر كم أساء لطفل ثم أرسل مناديا ألا لا تعجلوا صبيانكم عن الفطام، فإنا نفرض لكل مولود وكتب بذلك إلى الآفاق».


مواضيع متعلقة