كان يستخدمه عمر المختار للهروب.. حكاية نفق يربط قرية فيومية بليبيا

كتب: أسماء أبو السعود

كان يستخدمه عمر المختار للهروب.. حكاية نفق يربط قرية فيومية بليبيا

كان يستخدمه عمر المختار للهروب.. حكاية نفق يربط قرية فيومية بليبيا

اشتهرت بمساندتها لشيخ الشهداء عمر المختار في نضاله ضد الاحتلال الإيطالي، وترتبط ارتباطًا وثيقًا بالدولة الليبية، حيث تضم طريقًا سريًا منها إلى ليبيا من ناحية «ناقولا»، كما أنَّه لا تزال هناك معسكرات على الحدود بين تلك القرية وليبيا، ويحصل أبناؤها على مُعاملة خاصة في ليبيا.. إنّها قرية الغرق التابعة لمركز «إطسا» بمحافظة الفيوم.

قال عادل المغربي، أحد أهالي قرية الغرق، إنّ القرية اشتهرت بمساندتها ووقوفها إلى جانب عمر المختار في حربه ضد الاحتلال، نظرًا لأنّ حدودها تمتد إلى ليبيا من الناحية الغربية الجنوبية، مؤكدًا أنّ أجدادهم كانوا يمدون عمر المختار ورفاقه بالأسلحة والأموال.

وأشار «المغربي» في تصريحات لـ«الوطن»، إلى أنه لا يزال هناك آثار للمعسكرات التي كانت تقع على الحدود بين تلك القرية وبين دولة ليبيا، إضافة إلى الطريق السري الذي يربطها بليبيا مباشرة من الناحية الغربية، وكلاهما كان يستخدمهما عمر المختار للاختباء من قوات الاحتلال حتى يعود إليهم ويضرب ضربته مرة أخرى.

توافد العديد من الليبيين

وأضاف، أنّه خلال الاحتلال الإيطالي، توافد العديد من الرجال الليبيين إلى القرية وتركوا زوجاتهم وأبنائهم لحمايتهم، ومنهم من عاد بعد ذلك واصطحب أسرته وغادر إلى ليبيا، ومنهم من استقر رفقة أسرته في الغرق إلى أنّ توفوا ودُفنوا فيها ثم عاش أبنائهم وأحفادهم حتى الآن.

وأوضح، أنّ الكثير من شباب القرية كانوا يسافرون إلى ليبيا بالسيارة من أمام منزلهم وحتى المكان الذي يريدون الوصول إليه، وكانوا يدفعون تكلفة السفر بعد سفرهم بشهر أو اثنين حينما يتحسن وضعهم المادي، لافتًا إلى أنّ من لم يسافر كان يستورد الأعشاب والزيوت والتونة والعديد من المواد الغذائية ويبيعها في سوق ليبيا بالقرية الذي كان يأتي إليه الزبائن من كل محافظات مصر، ولكن بعد الثورة توقف كل ذلك: «ينتظر أهالي القرية عودة السماح بالسفر إلى ليبيا مرة أخرى لتزدهر حياتهم مجددًا».

القبائل الليبية

وكشف «المغربي»، أنّ قرية الغرق تضم عددًا كبيرًا من القبائل الليبية مثل «الفوايد»، و«الرماج»، و«السمالوس»، والذين لا يزالون على ارتباط وثيق بعائلاتهم في ليبيا حتى الآن، لذلك يحصلون على معاملة خاصة في الجوازات والمطارات الليبية، حيث يمتلكون بطاقات تحمل حرفي «ص ش» وهي اختصار كلمة «صحراء شرقية» ويجرى استقبالهم في ليبيا بحفاوة باعتبارهم ليبيين الأصل.

وبينّ أنّ بعض الأشخاص استغلوا المميزات التي حصل عليها أهالي «الغرق» دون غيرها لتحقيق أموال طائلة وثراء سريع عبر العمل في تهريب الراغبين في السفر إلى لييبا بطريقة غير شرعية مقابل 30 ألف جنيه للشخص الواحد، عبر الطريق السري أو من الناحية الجنوبية الغربية.

ونوّه أحد أهالي قرية الغرق، إلى أنّه قبل الثورة الليبية، كان هناك أكثر من 35 ألف شاب من شباب قرية الغرق يعملون في مهن مختلفة بدولة ليبيا، ولكن بسبب الثورة وانتشار المليشيات المسلحة، وعقب حادث ذبح 20 مصريًا في ليبيا عاد عدد كبير منهم إلى القرية مرة أخرى، فيما قُتل عدد آخر منهم هناك.

محاولات الهجرة غير الشرعية 

وأتم، أنّه رغم تكرار وفاة الكثيرين من شباب القرية خلال محاولتهم الهجرة غير الشرعية إلى ليبيا سواء عبر البر أو البحر في حوادث غرق المراكب أو موتًا وعطشًا في الصحراء، إضافة إلى إطلاق النيران على آخرين من قبل قوات الشرطة الليبية، إلا أنّ الكثيرين لا يزالون يسعون للهجرة إليها أملاً في العمل بها وإعادة أمجاد آبائهم وأجدادهم في ليبيا.


مواضيع متعلقة