«دينا» تؤجر شقة لـ«قطط بنت ناس».. «كانوا ولاد عز والزمن دار عليهم»

«دينا» تؤجر شقة لـ«قطط بنت ناس».. «كانوا ولاد عز والزمن دار عليهم»
شقة صغيرة، ممتلئة بأكثر الكائنات الحية التي يفضلها البشر من الحيوانات الأليفة، تعلو فيها أصوات المواء، التي تصدر عن القطط نتيجة احتياجها شيء ما، يبدو أن هذه الكائنات فقدت اهتمام البشر، فبمجرد النظر لها، تجدها متسخة ومريضة بعد أن اعتادت على النظافة، من أصحابها الذين تخلوا عنها.
بداخل إحدى عمارات الحي الرابع، بمدينة السادس من أكتوبر، استأجرت داليا علي، شقة بالدور الأرضي، لكي تتخذها ملجًأ للقطط التي اعتادت على الحياة في البيت وتخلى عنها أصحابها بإلقائها في الشارع، لا يعرفون طريقة البحث عن الطعام كقطط الشارع، فهي لا تستطيع الهروب من الكلاب، وأذى البشر.
تروي داليا لـ«الوطن»، أنها اعتادت على تربية القطط منذ صغرها، ولكن بعد زواجها رفض زوجها فكرة تربية القطط، حتى جاءت فترة الحظر الماضية نتيجة فيروس كورونا، والتي تسببت في تخلي الكثير عن القطط التي كانوا يربونها، «لما كنت بنزل الشارع وأشوف قطة مش قادرة تتحمل حياة الشارع.. كانت بتصعب عليا جدًا.. وكنت بروح مش بعرف أنام.. وبسبب إن زوجي مش بيحب القطط.. جاتلي فكرة وهي تأجير شقة خاصة بالقطط».
إنسانية داليا جعلتها تخصص وقتًا من يومها للاعتناء للقطط، تعاملهم مثلما تعامل أولادها، تذهب بهم إلى العيادات البيطرية، تطعمهم، وتلاعبهم، إلى أن يتبناهم أي شخص يحب تربية القطط، «أنا أجرت الشقة قريبة من بيتي علشان بروح أشوف القطط مرتين في اليوم.. ولو حسيت إن في قطة مريضة باخدها أكشف عليها.. وكل ده من حسابي الشخصي.. وعلشان أضمن إن اللي هياخدهم هيراعيهم باخد صورة بطاقته وكل فترة بتصل أطمئن على القطة، الإحساس نعمة».
دينا: أعتني بأكثر من 30 قطة.. وصرفت 12 ألف في 3 شهور
لم تنظر دينا إلى المصاريف التي تحتاجها تلك القطط، خاصة وأنها تمتلك الآن ما يزيد على 30 قطة، بل كان هدفها ألا ترى الشوارع مليئة بقطط ماتت بسبب عدم قدرتها على التعايش في الشارع، «صرفت 12 ألف جنيه في 3 شهور من أجل رعاية القطط.. وأريد أن أنشر الفكرة في جميع محافظات مصر».
الروح الملائكية لدى «دينا»، جعلت أمنيتها الوحيدة هي أن تجد مكانا أكبر يحتوي على حديقة صغيرة حتى تدخل الشمس له، لكي تكون قادرة على احتواء عدد أكبر من القطط التي تحتاج إلى عناية بشرية، «أنا نفسي مصر تكون مثل أوروبا في التعامل مع الحيوانات الأليفة.. ونفسي الناس تساعدني.. لأني مش بعرف أنام لما أشوف قطة محتاجة عناية بشرية وأنا مش قادرة أساعدها».