أول رمضان بعد التطوير.. حياة كريمة تنقذ قرى «الشهداء» بالمنوفية من الفقر

02:47 م | الخميس 29 أبريل 2021

مع مرور أيام شهر رمضان المبارك، تحل معه البركة والخير فالكل في حرص على نيل ثوابه ومضاعفة العمل طماعا في ثواب أكبر، ولعل مبادرة حياة كريمة، التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي، لتنمية قرى وريف مصر، من الأعمال التي تستكمل جهودها خلال الشهر المبارك، وبذل مزيد من المجهود للانتهاء في الموعد المحدد ويرتدي الريف المصري ثوبه الجديد.

«الوطن» في معايشة على الأرض، لملامسة الأعمال والتغييرات التي بدأت تشق طريقها لتطوير قرى مركز الشهداء بمحافظة المنوفية، بتكلفة تقديرية تصل إلى 4 مليارات جنيه، لإنشاء البنية التحتية للقرى وتطوير الخدمات الرئيسية للمواطنين، في 27 قرية و141 تابع بالمركز، وبدأت المبادرة عملها في قرابة الـ21 قرية، أولها قرية كفر عشمة.

إنشاء مجمع جديد لمدرسة الوحدة الإبتدائية بالدراجيل

من قرية الدراجيل التابعة للمركز، فالعمل بها يسير على قدم وساق، للانتهاء من بناء المجمع الجديد لمدرسة الوحدة المجمعة الإبتدائية، حتى تستوعب عدد أكبر من التلاميذ، على مسافة 380 مترًا مربعًا، تستوعب 5 طوابق تضم 24 فصلًا، منقسمين إلى 16 فصلًا للمرحلة الإبتدائية و9 لرياض الأطفال، بحسب ما ذكره خالد فوزي، المهندس التنفيذي المشرف على بناء الملحق الجديد.

وأوضح فوزي خلال حديثه لـ«الوطن»، أنه بعد المعاينة التي أجريت تم الاستقرار على إنشاء مجمع جديد للمدرسة الإبتدائية، لاستيعاب عدد أكبر من الطلاب، وهو ما يسهل عليهم تلقي التعليم، بعدما كانوا يقطعوا مسافات طويلة للذهاب لمدارس في مركز الشهداء «هتوفر عليهم مواصلات وكمان فلوس.. يتعلموا في قريتهم».

ورأى المهندس التنفيذي أن مبادرة حياة كريمة، تضيف الكثير من لأهالي مركز الشهداء حتى أطفالها «الدنيا بتتطور.. وبيضيفوا حاجات جديدة للقرية حتى الأطفال مهتمين بيهم».

من الثامنة صباحًا، حيث يتواجد رضا يحيي، رئيس العمال بالمدرسة الجديدة، يبدأ بالإشراف على مهام العمال يوميًا، يتواجد بجوارهم ويعملون سويًا لبناء المجمع الجديد من مدرسة الوحدة المجمعة الإبتدائية.

«فرحانين ومبسوطين من مبادرة حياة كريمة وإن في حاجة جديدة في بلدنا بتتعمل»، يسكن «يحيي»، قرية الدراجيل، برفقة أسرته المكونة من زوجته وطفليه أكبرهم في الصف الأول الإبتدائي «هجيب ولادي يتعلموا هنا.. في المدرسة اللي أبوهم اشتغل فيها وبنها».

على مدار الأسبوع كاملًا، يقوم العمال بمهامهم في بناء الملحق الجديد، دون توقف أو الحصول على راحة أسبوعية، ليوفوا بعهدهم في الانتهاء من عملهم بعد 6 أشهر «إحنا ضاغطين نفسنا في الشغل كل يوم.. من غير إجازة عشان نخلص شغلنا.. زي ما وعدنا هنكون قد المسئولية».

تطوير محطة معالجة مياه الصرف الصحي بدناصور

ومن الدراجيل إلى قرية دناصور، حيث العمل في تطوير محطة معالجة مياه الصرف الصحي بدناصور، لاستيعاب 5000 آلف متر مكعب إضافي، ليصل الإجمالي إلى 15 ألف متر مكعب، المهندس عبدالله محمد عبدالحليم، أحد المهندسين التنفيذيين بالمحطة، الذي أوضح لـ«الوطن» العمل في محطة المعالجة.

ولفت عبدالله، إلى أن الهدف هو مد وتدعيم شبكات مياه الصرف الصحي، سواء بإحلال وتجديد الشبكات القديمة، التي تم استخدامها لأكثر من 10 أعوام، وذلك من خلال استخدام 10 آبار و7 محطات رفع لمعالجة المياه، لخدمة القرى المحرومة من الصرف الصحي ويصل عددها إلى 8 قرى، وأيضًا خدمة الشوارع المحرومة من الصرف الصحي.

أكثر من 600 عامل يعملون في محطات التنقية ومحطات الرفع والصحي الصحي بمحطة معالجة المياه بدناصور، وهي تمثل فرص عمل للبعض، بحسب «عبدالله» الذي وصف المبادرة بأنها بالفعل اسم على مسمى «هي فعلًا حياة كريمة.. لأننا هنشعر بحياة ينعم بها الناس ولولاها كنا هنستنى أكتر من 10 سنين جاية كمان.. فإحنا بنشكر الرئيس عبدالفتاح السيسي على مبادرته وكمان الجهات المشاركة معانا الهيئة الهندسية للقوات المسلحة والمكاتب الاستشارية».

مش هنخرج من قرية وهي ناقصها حاجة

خدمات مبادرة «حياة كريمة» متعددة لم تتوقف فقط عند الصرف الصحي وإنشاء المداس، فالمهندس مجدي شاكر، رئيس مركز مدينة الشهداء، الذي أوضح لـ«الوطن» عن الإنجازات التي تشملها المبادرة منها تطوير مستشفى الشهداء، حتى تشمل عدد أكبر من الحالات المرضية، وبالفعل تم اعتماد نص مليار جنيه لتطويرها، كما أنه تم الانتهاء من التصميمات الخاصة بها، وسوف يبدأ العمل على أرض الواقع من خلال بناء مبنى جديد يضم 6 أدوار، وأيضًا تطوير إعادة وتطوير مبنى الاستقبال والعناية المركزة.

وذكر المهندس مجدي رياض أن مركز الشهداء ينقسم إلى 27 قرية و141 تابع، وبالفعل بدأ العمل في حوالي 21 قرية داخل المركز، وأكد أن عمل في توصيل شبكات الغاز الطبيعي كاد أن ينتهي إذ بلغ حجم العمل بالشبكات إلى 80%.

كما تابع شاكر، في حديثه عن الإنجازات التي تمت في شبكات الصرف الصحي وشبكات المياه من خلال مد وتدعيم شبكات جديدة وإحلال أيضًا الشبكات القديمة، وهذا ما يحدث في قرى كفر عشمة وشمياطس والدراجيل ودنشواي.

وأشار إلى العمل في مبادرة «سكن كريم»، وهي إحدى المبادات التابعة لـ«حياة كريمة»، وأن العمل مازال جاريًا للوقوف على حصر الحالات المستحقة من خلال نزول الفرق الميدانية والتطوعية على أرض الواقع لمعاينة هذه الحالات.

العمل على تطوير قرى مركز الشهداء امتد أيضًا لنواحي مختلفة ومتعددة، منها تطوير إنشاء المجمعات التنموية في القرى، إذ أوضح «شاكر»، أن كل قرية سوف تحتوي على 4 مجمعات خدمية وهم المجمع الإداري، وهو نموذج أشبه بمجمع التحرير لإنهاء الإجراءات المتعلقة سواء بالشهر العقاري أو الأحوال المدنية والمركز التكنولوجي، وأيضًا مجمع زراعي وصحي وشرطي، وأنه تم تسليم الأراضي المخصصة لبناء هذه المجمعات بالفعل في القرى التابعة لمركز الشهداء.

عام كامل هو الجدول الزمني المحدد للانتهاء من الأعمال الخاصة لتطوير القرى التابعة لمركزالشهداء، بحسب ما أكده «شاكر» الذي اختتم حديثه: «إحنا مش هنخرج من قرية وهي ناقصها حاجة.. زي ما الرئيس عبدالفتاح السيسي قال».