ما سبب اختلاف الفقهاء في مسألة نقل الزكاة إلى بلد آخر؟ «الإفتاء» توضح

ما سبب اختلاف الفقهاء في مسألة نقل الزكاة إلى بلد آخر؟ «الإفتاء» توضح
تعد الزكاة الركن الثالث من أركان الإسلام بعد الشهادتين والصلاة، وهي فرض واجب على كل مسلم ومسلمة يملك قوت يومه، ويحرص المسلمون في شهر رمضان الكريم على أداء زكاة الفطر، وفي هذا الشأن؛ أجابت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، على سؤال يقول فيه صاحبه: «هل يجوز نقل الزكاة من محل إقامة المزكي إلى فقراء محافظتي حيث إنهم في حاجة ماسة إلى الزكاة فما حكم الشرع في ذلك؟».
وأضافت لجنة الفتوى، أن الفقهاء اتفقوا على مشروعية نقل الزكاة إذا لم يكن ببلد المزكي -التي يقيم فيها- من يستحق الزكاة، وذلك أن إخراج الزكاة لمستحقيها واجب شرعًا، وإذا توقف هذا الواجب على نقل الزكاة صار النقل واجبًا لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
وتابعت: أن الفقهاء اختلفوا في حكم نقل الزكاة من بلد المزكي – الذي يوجد به فقراء – إلى بلد آخر، فذهب الجمهور إلى أنه لا يجوز نقل الزكاة إلى بلد غير بلد المزكي لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لمعاذ، وأعلمهم أن عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم»، ولأن نقلها عنهم يفضي إلى ضياع فقرائهم، ولما روي أن معاذًا بعث إلى عمر صدقة من اليمن، فأنكر عمر ذلك وقال: لم أبعثك جابيًا ولا آخذ جزية، ولكن بعثتك لتأخذ من أغنياء الناس وترد به فقرائهم.
واستكملت: ذهب الحنفية إلى جواز أن ينقلها المزكي إلى قرابته، لما في إيصال الزكاة إليهم من صلة الرحم، وجواز أن ينقلها إلى قوم هم أحوج إليها من أهل بلده، وكذا الأصلح، أو أورع، أو أنفع للمسلمين.
وعن سبب الاختلاف بين الفقهاء في هذه المسألة، أوضحت لجنة الفتوى، أن اختلافهم في عود الضمير في قول النبي صلى الله عليه وسلم «تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم»، فمن رأى أن الضمير يعود على فقراء بلد المزكي قال لا يجوز نقل الزكاة، ومن توسع في تفسير الفقير فقال اللفظ يشمل فقراء المسلمين قال بجواز النقل.
وأفادت بناء على -رأي الحنفية- بجواز نقل الزكاة من البلد التي بها مال المزكي إلى محافظته لصلة الرحم وللمواساة تحقيقا لمقاصد الشريعة في تشريع الزكاة من مواساة المحتاجين.