علاقة مدفع الإمساك ببدء الصوم.. خبير أرصاد: مجرد تنبيه

علاقة مدفع الإمساك ببدء الصوم.. خبير أرصاد: مجرد تنبيه
تتضمن إمساكية شهر رمضان بندا ثابتا ومعروفا باسم «الإمساك»، أي التوقف عن الأكل والشرب إيذانا ببدء الصوم، لكن ما علاقة بدء الصوم شرعا بتوقيت الإمساك الذي يحل قبل رفع أذان الفجر بنحو ربع ساعة؟، وهل إذا أكل المسلم أو شرب بعد توقيت الإمساك يخرج عن الصوم أم لا؟.
يقول وحيد سعودي، خبير أرصاد، إن موعد الإمساك مجرد تنبيه أو تحذير للصائم بقرب حلول أذان الفجر، موضحا أن الفلكيون هم المتخصصون في هذا الموضوع، ويعلمون سبب تحديد وقت الإمساك.
رأي دار الإفتاء
وتقول دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي، ردا على سؤال حول الاستمرار في الطعام بعد مدفع الإمساك، إنه يباح لمن ينوي الصيام أن يأكل ويشرب، ويعمل كل عمل يعمله المفطر من بعد غروب الشمس إلى أن يطلع الفجر، أي: يبدأ وقت دخوله؛ فإذا طلع الفجر امتنع عن الأكل والشرب، وإذا كان في فمه لقمة عند لحظة طلوع الفجر وجب عليه أن ينزعها من فمه؛ لأن وقت الصوم يبدأ بطلوع الفجر، أما مدفع الإمساك فهو تنبيه لدخول الوقت.
وتابعت الدار: وقد روى الإمام البخاري في صحيحه، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أرشد الصحابة رضوان الله عليهم فقال: «كُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، فَإِنَّهُ لاَ يُؤَذِّنُ حَتَّى يَطْلُعَ الفَجْرُ».
وأوضحت دار الإفتاء، أن مدفع الرَّفع أو الإمساك يطلق عادة قبل الفجر بنحو ربع ساعة أو ثلث ساعة للاحتياط، فلو فرض أن احتاج الإنسان إلى أن يأكل ويشرب عقب المدفع بدقائق معدودة تنتهي قبل الفجر جاز ذلك وصح صومه، والله سبحانه وتعالى أعلم.
موعد الإفطار وبدء الصوم
وورد سؤالا إلى دار الإفتاء يقول: أحد المسلمين يتناول الشراب ويدعو الناس إلى ذلك بعد انتهاءه من أذان الفجر مباشرة وقبل الصلاة، ويقول: إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك مع بعض الصحابة، وكان عليه الصلاة والسلام يؤخر الصلاة حتى ينتهوا من طعامهم وشرابهم.. وطلب السائل الإفادة عن الحكم الشرعي في ذلك، وعن مبدأ الصوم.
وأجاب عن السؤال الشيخ حسن مأمون قائلا: إن الصوم شرعًا هو الإمساك عن المفطرات، ووقت الصوم من حين طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس؛ لقوله تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ﴾ [البقرة: 187].
وأوضح «مأمون» عبر موقع دار الإفتاء أن الخيطان: بياض النهار وسواد الليل، فأول وقت الصوم الذي يجب فيه الامتناع عن تناول أي شيء يبدأ من أول طلوع الفجر الثاني، وهو أول ما يبدو من الفجر الصادق، وهو المسيطر المنتشر المعترض في الأفق كالخيط المحدود، وهذا الوقت أول وقت الصبح، فلو تناول الإنسان أي شيء بعد هذا الوقت فسد صومه، سواء كان التناول قبل الأذان لصلاة الصبح أم بعده ما دام أن الوقت المحدد لأول وقت الفجر الصادق وصلاة الصبح قد بدأ، وفي الحديث الذي يرويه البخاري عن السيدة عائشة رضي الله عنها: أن بلالًا كان يؤذن بليل، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «كُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ؛ فَإِنَّهُ لَا يُؤَذِّنُ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ».
وتابع: وبهذا علم الجواب على السؤال، وأنه متى بدأ وقت الصوم وجب الإمساك عن المفطرات، ومن تناول مفطرًا بعد ذلك فسد صومه، كما علم أن ما ذكره الشخص المشار إليه بالسؤال غير صحيح ولا يعتد بكلامه، والله سبحانه وتعالى أعلم.