«أربعاء أيوب».. 7 غطسات في البحر تشفي الأمراض المزمنة في العريش

«أربعاء أيوب».. 7 غطسات في البحر تشفي الأمراض المزمنة في العريش
«أربعاء أيوب»، عادة سيناوية متوارثة تقوم على أن الله سبحانه وتعالى شفى نبي الله أيوب من المرض بعد أن اغتسل بماء البحر وغمر جسده بالكامل تحت الأمواج سبع مرات بشاطئ بحر العريش.
«سارة محمد»، من سكان مدينة العريش، قالت إن ما توارثناه عن الأباء يقضي بأن يتوجه من يعاني من أمراض الكلى أو الأمراض المزمنة للبحر يوم الأربعاء الذى يسبق شم النسيم ويغتسل 7 مرات تحت أمواج البحر ليشفيه الله كما فعل سيدنا أيوب، مشيرة إلى أن هناك بالفعل حالات شفاء تتم من الأمراض المستعصية مثل الضغط والسكر وأمراض الكلى والجروح والحروق ودقات القلب المتلاحقة.
ويقول هشام الشعراوي، أحد المهتمين بالتراث من أهالى العريش، أن هذا العام لا يوجد أى أقبال لسببين، الأول بسبب فيروس كورونا وبالتالي فإن أغلب الأهالى يرفضون التجمعات والزحام، وهناك تخوفات لدى بعض الآسر، والسبب الثانى أن أربع أيوب هذا العام جاء فى منتصف شهر رمضان، وبرغم ذلك لوحظ وجود بعض الأسر التى جاءت على استحياء.
وكان حمدى نصر، كبير الصحفيين بسيناء، أعد دراسات بحثية حول هذه العادة السنوية، كما عاصرها قبل عشرات السنوات على شاطئ العريش جاء فيها، أن الأسر تخرج فى حشود متلهفة متشوقة للبحر للاحتفال بما يسمونه «أربع أيوب»، من خلال الغطس فى مياه البحر لحظة الغروب، طلباً للبركة والشفاء والإنجاب للرجال، والحمل عند بعض السيدات، ظناً من الجميع أن تلك اللحظة هى التى اغتسل فيها سيدنا أيوب بماء بحر العريش، فشفاه الله من مرضه العضال، وهى عادة متوارثة من عشرات السنين يحرص السيناويون عليها.
وأضاف، أنه من الملاحظ أن أهالى سيناء البسطاء يعتقدون أنهم من ينفردون بتلك العادة فى العالم، ولكنهم ليسوا وحدهم من يحتفلون بأربعاء أيوب، فهى تتشابه فى عدة مناطق أخرى من العالم .
وقال نصر إن أساس الاعتقاد قائم على أن سيدنا أيوب انتقلت به زوجته من مكان إلى آخر، حتى استقر بها المقام بشاطئ بحر العريش، الذى اغتسل فيه قبل الغروب، فشفاه الله، وهو ما يقلده العامة فى هذه المناسبة لكن القرآن الكريم كان واضحاً فى سرد القصة فلم يرد فيه ولا فى كتب التفسير ولا كتب قصص الأنبياء مكان واقعة الاغتسال، ثم القرآن يقول إن الله سبحانه وتعالى أمر سيدنا أيوب أن يضرب الأرض بقدمه فتفجر منها الماء: «ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ"42 (ص) فاغتسل وشرب منه وهو ما يؤكد أنه ليس البحر».
من جانبه، قال الشيخ محمد عزام شيخ مسجد النصر أن هذه العادة معتقد خاطئ مؤكدا أنها لا أساس لها لا فى عقل ولا دين، وهى عادة، ونبى الله أيوب عليه السلام لم يأت للعريش، والماء الذى نزل فيه كان عذبا ولم يكن ملحا وهذا رأى جميع أهل العلم والدين برغم توارث أهالى العريش لهذه العادة السنوية التى أصبحت يوم أحتفال لا يقل عن يوم شم النسيم.