مصر تحتفل بمرور 39 عاما على «تحرير سيناء»: «حين أثبت المقاتل المصري أن الأرض عِرض»

كتب:  محمد مجدى

مصر تحتفل بمرور 39 عاما على «تحرير سيناء»: «حين أثبت المقاتل المصري أن الأرض عِرض»

مصر تحتفل بمرور 39 عاما على «تحرير سيناء»: «حين أثبت المقاتل المصري أن الأرض عِرض»

تحتفل مصر اليوم بالذكرى الـ39 لـ«عيد تحرير سيناء»، ذكرى عودة شبه جزيرة سيناء إلى أحضان الوطن بعد احتلال استمر لقرابة 180 شهرا عقب هزيمة عام 1967، لكن الحرب «العسكرية - الدبلوماسية» التى خاضها رجال القوات المسلحة فى حروب الاستنزاف، ونصر أكتوبر 1973، والمفاوضات الشاقة التي أجريت مع الجانب الإسرائيلى برعاية أمريكية مكّنت من رفع الرئيس المصرى الراحل محمد حسنى مبارك علم مصر على «الحدود الشرقية» للبلاد فى يوم 25 أبريل 1982.

ورُفع فى مثل هذا اليوم، منذ قرابة 39 عاماً، العلم المصرى على مدينة رفح المصرية الحدودية، وعلى مدينة شرم الشيخ فى جنوب سيناء، ليتم تعيين أول محافظ مصرى لجنوب سيناء عقب إنهاء الاحتلال.

وأعقبت تلك الفترة إثارة مسألة أحقية إسرائيل فى مدينة «طابا المصرية»، ليتم اللجوء للتحكيم الدولى، الذى أنصف مصر.

«الشهاوي»: تحركات الدولة «غير المسبوقة» لتنمية سيناء أثبتت صحة شعار «يد تبني.. ويد تحمل السلاح»

وقال اللواء أركان حرب محمد الشهاوى، المستشار فى كلية القادة والأركان بالقوات المسلحة وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، إن ذكرى «تحرير سيناء» هى احتفاء بكفاءة وجدارة المقاتل المصرى الشرس فى الدفاع عن عرضه وشرفه، مؤكداً أنه لولا ثقة المحتل بكفاءة وقدرة رجال قواتنا المسلحة، لم يكن أبداً ليفرّط فى «أرض الفيروز»، موضحاً أن سيناء هى الأرض الوحيدة التى انسحبت منها إسرائيل بعد احتلالها، وذلك بفضل رجال القوات المسلحة ورجال الخارجية المصرية.

وأشار «الشهاوى»، فى تصريحات له، إلى أن التوجيه الاستراتيجى الصادر للقوات المسلحة بشأن حرب أكتوبر المجيدة، شمل فى طياته بداية التحرير، إذ إن الانتصار فى أولى مراحل «استرداد الأرض المحتلة» كان عسكرياً، لكنه استمر فى مراحل متتالية، موضحاً أن أولى مراحل التحرير كانت الكفاح المسلح فى حربَى الاستنزاف وأكتوبر المجيدة، ثم مفاوضات شاقة للفصل بين القوات خلال عامَى 1974 و1975، حتى وصلنا فى 25 أبريل 1982 إلى تحرير كل سيناء عدا كيلومتر واحد فقط، والذى حصلنا على حقنا فيه عبر «التحكيم الدولى»، مشيرا إلى أن هذا درس تاريخى مهم بأن الشعب المصرى لا يمكن أن يُفرّط فى ذرة تراب مصرية.

وأوضح مستشار «القادة والأركان» أن القوات المسلحة على مدى تاريخها دائما ما ترفع شعار «يد تبنى.. ويد تحمل السلاح»، وهو ما تحقق باسترداد سيناء بالقتال والمفاوضات، ثم العمل على التنمية فى «أرض الفيروز»، قائلاً إنه دون بطولات وتضحيات المقاتل المصرى، لم نكن لننعم بالأمن والاستقرار والتنمية التى تشهدها مصر حالياً.

ووصف «الشهاوى» الحروب الحديثة التى خاضتها مصر ضد الإرهاب على مدار السنوات الماضية بـ«الشرسة»، نظراً لأن العدو غير واضح، ولأنها حروب «لا متماثلة»، على نقيض ما تدربنا عليه لسنوات طويلة، سواء عبر المشروعات التدريبية أو حرب الاستنزاف التى استمرت لـ1041 يوماً، مضيفا: «لولا قرار الحرب.. ما كان السلام».

 «العمدة»: 700 مليار جنيه لتحقيق التنمية الشاملة في «أرض الفيروز» تدعيماً للأمن القومي المصري

حديث «الشهاوى» توافق مع ما ذكره اللواء مهندس عادل العمدة، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، الذى قال إن مصر استردت سيناء عبر معركتين، الأولى عسكرية بدأت من حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر المجيدة، ثم «معركة تفاوضية دبلوماسية» استمرت لنحو 7 أعوام، حتى تمكنا من تحرير «أرض الفيروز»، لافتا إلى أن الجندى المصرى البطل هو سر النصر، وأن «25 أبريل» هو نتيجة طبيعية لتضحيات جميع فئات الشعب المصرى حتى تحقق النصر، حيث لم يكن هناك «صوت يعلو فوق صوت المعركة».

وأشاد المستشار بـ«أكاديمية ناصر» بالمعركة الدبلوماسية التفاوضية الشاقة، التى ضمّت فى طياتها جميع مكونات الشعب المصرى، سواء كانت عسكرية أو دبلوماسية أو خبراء فى التاريخ والجغرافيا وغيرها من الفئات، مضيفا: «وكعادتها، أنجزت وأجادت الدبلوماسية المصرية المحترفة حتى استرددنا كل حبة رمل داخل سيناء».

وقال «العمدة» إن ما بدأه الآباء والأجداد قبل قرابة 40 عاما من تحرير سيناء، يستكمله اليوم الأبناء عبر خطط تنمية طموحة غير مسبوقة تتحقق على أرض سيناء، وذلك عبر مشروعات تنموية تتكلف نحو 700 مليار جنيه، لافتاً إلى أن تلك المشروعات تبدأ بـ«مشروعات عمرانية متكاملة»، مثل المدن الجديدة كرفح الجديدة التى تستوعب قرابة 50 ألف نسمة على حدودنا الشرقية، أو مدينة سلام شرق بورسعيد داخل سيناء التى تستوعب قرابة مليون ونصف المليون نسمة، أو الإسماعيلية الجديدة شرق قناة السويس داخل سيناء، والتجمعات البدوية، أو غيرها من المشروعات.

ولفت المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا إلى أن المشروعات تتضمن أيضا زراعة مساحات كبيرة داخل سيناء عبر مياه الصرف الزراعى المعالجة عبر محطة المحسمة، التى تُعتبر من أكبر المحطات من نوعها حول العالم، فضلا عن مشروعات صناعية، وفى مجال النقل، وغيرها من المشروعات.

وشدد «العمدة» على أن ملف تعمير وتنمية سيناء هو «ملف أمن قومى»، مشيرا إلى أن القيادة المصرية تفطن لذلك جيدا، خصوصاً أن «العين على سيناء» من قبَل البعض فى مخطط يستهدف حل القضية الفلسطينية على حساب الأراضى المصرية، وهو ما لن يتحقق تحت أى ظرف من الظروف، حيث إن المصرى مؤمن بأن «الأرض عِرض».

وأوضح المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا أن الاستراتيجية المصرية الشاملة لمكافحة الإرهاب، تؤكد دائماً إدماج البعدين التنموى والفكرى فى المكافحة وليس الحل العسكرى واستخدام القوة فقط، ولكن اقتلاع مسببات الإرهاب من جذورها، والعمل على تحصين المجتمع عبر «التنمية الشاملة»، والمواجهة الثقافية الشاملة.

«عيد تحرير سيناء»

رفعت مصر العلم المصرى على الحدود الشرقية ومدينة شرم الشيخ فى مثل هذا اليوم عام 1982.

استردت مصر فى مثل هذا اليوم كامل أراضى شبه جزيرة سيناء عدا مدينة طابا التى دخلت التحكيم الدولى بشأنها.

مهّدت حرب السادس من أكتوبر 1973 استرداد مصر لكامل أراضيها عبر معركة تفاوضية شاقة شاركت بها كل جهات الدولة.

أنصف التحكيم الدولى مصر فى مسألة استرداد «طابا»، لتعود إلى أحضان الوطن، وتسترد مصر كامل أراضيها فى سيناء.

انطلقت العملية التنموية عقب استرداد «أرض الفيروز»، لكن يؤكد الخبراء أن العملية التنموية الحالية التى تشهدها غير مسبوقة.


مواضيع متعلقة