أحمد رزق: القاهرة كابول أحد الأسلحة الناعمة في مواجهة قوى الظلام

أحمد رزق: القاهرة كابول أحد الأسلحة الناعمة في مواجهة قوى الظلام
- دراما رمضان
- الدراما الناعمة
- قوى الظلام
- " القاهرة كابول"
- دراما رمضان
- الدراما الناعمة
- قوى الظلام
- " القاهرة كابول"
معجون بماء التمثيل من رأسه حتى أخمص قدميه، صاحب أداء وأدوات متفردة، استطاع خلال ظهوره كضيف شرف فى حلقتين فقط تقديم مباراة تمثيلية أبهرت المشاهدين مع بداية موسم الدراما الرمضانية، ليرتفع نجمه ومكانته فى قلوب الجماهير، ويكون واحداً من العناصر التى أثقلت كفة مسلسل «القاهرة كابول».
يكشف الفنان أحمد رزق، فى حواره لـ«الوطن»، كواليس مشاركته فى مسلسل «القاهرة كابول»، فضلاً عن ردود الفعل التى رصدها بعد ظهوره على الشاشة، بالإضافة إلى موافقته على المشاركة فى العمل دون حصوله على أجر مادى، ورأيه فى دور الفن كقوة ناعمة فى مواجهة القوى الظلامية والأفكار الإرهابية، ويكشف عن مشاريعه السينمائية المقبلة.
كيف تلقيت ردود الفعل حول ظهورك فى مسلسل «القاهرة كابول»؟
- شاهدت الحلقات للمرة الأولى على الشاشة مثل الجمهور، وكان رد فعلى مشابهاً تماماً لردود فعلهم، شعرت بسعادة وانبهار، وأحببت المسلسل للغاية، حتى إننى تجردت من كونى ممثلاً داخل العمل، لأننى بالفعل قدمت مسلسلاً قبل الموسم الرمضانى ولن أوجد فى الموسم الحالى، لذلك قدمت دورى فى «القاهرة كابول» هدية لفريق العمل.
لم أتردد في المشاركة كضيف شرف في المسلسل وقدمت حلقتين بمثابة عمل كامل.. ولم أتلقَّ مقابلاً مادياً
هل تقصد أنك تنازلت عن أجرك فى المسلسل؟
- بالفعل.. لم أحصل على أجر مادى، وفى البداية فريق العمل كانت لديه تخوفات حول موافقتى على العمل، أول تلك التخوفات كان الجانب المادى، حيث لم يتوقعوا أن يوافق فنان كبير على دور لم يضعوا له ميزانية كبيرة، والثانى كان المشاركة فى حلقتين فقط من العمل، ولكنى قلت لهم إن الأجر لا يعنينى على الإطلاق، ولن أحصل على مقابل مادى على أداء الدور.
وما الذى شجعك على تقديم الدور دون مقابل؟
- أُعجبت بالدور للغاية، ورأيت نفسى فيه بمجرد قراءة أول حلقتين، فهو دور مكتمل يضاف إلى رصيد أى ممثل، حيث إن الشخصية مكتملة الأركان، لها بداية ووسط ونهاية، ونادر أن تجد دور ضيف شرف مكتمل الأركان، وهذا أمر شجعنى على الموافقة.
ألم تفكر فى رفض الدور أو المطالبة بزيادة مساحة الدور؟
- على العكس تماماً.. لو كان دوراً عادياً فى أى عمل فنى آخر لكنت رفضته على الفور، ولكن الأمر مختلف تماماً بالنسبة لـ«القاهرة كابول»، لأن «خالد» منذ ظهوره حتى مقتله وهو بطل فى عين الجمهور، حيث إن القصة تدور حول أربعة أصدقاء منذ الطفولة حتى قُتل أحدهم، وهكذا يكون ضيف الشرف من وجهة نظرى، وبالفعل قدمت حلقتين بمثابة عمل كامل بالنسبة لى.
وهل جمعتك جلسات عمل مع الكاتب عبدالرحيم كمال بعد قراءة السيناريو؟
- بمجرد قراءة الحلقات طلبت لقاء عبدالرحيم، خاصة أننى تجمعنى به صداقة شخصية، حيث كان لدىّ تساؤلات حول وفاة «خالد» بهذه الطريقة وفى هذا التوقيت تحديداً، وقال لى وقتها إن الفن والتسامح والطيبة لا يمكن أن يعيشوا وسط تلك الصراعات، ورده أنهى كل تساؤلاتى لأنه محق بأن شخصاً مثل «خالد» بهذا النقاء ليس له مكان وسط هذه الصراعات.
ألم يُخِفك رد عبدالرحيم كمال؟
- تقديم رسالة تدق ناقوس الخطر هو واحد من أهم أدوار الفن، رد عبدالرحيم كمال ليس مخيفاً ولكنه واقعى للغاية، لأن الصراعات التى تدور أقوى بكثير من طيبة وتسامح خالد، وأعلم أن موت خالد قد أزعج الجمهور، ونأمل أن يغير ذلك الانزعاج شيئاً على أرض الواقع.
هل بالفعل كنت وراء ظهور «خالد» وهو أصلع ضمن أحداث الحلقات؟
- نعم.. أثناء قراءة الحلقات تخيلت خالد «أصلع»، واقترحت ذلك على المؤلف عبدالرحيم كمال والمخرج حسام على، ورغم أن تلك الفكرة لم تكن فى حساباتهما فقد رحبا بالفكرة للغاية.
دفعت ثمن اختياري لمظهر «خالد»
وما الذى جعلك ترى «خالد» بهذا الشكل؟
- أرى أن الشخصيات المهمومة بالفن مثل خالد ليس لديها رفاهية الوقت فى الاهتمام بالشعر، مثل ما يفعل الشباب، فهم يفضّلون قضاء الوقت فى القراءة أو مشاهدة أعمال فنية، أنا لدىّ أصدقاء مقربون مثل خالد ليسوا مشهورين ولكنهم مهووسون بالفن، وفى النهاية أنا دفعت ثمن اختيارى لهذا الـ«لوك».
ماذا تقصد بأنك دفعت ثمن اختيارك لهذا المظهر؟
- تخليت عن شعرى تماماً، حيث إننى قمت بحلق شعرى مرتين بسبب مشاهد صوّرتها على مدار 4 أيام، يومين فى عام 2020، ويومين فى عام 2021، وفى هذا العام حلقت شعرى من أجل مشهد واحد فقط، وهذا لأننى كنت مغرماً بالشخصية ومخلصاً لها للغاية، ولم أندم لحظة واحدة على ما فعلته.
ما أصعب المشاهد بالنسبة لك فى المسلسل؟
- المشهد الذى يجمع الأبطال الأربعة كان صعباً للغاية، إذا تعاملنا معه بالورقة والقلم قد يكون مملاً، فهو مشهد يجمع أربعة ممثلين جالسين على أريكة لا يتحركون لمدة نصف ساعة كاملة، لا يوجد منطق يقول إن المشاهدين سيتحملون ذلك.
ومن وجهة نظرك ما سبب نجاح المشهد؟
- عند وجود مؤلف شاطر وواع ويعلم ماذا يريد، وكيف سيقدم شخصياته، بالإضافة إلى وجود مخرج محترف يحترم المعانى الموجودة فى المشهد ويقدمها دون «فذلكة»، مع ممثلين أساتذة فن، لا بد أن تكون النتيجة كما شاهدها الجمهور.
كيف كانت كواليس المشهد؟
- كانت مميزة لدرجة كبيرة ومليئة بالمشاعر الإنسانية بين الأربع شخصيات، بالإضافة إلى المناقشات والمزاح والمذاكرة، فهى المرة الأولى التى نجتمع فيها أنا وطارق لطفى وفتحى عبدالوهاب وخالد الصاوى بهذا الشكل، عملت سابقاً مع طارق وفتحى فى عدد من الأعمال، وتجمعنى علاقة بخالد الصاوى منذ أكثر من 15 عاماً، لكننا لم نجتمع بهذا الشكل من قبل، لذلك كان هذا اليوم دسماً وقيماً، وذلك بجانب مرونة المخرج حسام على الذى يمتلك إحساساً عالياً بالممثل والفن، حتى إنه لم يشغله أن ينتهى هذا المشهد سريعاً، بل بالعكس قسمه على يومين دون أن نطلب.
خلال المشهد وصف طارق لطفى الفن بـ«الهشك بشك».. برأيك لماذا تنظر الجماعات الإرهابية إلى الفن بهذه النظرة؟
- لأن نظرتهم لكل الأشياء ملوَّثة وليس الفن فقط، ولكن بينهم وبين الفن تحديداً عداء شخصى لأنه لا يوجد شىء قادر على كشف حقيقتهم غير الفن، ولذلك من الطبيعى أن يكون هناك عداء دائم ومستمر مع الفن.
ألم يقلقك هذا من تلقى تهديدات لأنك ساهمت فى كشفهم من خلال مشاركتك فى هذا العمل؟
- لم أخشَ هذا الأمر إطلاقاً لأننا لو فكرنا بهذا الشكل لن نقدم قضية مهمة على الإطلاق.
«خالد» خلال العمل قدم فيلماً عن الإسلام السياسى.. ألم يفكر أحمد رزق فى تقديم مثل هذا العمل؟
- مسلسل «القاهرة كابول» يقوم بهذه المهمة بالفعل، من مميزات المؤلف عبدالرحيم كمال قدرته على مخاطبة كل المستويات دون التركيز على المتفرج الذكى، وهذا هو المطلوب فى الوقت الحالى لأن هناك كثيرين تعرضوا لغسيل مخ، وبالتالى لن يعرفوا الحقيقة إلا من خلال الفن، حيث إنهم يرفضون الحديث المباشر فى برامج «التوك شو»، والدليل على ذلك فيلم «الممر» الذى ساهم فى تغيير أفكار الكثيرين عند عرضه، ونمَّى روح الوطنية داخلهم وتجاه الجيش المصرى، وأرى أن هناك عدداً من الأعمال التى تقدم هذا العام مثل «الاختيار 2» و«هجمة مرتدة» أحد الأسلحة الناعمة القوية التى ستفرق فى مستقبل مصر.
كيف ترى تشبيه الجمهور لطارق لطفى بأسامة بن لادن ضمن أحداث المسلسل؟
- شخصية طارق فى العمل ليس لها أى علاقة بـ«بن لادن» على الإطلاق، لأنه شخص من أصول مصرية خالصة، وأرى أن طارق قدم الدور بشكل مبهر للغاية.
وماذا عن تشبيه الجمهور لفتحى عبدالوهاب بالإعلامى يسرى فودة؟
- هذا ليس حقيقياً، وأنا لا أحب أبداً التشبيهات فى شخصيات تم رسمها على الورق بشكل درامى بحت وليست توثيقاً لأحداث حقيقية، ولكن فتحى قدم الدور بحرفية عالية للغاية، دور الإعلامى الذى يتلوَّن بشتى الأشكال ويلعب على كل الحبال، ومن المهم أن يحب الفنان الشخصية ليتمكن من توصيلها للجمهور، وهذا مافعله فتحى بالفعل.
ما المسلسلات التى تتابعها فى رمضان هذا العام؟
- اكتشفت أن قدرتى الاستيعابية لا يمكن أن تزيد على ثلاثة مسلسلات فى رمضان، وذلك لأن هناك طقوساً رمضانية أخرى ننشغل بها، فهو شهر واحد فى العام، ولذلك فأنا استقررت على ثلاثة مسلسلات أتابعها بشكل يومى وهى «القاهرة كابول» و«الاختيار 2» و«لعبة نيوتن».
المشاريع السينمائية
ليس لدىّ أى معلومة واضحة عن هذا الأمر حتى الآن، ولكن شرف عظيم لى أننى كنت جزءاً من فيلم «الممر»، وأتمنى لو تم تقديم جزء آخر أن يكون لى مشاركة فيه، وعلى الجانب الآخر أشارك فى عمل سينمائى جديد لن أستطيع الكشف عن تفاصيله فى الوقت الحالى، حيث إنه ما زال فى مرحلة الكتابة.