«بعد القاضية ممكن».. أفشة وشيكابالا «حبايب» في رمضان

«بعد القاضية ممكن».. أفشة وشيكابالا «حبايب» في رمضان
لاعبان هما الأبرز في صفوف النادي الأهلي والزمالك، في الآونة الأخيرة، الأول بزغ نجمه مؤخرًا وأصبح اسمه تميمة حظ الأهلاوية، ورمزًا لانتصارهم القاري، هو محمد مجدي «أفشة»، صاحب هدف البطولة الإفريقية التاسعة، بهدف «القاضية ممكن» الشهير، والثاني هو أحد أساطير فريقه، الذي أفنى عمره في الملاعب دفاعا عن «الفانلة البيضة بخطين حمر»، حتى أصبح غنوة في فم الزمالكاوية ورمز من رموز الكيان، هو محمود عبدالرازق «شيكابالا».
من ينظر إلى ثنائي القطبين ولديه شيء بسيط من المعلومات الكروية، سيدرك فورًا أنهما نجمي فريقهما والأكثر شعبية بين اللاعبين، لذا يفرض تعصب الجمهور أحيانا حالة من البعد بين اللاعبين المتنافسين، حتى وإن كانا أصدقاء فيما بينهما، ولكن لا يتخيل أحد أن يجتمعا سويًا أمام الجميع، ولكن شهر رمضان كان له الدور في «لم شملهما» أمام الجميع.
في إعلان دعائي لإحدى الشركات الغازية ظهر الثنائي، يحتضن الفهد الأسمر صديقه صانع ألعاب المارد الأحمر، في مشهد جذب المشاهدين وأخذ العيون، يضحك كل منهما وهو يرتدي قميص ناديه الذي ينتمي إليه، في رسالة مفاداها أن أطياف الشعب المصري جميعا واحد، مهما اختلفت انتماءاتهم الرياضية.
جناح الزمالك الطائر، وصاحب «القاضية»، لم يتقابلا منذ أن اجتمعا في 27 من سبتمبر الماضي، موعد مباراة القرن، الأعظم في تاريخي ديربي القارة، والأهم بين لقاءات قطبي الكرة المصرية، حينما اجتمعا في المباراة النهائية لدوري أبطال إفريقيا نسخة 2020، التي توج بها النادي الأهلي على حساب غريمه التقليدي الأبيض، في مباراة ملحمية.
بعد دقائق من هدف الأهلي برأسية عمرو السولية التي حول بها عرضية الجناح الأيسرعلي معلول في شباك محمد أبو جبل حارس مرمى الزمالك، انتفض الفهد الأسمر لإنقاذ فريقه، انطلق بالكرة من الجهة اليمنى للأهلى، راوغ لاعبا ثم الثاني واتجه إلى عمق الملعب، ثم أطلق قذيفة بيساره في أقصى الزاوية غالطت الحارس محمد الشناوي وسكنت الشباك، ليدرك شيكابالا لفريقه التعادل في اللقاء العصيب.
قذيفة شيكابالا يبدو أنها ألهبت نار الانتقام في نفس «أفشة»، لم يهدأ طوال المباراة، يبحث عن نصف فرصة يطلق بها قذيفة مماثلة، يحقق بها التقدم لفريقه، وما أن أتيحت له الفرصة عقب تشتيت عشوائي من المدافع محمود علاء، غالط خلاله لاعبي وسط الزمالك، استلم الكرة على فخذه ولم يسمح لها بلمس الأرض، ليطلق قذيفة جاءت كوقع الصاروخ على رؤوس مشجعي الأبيض، اشتهرت فيما بعد بـ«القاضية ممكن» على حد وصف المعلق التونسي عصام الشوالي، بعدما جلبت كأس البطولة إلى الجزيرة.
منذ مباراة القرن لم يتقابل الثنائي في أي مناسبة ودية أو رسمية، وتعددت المواقف التي تشاحنت فيها جماهير الأهلي والزمالك، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن يأتي الثنائي الأهم بين صفوف القطبين، ويظهران في اليوم الأول من رمضان، بمشهد مليء بالمشاعر الطيبة والود، يحتضنان بعضهما البعض والابتسامة العريضة مرسومة على وجوههما، ليثبتا للجماهير أن الرياضة أخلاق قبل أي شيء.