عرضها الاختيار 2.. ننشر شهادة الأهالي عن ضبط خلية «قها» الإرهابية

كتب: حسن صالح

عرضها الاختيار 2.. ننشر شهادة الأهالي عن ضبط خلية «قها» الإرهابية

عرضها الاختيار 2.. ننشر شهادة الأهالي عن ضبط خلية «قها» الإرهابية

في عام 2013، وكما ظهر في حلقة الليلة من مسلسل «الاختيار2»، استيقظ أهالي شارع العمري بمدينة «قها» علي صوت الرصاص وتبادل الشرطة إطلاق النيران مع اثنين من الإرهابيين من الخلية التي تورطت في اغتيال الشهيد محمد مبروك وكنيسة الوراق ليفاجيء الأهالي أن الشخصين الغريبين في أحد العقارات، هما عنصران إرهابيان من قتلة الشهيد مبروك سكنا في هذا المكان الهاديء دون أن يشعر أحد بوجودهما.

الاشتباكات التي حدثت للقبض على هذه الخلية، أسفرت عن استشهاد النقيب أحمد سمير الكبير، ووقعت في عقار على ناصية شارع العمري، أحد الشوارع الفرعية بمدينة قها التي تقع على مقربة من الطريق الزراعي السريع وكان يقطنه وقتها بعض العائلات، ويتكون من 5 أدوار حيث استوطن فيه الجناة الدور الأخير بمعرفة مالك العقار الذي تبين انتماؤهما للجماعة الإرهابية فيما بعد لكن السكان لم يبالوا بوجودهما فلم تظهر عليهما أي علامات حيث لم يختلطا بأحد بل إن صاحب العقار كان يقوم بمهمة خدمتهما وقضاء طلباتهما واحتياجاتهما، ولم يظهرا كثيرا وتعاملهما كان مع صاحب العقار فقط.

صاحب شقة اختباء قتلة الشهيد مبروك عضو بالتبليغ والدعوة

الجيران يوم الواقعة التي تناولها مسلسل الاختيار 2 في حلقة الليلة  فوجئوا بأصوات الرصاص تنهال من كل مكان، لتكشف التحقيقات في الواقعة أن صاحب العقار كان من المنتمين لجماعة التبليغ والدعوة وأسس جمعية أطلق عليها «جمعية التراث الإسلامي» وأشهرها على مقر الدور الأول بمنزله، واعتنق أبناؤه نفس الفكر وخلال فترة حكم الإخوان نشط في عمليات طبع الكتب الدينية وحدثت مشكلة بجامع العمري بقها حينما استضاف الشيخ عبد الله بدر وحدثت مشادات أدت لحصاره داخل المسجد من قبل بعض المواطنين الرافضين للأفكار المتشددة.

وقبيل اغتيال الشهيد محمد مبروك وظهور الإرهابيين الذي تناول الاختيار 2 عملية ضبطهما تدهورت الأحوال المالية لمالك العقار بعض الشيء وسافر زوج ابنته للسعودية وكان يعتنق نفس الفكر وطرح 4 شقق للإيجار، آخرها الشقة التي أقام فيها المتهمان لكنهما لم يظهرا بشكل علني أو طبيعي أمام الجيران وعلاقتهما اقتصرت بصاحب العقار فقط.

أقوال شهود العيان تكشف تفاصيل اختباء قتلة مبروك بينهم

أكد شهود العيان من سكان الشارع أن مدينة قها معظم سكانها ليسوا من أبناء المنطقة، ومعظمهم نازحون من أماكن أخرى وغرباء عنها، وقال أحد الشهود وقت الواقعة أعيش في الشارع الذي شهد الواقعة منذ 40 عاما وورد علينا أشخاص كثيرون كانوا يسكنون في شقق هنا وكانوا يندمجون معنا ويأكلون معنا فى المناسبات إلا هذان المتهمان الذين تم القبض عليهما فهما منذ مجيئهما لم نرهما أبدا، حتى السلام لم يكونا يرددونه على الناس خلال سيرهما في الشارع.

شهادة أخرى رصدتها التحقيقات لسليمان مصطفى أحد سكان الشارع الذي أكد أن المتهمين المضبوطين غريبان عن المدينة، وقليلًا ما كنا نراهما في الشارع بالإضافة إلى أنهما حضرا إلى المنزل الذي يسكنان فيه منذ فترة بسيطة وكانا لا يخرجان من المنزل إلا لشراء مستلزماتهما وزوجاتهما من باكستان، والغريب في الأمر أنهما كانا لا يتكلمان مع الجيران في المنطقة.

الأمر نفسه أكدته التحقيقات مع شاهد آخر يدعي أحمد نجم الذي قال إنني استيقظت في الفجر على أصوات طلقات نارية وضجيج وبعد ذلك سمعت صوت إسعاف مسرعة دخلت الشارع وجنود تجري هنا وهناك، وبعد ذلك رأيت الضابط الشهيد يحمله زملاؤه ووضعوه في الإسعاف، وسط بكاء ضباط وجنود وهم يقولون إنه مات إنه مات  مضيفا «حاولت أن أخرج من المنزل إلا أن قوات الشرطة منعتني من الخروج».

بائعة خضار بالمنطقة قالت في التحقيقات إنها كانت تعرف زوجتي المتهمين فكانتا أسبوعيًا تأتيان لشراء خضار منها وكانت هيئتهما تؤكد أنهما ليستا من أهالي المنطقة  وعندما سألتهن عن أي بلد جاءا منها قلن لها إنهن من باكستان، ومتزوجات في قها ورفضا أن يقلن أسماء أزواجهن.

المتهمان شاركوا في محاولة اغتيال وزير الداخلية

التحقيقات مع المتهمين الذين قبضا عليهما أحياء كشفت أنهما من العناصر الإرهابية المشاركة في محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق اللواء محمد إبراهيم، وحادث كنيسة الوراق والاعتداء علي بعض المواقع الشرطية والأمنية في بعض المحافظات، والتورط في حادث مقتل المقدم محمد مبروك ضابط الأمن الوطني الشهيد بمدينة نصر.

مضبوطات الخلية

عثرت قوات الأمن بحوزة الخلية  على 3 أجهز لاب توب، وخرائط توضح أماكن أقسام الشرطة، ومديريات الأمن وطرق تصنيع القنابل المتفجرة، و3 كشوف يحمل الأول منها أسماء ضباط مستهدفين والثاني أسماء بعض الرموز والشخصيات السياسية، بعضهم من جبهة الإنقاذ، والثالث أسماء بعض الإعلاميين ومدون على هذا الكشف «استحلال دم الذين يروجون للكذب والضلال والكفر» كما تم ضبط بندقيتين آليتين و5 طلقات و180 ألف جنيه بحوزة المتهمين.

كانت مأمورية من الأمن الوطني وقوات الأمن المركزي، بالاشتراك مع مباحث القليوبية، قد توجهت إلى مدينة قها؛ لضبط اثنين من أخطر العناصر الإرهابية، ضمن خلية جهادية تكفيرية والتي تتلقي تكليفاتها من العناصر الخطرة بسيناء؛ لتنفيذ أعمال داخل القاهرة الكبرى والمحافظات، وذلك بعد أن أكدت تحريات الأمن الوطني أن المتهمين يختبئان داخل إحدى الشقق السكنية في عمارة بوسط المدينة، يملكها أحد المنتمين للتبليغ والدعوة، ويدعى السيد جاد الله «ملتح»، ويمتلك سيارة ميتسوبيشي، ومحل «كاوتشوك»، ومحل تجارة أدوات منزلية، وتم غلقه وقام بفتح جمعية لتحفيظ القرآن الكريم بالدور الأرضي بمنزله، المكون من 5 طوابق، ومتزوج ولديه ثلاثة أولاد.

كما كشفت التحريات أن الاثنين هما محمد فتحي عبد العزيز من التجمع الخامس والذي أطلقت من أرضه 3 صواريخ، وأحمد محمود عبد الرحيم من البراجيل بمحافظة الجيزة، وأنهما أقاما بالشقة عقب الهروب من القاهرة في أعقاب حادث كنيسة الوراق، وقررا الاختفاء في إحدى الشقق السكنية بقها، بعد الاتفاق مع صاحب العمارة بعيدا عن أعين أجهزة الأمن، التي استطاعت أن ترصدهما وتراقبهما- من خلال مأموريات سرية، حددت مداخل ومخارج العمارة، ورصد لجميع السكان؛ تجنبا لسقوط أي ضحايا أبرياء بالمنطقة، وما إن داهمت القوات الشقة إلا وفوجئت بوابل من الأعيرة النارية العشوائية، فأصابت الضابط الشهيد أحمد الكبير، وسقط غارقا في دمائه واستطاعت القوات مداهمة الشقة، وضبط المتهمين، بعد إصابتهما، وتم تحريز المضبوطات والتحفظ على الشقة التي كانا يختبئان بها.

كما تم القبض على سيد محمد إمام جاد الله صاحب العمارة ونجله، والذي أكدت التحريات أنه كان على علم بهوية العناصر الجهادية، ووفر لهما مكان الاختباء لاستكمال ممارسة نشاطهما الإرهابي عن طريق الاتصال بالعناصر الجهادية الأخرى.

 

 


مواضيع متعلقة