مذيعة «DMC» تروي لـ«الوطن» كواليس دخولها اعتصام النهضة متنكرة بهوية سورية

مذيعة «DMC» تروي لـ«الوطن» كواليس دخولها اعتصام النهضة متنكرة بهوية سورية
- مذيعة DMC
- اعتصام رابعة
- اعتصام النهضة
- داليا أشرف
- الجماعة الإرهابية
- مذيعة DMC
- اعتصام رابعة
- اعتصام النهضة
- داليا أشرف
- الجماعة الإرهابية
استطاعت الحلقة الخامسة من مسلسل «الاختيار 2» أن تعود بالمصريين ما يقرب من 8 سنوات للخلف، حيث تضمنت الحلقة أحداث فض اعتصام جماعة الإخوان الإرهابية بميدان رابعة العدوية والكابوس الذي عاشه المصريين من بداية اعتصام رابعة العدوية والفض وما بعده، وأحداث قسم كرداسة وحرق القسم وتعذيب الضباط والتمثيل بجثماينهم الطاهرة، إضافة لأحداث المنيا وحرق الكنيسة، ورغم أن الحلقة كانت مؤلمة وموجعة لكل المصريين، وبالأخص لأهالي الشهداء الأبطال من رجال الشرطة المصرية ممن واجهوا غدر الجماعة الإرهابية بميدان رابعة العدوية والنهضة، إلا أنَّ صناع المسلسل أكدوا أنَّ ما تمّ تجسيده وعرضه من مشاهد حقيقية ما هو إلا 5% فقط من الأحداث مراعاة لمشاعر المشاهدين، وبالأخص أهالي الشهداء.
الكثير من المصريين من مختلف فئات المجتمع لهم ذكريات مع فض الاعتصام، من ضباط وأهالي الوحدات السكنية المحيطة بالاعتصامين برابعة العدوية والنهضة وصحفيين وإعلاميين وحتى المصريين المتابعين من المنازل، الجميع كان يشاهد ويترقب وله ذكريات كثيرة لم ولن تُنسى، ولكن «الوطن» تستعرض في السطور القادمة قصة مختلفة من نوعها، قصة الإعلامية التي استطاعت الدخول لقلب اعتصام الجماعة الإرهابية متنكرة بهوية إعلامية سورية حتى تستطيع الخروج سالمة من بينهم بعد أن تؤدي عملها، حيث كانت الجماعة الإرهابية لا تترك صحفي أو إعلامي يقترب من الاعتصام حتى لا يفضح مايتم به، ومن كان يقع تحت ايديهم كان يتم سحله وتعذيبه.
شوفت بعيني مالهومش ولاء ولا إنسانية.. مبدأهم ودينهم العنف
الإعلامية داليا أشرف، مذيعة قناة «DMC» حاليًا، تخرجت من كلية الإعلام بجامعة القاهرة، وعملت بعد تخرجها كمراسلة بقناة «المحور»، ثم قناة «روتانا مصرية» والتحقت بقناة «النهار» كمراسة أخبار بداية 2013، وكانت في قلب الحدث منذ بداية ثورة 30/6/2013 وحضرت أحداث المقطم ويوم 3 يوليو بميدان التحرير وأحداث ألف مسكن وأحداث مايو ومسجد الفتح وغيرها من الأحداث في تلك الفترة، وكانت أيضا في ذلك الوقت مكلفة بتغطية أحداث عنف الإخوان من تظاهرات متكررة والاعتصامات وغيرها، إلى أن حضرت فترة فض اعتصامي رابعة العدوية وميدان النهضة.
وكونها شاهد عيان على إجرام الجماعة الإرهابية لما عايشته في قلب الأحداث، تؤكّد داليا أشرف أنَّ هؤلاء المنتمين لتلك الجماعة الإهابية ليس لديهم ولاء ولا انتماء ولا دين، «شوفت بعيني أد ايه كانوا مالهومش أي نوع من أنواع الولاء ولا الإنسانية ومبدأهم ودينهم هو العنف، واللي معانا معانا واللي مش معانا مالهوش غير العنف والاعتداء والقتل، ومحدش فيهم مقتنع باللي بيعمله هما ماشيين وراء الجماعة»، فقد كان يعاملها مجرمي الجماعة بمنتهى العنف وقت تغطية الأحداث «لما كانوا بيعرفوا إنّي مراسلة في قناة النهار كانول بيتعدوا علينا، وكان ليا حادثة شهيرة مع الأستاذ محمود سعد لما كنت واقفة قدام جامعة الأزهر وعرفوا إنّي بغطي لصالح النهار، كانوا بدأو يتخانقوا معانا ويتعدوا علينا، ومرة تانية كنت في ألف مسكن وكنت على الهواء، الأحداث اللي كانوا بيعملوها كل أسبوع، وكانت في رصاصة من قناص إخواني موجهة ليا أنا والمصور، وجريت على الهواء وأستاذ محمود قالي اجري».
الموقف داخل اعتصام رابعة العدوية كان بشعًا
وتطرقت داليا أشرف لأوقات الاعتصام وتغطيتها لما حدث في رابعة العدوية والنهضة، فتروي عن اعتصام رابعة العدوية أنَّها رصدت بعينها الكثير من المعتصمين المأجورين والبعض الآخر من المنساقين، والكثيرين مما لا يعرفون ولا يفقهون أي شيء «دخلت وسط الناس في اعتصام رابعة العدوية وشوفت المهازل اللي كانت موجودة جوة، تقعدي تتكلمي مع الناس متلاقيهومش عارفين حاجة عن اللي بيحصل في المنصة هما متجمعين بياكلوا ويشربوا وخلاص، ومالهومش علاقة باللي بيحصل، وكان في جزء تاني من الإرهابيين الإخوان اللي عندهم القناعة، واللي كانوا بيجذبوا الناس لرابعة، كان الموقف هناك بشع».
جهزت للحظة دخولي قلب ميدان رابعة العدوية في 10 أيام
ركزت داليا أشرف على الدخول لقلب اعتصام النهضة بالتحديد، لرصد ما يحدث وما يتمّ، حيث كان الدخول لميدان النهضة كله مخاوف خصوصًا أن الاعتصام كان وكرا للإخوان المسلحين، وكان بمثابة مخزنًا للسلاح وكان مقر لتمركز قادة الإخوان، «كان عندي شغف أعرف إيه اللي بيحصل جوة، وكان دايمًا رئيسي في القناة بيحذرني ما أدخلش لأنه مكانش مضمون يحصلي إيه جوة، ولكن شغفي قادني لحيلة وقررت إني أدخل وسطهم متنكرة في صورة صحفية سورية عاوزة تنقل أفكارهم للخارج وأنقل أفكارهم للخارج وأكتب عنهم، وعن مطالبهم وكان عندي شوية جمل من المسلسلات واتفرجت على مسلسلات سوري أكتر علشان أتقن اللغة أكتر في بعض الجمل، وجهزت للحظة دي في 10 أيام، ودخلت وسطهم بتكلم سوري واتكلمت معاهم».
كنت مرعوبة من التجربة.. لكن شغفي قواني
تخوفت داليا أشرف من التجربة ومن اكتشاف أمرها إلا أن شغف التوصل للحقيقة محى جميع هواجسها أن يكتشفوا أمرها «منكرش إني كنت مرعوبة ولكن شغفي قواني لأني كنت عاوزة أشوف بنفسي اللي بيحصل وقعدت جوة الميدان في النهضة لمدة ساعتين وشوفت بعيني المشهد البشع جوة وكم العنف الموجود هناك والتوعد بالخراب والقتل للجيش والداخلية، شوفت بعيني كم كراهية وغل، سمعت كلامهم عن القتل والحرق، وكنت بشوف شنط بتدخل للخيم كانت فيها أسلحة وكان المشهد غريب جدا، من نظراتهم ووعيدهم للدولة والشعب، وحتى نسائهم كانت تردد تلك الجمل، كذلك الشباب كانوا يرددون إما الشرعية أو القتل للشعب المصري».
شوفت بعيني الرصاص اللي كان في كل مكان «يوم الفض»
بعد انتهاء داليا أشرف من عملها في ميدان النهضة وخروجها من الميدان بسلام، تمّ إبلاغها من مديرينها بالقناة فجرًا أنَّه من المحتمل تكليفها بعمل آخر، لكن لم يتمّ إبلاغها بطبيعة هذا العمل، وذلك حتى الساعة السادسة من صباح فض الاعتصام، حينها أُبلغت أنَّها ستتولى تغطية فض الاعتصام، وتبدأ عملها في تغطية أحداث شغب 6 أكتوبر وبعدها ميدان النهضة، موضحة أنَّها وهي في طريقها لفض اعتصام النهضة تفاجأت بغلق الإخوان لشوارع جامعة الدول العربية ورفعوا الأسلحة على الإعلاميين وكان الرصاص في كل مكان واختبأت مع المصور وراء ميدان الحامدية الشاذلية فقد كانت طلقات الرصاص الحي في كل مكان، «شوفت بعيني الرصاص اللي كان في كل مكان والضرب والكر والفر والأسلحة اللي كانت بشكل علني ونقلناها على الهواء وكان يوم صعب وغريب».
أصبت في قدمي ولازلت أعاني حتى الآن.. واحد من الإخوان «حدفني بطوبة كبيرة»
وروت داليا أشرف تفاصيل إصابتها في تلك الأحداث، حيث أصيبت في أحداث جامعة القاهرة، «المصور اتصاب قبلي وكان لازم يفضل في عربية القناة، وعلشان كان لازم ننقل الأحداث أخدت الكاميرا وجهاز الهواء ونزلت بنفسي أنقل الصورة وبنقل الأحداث صوت وصورة، وكان بيترمي علينا مولوتوف وطوب وقنابل مسيلة للدموع، وأنا بجري واحد من الإخوان اللي كانوا موجودين مسك طوبة كبيرة جدا ورماها عليا وجت في رجلي وكانت إصابة كبيرة جدا، وقعدت في البيت فترة وحتى الآن رجلي اليمين فيها مشكلة لأن الطوبة أصابت عرق رجلي، أد إيه كانوا بشعين وحسبي الله ونعم الوكيل فيهم».
رفعوا السلاح في وش أطفال المقطم وقتلوهم قدام عيني
وعن فرحة الخلاص من الجماعة الإرهابية وعزل رئيس الجماعة الإرهابية وفض الاعتصام، روت داليا أشرف لحظات سعاداتها «كنت مبسوطة زي كل المصريين المخلصين الشرفاء المحبين لبلدهم، فرحتنا كانت كبيرة، ولما اتفض الاعتصام حسيت إننا اتنفسنا وخلاص الكابوس بيخلص، فرغم أعمال العنف الأسبوعية اللي كانت بتحصل، لكن الاعتصام كان عامل شلل وكان عقبة لتحركات المصريين، بخلاف تجمعات الأسلحة والقيادات، لكن فرحتي كانت مختلفة لأني شوفت بعيني عنفهم، وشوفت احتقارهم للمرأة وعمل المرأة لما كانوا بيتعاملوا معايا إني إزاي بنت وأنزل أغطي وكانوا بيطردوني من تغطية الأحداث والمؤتمرات قبل عزل مرسي وفي فترة حكمهم».
وعن شعورها بمشاركتها وتغطيتها لهذا الحدث تستكمل «كنت سعيدة جدا، سعيدة بمشاركتي في جزء مهم من تاريخ مصر وإني شاهد عيان حضر كل ده.. شوفت بعيني اللي عملوه وشوفت لما رفعوا السلاح في وش أطفال المقطم وقتلوهم.. لا بيفرقوا بين أطفال ولا شيوخ أو نساء.. مالهومش دين ولا ملة وبشعين وفتحوا علينا السواطير والأسلحة يوم أحداث مسجد الفتح فعلا عدوا مرحلة الإجرام.. قتلة وبشعين وميعرفوش يعني إيه إنسانية ولا آدمية».
كنت مقدرة خوف أهلي.. لكن إيماني بشغلي كان مقويني
كحال كل أسرة، تخوفت أسرة داليا أشرف من تغطيتها وعملها داخل اعتصام النهضة، خاصة أنها كانت في قلب الحدث وسط إرهابيي الإخوان، «الفترة دي كانت صعبة على أسرتي جدا، وخصوصا والدتي، اللي كانت على طول بتتخانق معايا وبتقول متنزليش وماينفعش، ولكن إيماني باللي كنت بعمله وبشغلي وإني أشارك وأكون شاهدة على الأحداث وأشارك في لحظة مهمة زي دي وأنقل للناس، وإني عين الحقيقة، كل ده كان مقويني، وطبعا كنت خايفة وكنت مقدرة خوف أهلي ولكن إيماني بشغلي كان مقويني والحمد لله عدت على خير».