شيخ الأزهر: الرسول كان يكره البحث في القضايا التي سكت عنها القرآن

شيخ الأزهر: الرسول كان يكره البحث في القضايا التي سكت عنها القرآن
قال الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، إنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يكره البحث في القضايا التي سكت عنها القرآن، ويبقيها على قاعدة الإسلام الذهبية التي تقرر أن الأصل في الأشياء الإباحة.
وشدد الدكتور أحمد الطيب، على أن كل شئ مباح ما لم يرد دليل على أنه حرام، فالتحريم أمر طاريء على أصل الإباحة، والتحريم هو من يحتاج في ثبوته لدليل إما الإباحة فلا تحتاج لدليل لأنها وردت عن الأصل وما ورد الأصل لا يُسأل عنها، وهذا يعني أنه توجد قضايا لم ترد بشأنها نصوص ملزمة، والشرع سكت عنها قصدا للتوسعة على الناس وترك بيان الحكم فيها لاجتهاد العلماء بما يلائم ويوائم مصالح المجتمع المتغيرة بتغير الزمان والمكان، ويندرج تحت هذا النوع ملايين المستجدات التي لا يندرج فيها نص صريح بالمنع أو الجواز وكل هذه الأمور تأتي على القاعدة الأصلية وهي أن الأصل في الأشياء الإباحة وأن التحريم عارض واستثنائي.
وأضاف شيخ الأزهر الشريف، خلال تقديمه برنامج «الإمام الطيب»، المذاع عبر فضائية «dmc»، أنه يوجد الكثير من القضايا والأمور المتعلقة بحياة الناس تخلو تماما من الأحكام الشرعية، وأن خلوها من التكالف وفراغها من الأحكام أمر مقصود من الشرع، ومن ثم لا ينبغي لأحد بل ليس له أن يبحث فيها أو يسأل حلال أو حرام لأن طبيعتها خارجة عن دائرة التكليف أصلًا.
وأشار إلى أن الأمور المسكوت عنها هي من العفو الالهي، الذي بينه حديث آخر يقول فيه نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم ما أحل الله في كتابه فهو حلال وما حرم فهو حرام وما سكت عنه فهو عفو، فإن الله لم يكن لينسى شيئا، ومما لا شك فيه أن وجود منطقة واسعة كمنطقة العفو هذه بين التحريم والتحليل يقلل كثيرا من التكاليف الشرعية من ناحية ويزود الشريعة بقدرة هائلة على مواكبة التجدد والتطور من ناحية أخرى.