أقامت مجالس صلح وكلمتها كالسيف.. «وفاء العياط» منياوية بـ 100 راجل

كتب: اسلام فهمي

أقامت مجالس صلح وكلمتها كالسيف.. «وفاء العياط» منياوية بـ 100 راجل

أقامت مجالس صلح وكلمتها كالسيف.. «وفاء العياط» منياوية بـ 100 راجل

هي من أقوى نساء المنيا، نشأت وترعرت في كنف أسرة صالحة، تمد يد العون للجميع، لم تبخل بوقتها أو مالها أو مجهودها من أجل إسعاد الآخرين ومساعدتهم، حتى أنها أقامت وحضرت الكثير من جلسات الصلح بين المتخاصمين، وساهمت في تزويج الكثير من الفتيات في مختلف ربوع  المنيا، حتى ذاع صيتها في جميع أرجاء المحافظة بأنها المرأة القوية المناضلة التي يكن لها الجميع كل احترام وتقدير.

«وفاء العياط»، سيدة من أبناء قرية «البيهو» التابعة لمركز سمالوط، بدأت حياتها العملية حينما جري تعيينها عام 1989، معلمة بمدرسة القرية، وقتها وجدت أن الكثير من الفتيات حُرمن من استكمال تعليمهن لعدم وجود مدرسة بالقرية، فبدأت تمد يد العون لهن من خلال مساعدتهن علي استخراج بطاقات الرقم القومي والتموين، ثم أصدر اللواء فؤاد سعد الدين محافظ المنيا الأسبق قرارا بتعينها مساعدا لرئيس القرية، ثم مساعدا لرئيس مدينة سمالوط لشؤون المرأة، عقب ذلك رشحها الحزب الوطني الحاكم حينها، لتعيينها كأمينة مساعدة للحزب بمركز سمالوط، ثم تدرجت في العمل الحزبي لتقدم خدمات للسيدات والرجال داخل 76 قرية بسمالوط، ثم رشحها الحزب لخوض انتخابات الشعب لكنها رفضت حينذاك للتفرغ لأعمال الخير، فجري تكليفها بأمانة المرأة علي مستوى المحافظة.

وعلي الصعيد السياسي، اهتمت «العياط» بإشراك العنصر النسائي في الحياة الساسية من خلال حث سيدات القرى على المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية التي جرت على مدار سنوات طويلة، وفي عام 2008 خاضت انتخابات المجالس المحلية وفازت بمقعد بمجلس محلي المحافظة عن مركز سمالوط، ثم انطلقت نحو العمل الخيري وبخاصة حفلات الزواج الجماعي للأيتام، حتى جرى تجهيز نحو 4500 عروسة في الفترة من عام 2008 وحتى نهاية 2010، وفي الأعياد كانت تشارك في توزيع نحو 10 آلاف قطعة ملابس على الأطفال.

وفي عام 2016 صدر قرار بتعيين «العياط» عضوا بالمجلس القومي للمرأة، وفي عام 2019، تم اختيارها أمينة المرأة بحزب مستقبل وطن، واستقالت عقب ذلك، لتتفرغ للعمل الخيري.

قالت «العياط» إن أسرتها كان لها الدور الأكبر في تشكيل شخصيتها القيادية إذ كانت تجلس داخل المندرة أو الدوار مع والدها وعمها أثناء تدخلهما لحل مشكلات الأهالي، وكان أحد أقاربها عضوا بمجلس الشعب لدورتين متتالتين فكانت تنسق معه لدعمها في حل المشاكل وإنجاز الخدمات، كل هذا آهلها لحل عدة مشكلات ومنها مساعدة سيدة في الحصول على كامل حقها في الميراث بعد أن حاول أقاربها حرمانها منه، كما شاركت في جلسات صلح عرفية إذ كانت تتولي الجانب النسائي في حال وجود أطراف نسائية في المشكلة وكانت تقدم مقترحات الحلول بعد الاستماع لكل الأطراف، وهي الآن عضوا بمبادرة «لم الشمل» لحل المشاكل ولنزاعات في مركز سمالوط.

وأضافت أنها شاركت في عدة أنشطة خاصة بمجابهة فيروس كورونا منذ ظهور الموجة الأولي، فكانت تشارك في حملات ليلية لتطهير القرى وتوفير المعقمات وأدوات التطهير من خلال جمع تبرعات ومساعدات مالية وعينية، بالإضافة إلى أنشطة توعية ومنها فض التجمعات في الأماكن المزدحمة، وتوعية الأهالي بأهمية التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات، وفض الأفراح منعا لانتشار الفيروس وحرصا على صحة المواطنين.

وأوضحت «العياط» أنها حاليا ترعي مبادرة باسم «شباب البيهو»، لتوفير وجبات غذائية للأكثر احتياجا، طوال شهر رمضان، وتستهدف توزيع نحو 300 وجبة يوميا، بمشاركة الشباب المتطوع، إذ يتم تقسيمهم لفرق كل فريق له مهمة ودور محدد.


مواضيع متعلقة