«حواس» عن مفاجآت كشف المدينة المفقودة: «نفرتيتي حكمت مصر»

«حواس» عن مفاجآت كشف المدينة المفقودة: «نفرتيتي حكمت مصر»
قال الدكتور زاهي حواس، عالم الآثار ورئيس البعثة الأثرية العاملة بالبر الغربي بمحافظة الأقصر التابعة لمكتبة الإسكندرية، إن كشف مدينة صعود آتون والتي رفع عنه النقاب اليوم، هو كشف مذهل بكل المقاييس وكان مفاجأة لنا، حيث كان الغرض من التنقيب البحث عن معابد توت عنخ آمون، فكانت المفاجأة مدينة سكنية كاملة ستقلب موازيين التاريخ، وسنثبت من خلالها أن نفرتيتي حكمت مصر، وأنها حين حكمت غيرت اسمها ليصبح اسمها «سمنخا رع» لذا لم يعرف أحد أنها تولت الحكم.
وعن ما وجد بالمدينة، أضاف حواس، أن المدينة كانت مسؤولة عن توريد كل ما يخص البناء بمعبد «أمنحتب الثالث» بالبر الغربي، لذا وجدنا مصنع قوالب الطوب اللبن، ووجدنا عشر قوالب لعمل التمائم والتماثيل، وعثرنا على المنطقة المخصصة لتوريد اللحم طازجا للمعبد؛ ليقدم كقرابين للآلهة.
وأشار إلى أنه تم العثور على إناء يحتوي على جالونين من اللحم المجفف أو المسلوق حوالي 10 كجم ويحمل نقوش قيمة يمكن قراءتها: «السنة 37، لحوم مسلوقة لعيد حب سد الثالث من جزارة حظيرة (خع) التي صنعها الجزار إيوي»، كما وجدنا خواتم خاصة بالملكة تي وسمكة ذهبية.
وعن سبب تسميتها بالمدينة الذهبية المفقودة، أوضح أنها مفقودة لأنها لم يرد ذكرها من قبل، وذهبية لأنها كشف عالمي لملوك مصر في العصر الذهبي، حيث أسسها أحد أعظم حكام مصر وهو الملك «أمنحتب الثالث» الملك التاسع من الأسرة الثامنة عشر، الذي حكم مصر من عام 1391 حتى 1353 ق.م. وشاركه ابنه ووريث العرش المستقبلي أمنحتب الرابع «أخناتون» آخر 8 سنوات من عهده.
وأضاف حواس، أن هذه المدينة هي أكبر مستوطنة إدارية وصناعية في عصر الإمبراطورية المصرية على الضفة الغربية للأقصر، حيث عُثر بالمدينة على منازل يصل ارتفاع بعض جدرانها إلى نحو 3 أمتار، ومقسمة إلى شوارع.
ولفت إلى أنه تم اكتشاف جزء من المدينة يمتد غربًا، بينما يعد دير المدينة جزء من مدينتنا.
وبدأت أعمال التنقيب في سبتمبر 2020، وفي غضون أسابيع، بدأت تشكيلات من الطوب اللبن بالظهور في جميع الاتجاهات، وكانت دهشة البعثة الكبيرة، حينما اكتشفت أن الموقع هو مدينة كبيرة في حالة جيدة من الحفظ، بجدران شبه مكتملة، وغرف مليئة بأدوات الحياة اليومية، وقد بقيت الطبقات الأثرية على حالها منذ آلاف السنين، وتركها السكان القدماء كما لو كانت بالأمس.
كما عثرت البعثة أيضًا على نص منقوش على طبعة ختم يقرأ: «جم با أتون» أي مقاطعة أتون الساطع، وهذا اسم معبد قد بناه الملك أخناتون بالكرنك.
كما تم الكشف عن مقبرة كبيرة لم يتم تحديد مداها بعد، واكتشفت البعثة مجموعة من المقابر المنحوتة في الصخور بأحجام مختلفة والتي يمكن الوصول إليها من خلال سلالم منحوتة في الصخر، وهناك سمة مشتركة لبناء المقابر في وادي الملوك ووادي النبلاء، ومازال العمل جار وتتوقع البعثة الكشف عن مقابر لم تمسها يد مليئة بالكنوز.