صورة وأكشن.. رشدي أباظة معتكف بـ«طاقية وجلباب»: نهاية زمن الدنجوان

كتب: دينا عبدالخالق

صورة وأكشن.. رشدي أباظة معتكف بـ«طاقية وجلباب»: نهاية زمن الدنجوان

صورة وأكشن.. رشدي أباظة معتكف بـ«طاقية وجلباب»: نهاية زمن الدنجوان

ملامحه الوسيمة التي مزجت بين الأصول المصرية، والشركسية التي يرجح أن عائلة الأباظية تنتمي لها، والإيطالية نسبة لأسرة والدته، وعضلاته المفتولة، وحديثه المنمق الذي يجيد فيه عدة لغات أجنبية، وضحكته الرنانة المميزة، جعلته يخطف قلوب النساء بسحره المعروف، وخاصة النجمات ليشتعل لهيب الغيرة بالوسط الفني في القرن الماضي، ويستحق عن جدارة لقب «الدون جوان».

رغم شهرتهم الواسعة، لكن توجد الكثير من التفاصيل عنهم ما زالت مدفونة لا يعرفها العديدون، تؤرخ لفترة من حياتهم وتمثل منعطفا مهما بها، لذلك تغوص «الوطن» بين بحور ذكريات المشاهير من النجوم والساسة، في سلسلتها «صورة وأكشن»، لعرض حكايات غير متداولة عنهم.

 

دنجوان السينما المصرية

حصد الفنان الراحل رشدي أباظة شهرة واسعة منذ ميلاده، في 3 أغسطس 1926، كونه ينتمي لعائلة الأباظية الثرية المعروفة، وازدادت بمصر والعالم العربي بعد دخوله لعالم السينما عام 1948، واستمرت حتى بعد  وفاته في يوليو 1980 بعد صراع مع سرطان الدماغ.

بعد أن شاهده المخرج كمال بركات، يلعب البلياردو في أحد الكازينوهات، لاحظ حضوره القوي وجاذبيته الملفتة، ليدخله السينما عبر فيلم «المليونيرة الصغيرة» مع الممثلة فاتن حمامة، عام 1948، ليبدأ رحلته الفنية، ويشارك في أعمال، منها «الشياطين الثلاثة، وامرأة على الطريق، وشيء في صدري، وأريد حلا، وصراع في النيل، وتمر حنة، والزوجة الـ13، والرجل الثاني، وصغيرة على الحب»، ليخطو خطوات غير مكتملة نحو السينما العالمية.

بينما كانت آخر أعماله فيلم «سأعود بلا دموع»، ثم اشترك بفيلم «الأقوياء»، الذي توفي أثناء تصويره، ليترك خلفه إرثا فنيا ضخما، يتجاوز 100 فيلم.

اشتهر رشدي أباظة بوسامته الساحرة وعلاقاته الغرامية المتعددة، حيث تزوج نحو تزوج خمس مرات، منها زواجه بالراقصة تحية كاريوكا في 1952، والفنانة الأمريكية «باربرا» وهي والدة طفلته الوحيدة «قسمت»، وبعدها تزوج في 1962، بالفنانة سامية جمال واستمر زواجهما نحو 18 عاما، تزوج خلالهم بالفنانة اللبنانية صباح.

 

صورته أثناء قراءة القرآن

أصيب الفنان الشهير بسرطان الدماغ قبل فترة وجيزة من وفاته، ما تسبب في إنهاكه وتركه للبدلة الرسمية التي كان يحرص على الظهور بها، ويستبدلها بالجلباب المصري و«الطاقية»، ويتجه للاعتكاف بالمنزل أحيانا، لقراءة القرآن والدعاء.

تلك الملامح الغريبة للدنجوان الراحل، لم يجر تداولها على نطاق واسع بين الجمهور، الذي ما زال يحتفظ في ذاكرته بملامحه الشابة ووسامته وهندامه المعروف وصورته وهو يضحك عاليا بصوت مميز كما ظهر بـ«صغيرة على الحب» و«الزوجة الـ13» و«تمر حنة»، بينما التقطت صورة نادرة له قبل وفاته بفترة، وهو يقرأ القرآن في مصحف يحمله بيده، وهو يجلس في منزله مرتديا الجلباب و«الطاقية»، قبل أن يرحل عن العالم في 1980، ويواري جثمانه الثرى في قبره الذي شيده على نفقته الخاصة، بنزلة السمان، بعيدا عن مقابر الأسرة الأباظية، حيث تعالت أصوات بكاء وحزن الجمهور والفنانين على وفاته.

وكان للدنجوان الراحل وصية غريبة، لم يتم الكشف عنها سوى بعد فترة كبيرة من وفاته، وتحدث عنها الماكيير محمد عشوب، خلال مشاركته بإحدى حلقات برنامج «القاهرة اليوم»، وهي طلبه بوضع نبات الحناء أعلى قبره بعد رحيله، حيث قال «عشوب» إن أباظة كان يعتقد أن الحناء تسرّع من مراحل تحلل جسد المتوفى، مضيفا: «حضرنا تغسيله أنا والمرحوم عجم عبدالرحمن دنجل صديقه، واللي وصاه وقاله قبل ما يموت علطول لما أموت افرشلي قبري بالحناء، هو كان من وجهة نظره أن الحناء بتحلل الجثة بسرعة شديدة جدًا لأنها سخنة فبتحلل الجثة، كأنه قال لنفسه مش عايز أقعد وجتي تعفن أنا عايز أبقى فجأة هيكل عظمي».

 

 


مواضيع متعلقة