أحيت نصوص الحامولي .. ماجستير درسات قبطية بآداب الإسكندرية

كتب: كيرلس مجدى

أحيت نصوص الحامولي .. ماجستير درسات قبطية بآداب الإسكندرية

أحيت نصوص الحامولي .. ماجستير درسات قبطية بآداب الإسكندرية

أحيا القس مينا لبيب فانوس، الباحث القطبي، أكثر من 114 من نصوص الحامولي، خلال رسالة الماجستير التي قدمها عبر قسم الدراسات القبطية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، ما جعل لتلك الرسالة قيمة كبرى في الدراسات القبطية .

وقال الدكتور إبراهيم ساويرس، المدرس بكلية الآثار جامعة سوهاج والباحث في الدراسات القبطية والمشرف على رسالة الماجستير، أن نصوص الحامولي هي عبارة عما تبقى من كتب لأكبر مكتبة قبطية كانت متواجدة بدير الملك ميخائيل بمنطقة الحامولي في الفيوم والذي اختفى عام 1000 ميلاديا تقريباً، وتبقى من تلك المكتبة 56 «كودكس» كامل بعد اكتشافهم عام 1910 ومن ثم تم نقلهم إلى خارج مصر وحالياً يتواجدون في نيويورك، وبذلك أصبحت أكبر كشف قبطي يسافر من مصر الى الخارج كوحدة واحدة.

وأضاف ساويرس لـ«الوطن»، أن الأب مينا ترجم 8 عظات حوالي 114 صفحة من المخطوطات كلها، وذلك على مدار 4 سنوات من التعب والجهد أنفقها في إعداد رسالته للماجستير التي تقدم بها منذ أيام إلى كلية الآداب جامعة الإسكندرية.

وأوضح أن الرسالة تناولت صورة رئيس الملائكة ميخائيل كما ترسمها مجموعة مخطوطات الحامولي، وبدأت الرسالة بمقدمة تعريفية عن مجموعة المخطوطات المدروسة ومحتوياتها، ثم جاء فصلها الأول المخصص للنصوص الليتورجية، والذي تناول ابصالية ميخائيل من مخطوط 574، والقطع التي وردت عن ميخائيل في الدفنار الصعيدي رقم 575 من مجموعة الحامولي، والحقيقة أن هذا الفصل الليتورجي هو ملعب الأب مينا وأكثر مساحات الرسالة إجادة.

وتابع: «في فصله الثاني تناول الأب مينا المخطوط رقم 592، وما به من عظات عن ميخائيل وعددها أربعة عظات كاملة، وفي فصله الثالث تناول العظة المنحولة على اسم أوستاثيوس أسقف تراقيا، وهي أطولهم وأعقدهم وأصعبهم، وهو نص لم يسبق ترجمته للعربية، وترجمة الأب مينا له تعكس تعمقه وتدقيقه في فهم الصعيدية».

 

ولفت إلى أنه في فصله الرابع تناول الأب مينا نص تتويج ميخائيل الذي جاء من الحامولي، وفي فصله الخامس تناول المخطوط 602 من ذات المجموعة وما به عن رئيس الملائكة. 

وأكد أن فصله السادس هو الفصل المختلف والمميز جدًا، حيث قارن فيه الأب مينا بين وصف الملاك ميخائيل كما ظهر في الرؤى بالمخطوطات وشكله كما تصوره رسوم القبط، وهو فصل يحتفظ الأب مينا بملكية فكرته حتى يتم تحويلها لكتاب منفصل او حتى في رسالة أخرى، مشيراً إلى أن الأب مينا أنهى رسالته بالخاتمة التي تناولت أهم النتائج وعالجت فكرة دور وألقاب رئيس الملائكة في ذهن القبط.

وأشار إلى أنه على رغم من كل التفاصيل التي أوردها الأب مينا في رسالته، إلا أن الرسالة متوسطة الحجم، ولغتها العربية متينة لا تشوبها شائبة، وتصلح للقراءة في عدة أيام. فهي ليست أبدًا بالعمل الأكاديمي المعقد أو المرهق. وهذا يعود للمواهب المتعددة للأب مينا، ومعرفته الطيبة باللغات، وبلسانه العربي.

وأكد أن الرسالة حازت على أعلى تقدير، وهو تقدير ممتاز مع التوصية بالطبع، كما ينتظر أن تُطبع في كتاب لائق قريبا، مشيراً إلى أن أهم منجز في هذه الرسالة هو ظهور ما يربو على مائة صفحة من نصوص الحامولي من الصعيدية إلى العربية للمرة الأولى، إلى جوار التحليلات الأدبية واللغوية الرائعة لأبونا مينا.

وشدد على أن هذه رسالة استثنائية نهنيء عليها كلية الآداب بجامعة الإسكندرية، ونهنيء عليها الكنيسة القبطية التي أنجبت هذا الباحث الاستثنائي، ونتمنى لمصرنا المزيد من هذا الانتاج العلمي الرائق وسط ما نراه بوفرة هذه الأيام من زبد.

كما تقدم المشرف على الماجستير بالشكر إلى البابا تواضروس الثاني على دعمه المطلق للبحث الحر، وعلى دعم الأب مينا الكاهن في إيبارشيته بالإسكندرية، موجهاً الشكر أيضاً إلى الأنبا بافلي على صدره الرحب في مناقشة الرسالة في لجنة ترأستها الاستاذة الدكتورة فادية أبو بكر، وشاركت فيها الأستاذة الدكتورة سهير أحمد.


مواضيع متعلقة