«مش كل اللي يفوته القطر خسران».. حكايات النجاة من حادث قطار بنها

كتب: شريف أسامة

«مش كل اللي يفوته القطر خسران».. حكايات النجاة من حادث قطار بنها

«مش كل اللي يفوته القطر خسران».. حكايات النجاة من حادث قطار بنها

«إوعى يفوتك القطر»، جملة عادة توضح مدى خسارة الشخص الذي يفوته القطار، قطار العمل، الزواج، الحياة، ولكنها لا تنطبق على القطارات التي تشهد حوادث أليمة مؤخرًا، بل يفوز المواطنون الذين منعهم القدر من اللحاق بها، على الرغم أن منهم من ظن أنه ذو حظ سئ، ومنهم من ظن أنه سيتأخر عن موعد الإفطار وسط عائلته، ولكنهم تأكدوا أن الله كتب لهم عمرًا جديدًا، بعد تأخرهم عن موعد تحرك القطار المتجه من القاهرة إلى المنصورة في الساعة الواحدة و20 دقيقة ظهرًا، والذي خرج عن القضبان الحديدية المخصصة له بالقرب من مدينة بنها، ما أسفر عن انقلاب القطار ووقوع ضحايا.

وصول أبو زيد متأخرًا إلى محطة القطار نجاه من حادث الموت

في ظهر الأحد، خرج الدكتور محمد أبو زيد، من مقر عمله بمحافظة القاهرة، متجهًا إلى محطة مصر بمنطقة رمسيس، يسابق المارة حتى يصل لمحطة القطار قبل الساعة الواحدة و20 دقيقة، لكي يستقل القطار الذي يقف بمدينة طنطا، التي يقطن بها، ولكن فور وصوله تفاجئ أبو زيد أن القطار الذي اعتاد ركوبه قد غادر المحطة، «دايمًا كنت بركب القطر ده، أول مرة ملحقتوش، وكنت زعلان جدًا عشان ممكن ملحقش الفطار مع أسرتي».

لم يعرف «أبو زيد»، أن تأخره عن القطار الذي اعتاد ركوبه، هو السبب وراء وجوده مع أسرته الآن، إلا بعد تلقيه خبر حادث القطار بالقرب من مدينة بنها، بعدما كان بينه وبين الموت شعرة، ما جعل أبو زيد حزينًا على عدم رضائه بقدر الله بأن يفوته موعد القطار، معلقًا: «زعلت جدًا على اللي حصل في القطر.. خصوصًا إن اللي بيركبوا القطر كلهم عارفين بعض.. وزعلت أكتر على عدم رضائي بحكمة ربنا في إن القطر يفوتني.. وتعلمت كتير».

يروي مصطفى حمدي، أحد الناجين، لـ«الوطن»، أن طبيعة عمله تتطلب السفر والتنقل بين محافظات الدلتا والقاهرة، وأن هذه المرة طٌلب منه أن يستقل قطار الـ1 و20 دقيقة، والمتجه من القاهرة إلى المنصورة، حتى أخبروه مساء السبت بأن مأمورية السفر قد تأجلت لعدة أسباب، «كنت خلاص رتبت كل حاجة على إني طالع المأمورية.. واتفاجئت بيهم بليل بيأجلوا السفر.. وأول ما عرفت بالحادث.. حمدت ربنا إن المأمورية تأجلت».

«كنت بتفرج على صور الضحايا والحادث ومتخيل نفسي معاهم»، بهذه الكلمات عبر الطالب كمال خالد، الذي اعتاد ركوب هذا القطار يوم الأحد من كل أسبوع، عن تلقيه خبر الحادث، حيث كان متجهًا إلى محطة القطار برمسيس، حتى نصحه صديقه بألا يركب القطار هذه المرة، وأن يستقل سيارة أجرة حتى يصل أسرع، ليتفاجئ الشاب حادث القطار بعد وصوله إلى مدينة المحلة الكبرى التي يقطن بها الشاب، «كنت بقول لو صاحبي مش معايا.. كان زماني وسط الضحايا».


مواضيع متعلقة