حكايات من دفتر الغارمات.. 20 سنة سجن نصيب «أنهار» بعد مرض زوجها
وصل عدد إيصالات الأمانة إلى 36 إيصالا
صورة تعبيرية
كانت ترعى زوجها مريض الكبد رعاية كاملة، بجانب أبنائها، فاضطرت أنهار سليمان، اللجوء لشراء أجهزة كهربائية بنظام التقسيط ثم بيعها لشراء علاج زوجها والإنفاق على أسرتها، ومع الوقت تراكمت عليها الديون وأصبحت مطالبة بسداد مبالغ كبيرة لشركات الأدوات المنزلية، حتى وصل عدد إيصالات الأمانة إلى 36 إيصالا عليهم إمضائها.
20 سنة سجن
هددتها الشركة السيدة أنهار بالسجن في حالة عدم الدفع، وبالفعل رفعت عليها إيصالات الأمانة ووصلت سنوات سجنها إلى 20 سنة من أكثر من شركة تعاونت معها، واضطرت لتغيير محل إقامتها حتى لا يتم القبض عليها، ولكن بعد فترة دخلت السجن وبدأت رحلة شقائها: «أنا أم معيلة عشان جوزي مريض كبد ودوالي المرئ وعندي بنت معاقة محتاجة لرعاية واهتمام، ده غير 3 ولاد وبنت تانية، كل الأسرة دي كانت مسؤولة مني ومكنتش عارفة أعمل إيه».
وسط مرض الزوج والابنة تراكمت عليها الديون
حياة قاسية عاشتها السيدة الأربعينية، يتخللها الحيرة والاحتياج والعجز عن تلبية احتياجات أسرتها البسيطة، فكان الخيار أصعب وهو شراء أجهزة كهربائية بالتقسيط وبيعها لتحقيق ربح فيها يعينها على متطلبات الحياة لكن واقع ذلك عليها كان أصعب بسبب تراكم الديون وعجزها عن السداد فكان السجن في انتظارها: «وسط ديون علاج جوزي والطعام والشراب والإيجار ووصل المية والنور والغاز أصبحت فى حيرة ومبقتش عارفة ألاقيها منين ولا منين».
عامان عجاف ثم بداية جديدة
خرجت من الضائقة المادية لتدخل في دوامة التهديد بالسجن، تتنقل من مكان لمكان بأسرتها خوفًا من إلقاء القبض عليها بعد رفع إيصالات الأمانة، حتى أصبح لديها مجموعة أحكام وبعد هروبها من مكان لمكان تم القبض عليها وبدأت في تنفيذ الأحكام في أحد مراكز قسم شرطة الزقازيق بمحافظة الشرقية: «كان عندي وقتها 46 سنة وقضيت في السجن سنتين بين البكاء على جوزي وعيالي والتفكير في حالي لحد ما جه الفرج ومؤسسة مصر الخير تكفلت بسداد ديوني وخرجت من السجن لأسرتي».
العودة لأجواء رمضان
عادت «أنهار» تحتضن أسرتها الصغيرة مرة أخرى وترعاهم وتقضي معهم شهر رمضان الذي تغيبت عنه عامين بعيدة عن «اللمة» التي اعتادت عليها، معبرة عن ندمها الشديد من اللجوء لهذه الطريقة لتحقيق ربح: «مرض جوزي وتعب بنتي وظروفي الصعبة هي اللي خلتني أعمل كده بس الحمد لله إني خرجت وبدأت من تاني».