عصير قصب على عربة متنقلة.. رزق نصر وشقيقه: «أروي عطشك بعد الفطار»

كتب: سمر عبد الرحمن

عصير قصب على عربة متنقلة.. رزق نصر وشقيقه: «أروي عطشك بعد الفطار»

عصير قصب على عربة متنقلة.. رزق نصر وشقيقه: «أروي عطشك بعد الفطار»

شابان لم يتخط عمرهما الـ40 عاما، أحدهما يرتدي جلبابا، والآخر تيشيرت وبنطلون، يقفان أمام قرية كوم الحجر على طريق «الحامول - بلطيم» في محافظة كفر الشيخ ليلاً، أمام سيارة صغيرة الحجم ومتهالكة، زيناها بصور أم كلثوم وبعض الرسومات، يبيعان «عصير القصب»، للمارة وسائقي السيارات بعد إفطار كل يوم حتى وقت السحور، يأملان في الحصول على بضع جنيهات من عملهما لساعات، ليستطيعا سد رمق أطفالهما الصغار.

«عصير قصب طبيعي بدون أي إضافات، أصلي ومش مغشوش، وفكرنا نعمل المشروع ده بعد ما الأرض الزراعية أكلت عمرنا ومديتناش، قولنا نساهم في مصروفات البيت بعد شغل المعمار ما وقف»، يقولها نصر العربي، شاب يبلغ من العمر نحو 39 عاما، يعمل مزارعا في أرضه الزراعية: «الأرض مبقتش تجيب، وكنت بشتغل جنب الفلاحة لكن لما الشغل وقف بسبب ظروف فيروس كورونا، قررت أعمل أي مشروع يجيب لقمة عيش لأولادي الـ3، أكبرهم 6 سنوات ومحتاجين مصروفات وملابس للعيد».

من جنيهان لـ5 جنيهات، هو الثمن الذي يبيع بيه نصر ورفيقه كوب عصير القصب للمارة وقائدي المركبات على طريق «الحامول - بلطيم»: «الكوب أو الكيس بيبدأ من 2 جنيه لـ5 جنيهات، مش برفع السعر ولا بستغل الظروف وأني واقف على الطريق، كلنا شبه بعض في الظروف فبنراعي بعض، والحمدلله ربنا بيراضيني، وبنعمل العصير والزبون واقف، وفي ناس بتيجي مخصوص تاخد مني عصير قصب بالليل علشان احنا مش بنحط إضافات».

يتنقل نصر بسيارته الصغيرة، التي وضع بها ثلاجة وموتور على هذا الطريق ليستقر به الحال كل يوم أمام قرية مختلفة من القرى المجاورة لقريته: «بتنقل على الطريق ده وأروح أقف أمام قرى مختلفة، الرزق يحب الخفية وأنا بقول دايما ربنا يرزقني برزق ولادي، بشتغل من قبل الإفطار بدقائق لحد قبل السحور بدقائق، وبتكون المحطة الأخيرة أمام قريتي علشان ألحق أروح اتسحر».


مواضيع متعلقة