جوامعنا.. مسجد الطابية بأسوان: عندما تنظر إلى التاريخ من مكان مرتفع
جوامعنا.. مسجد الطابية بأسوان: عندما تنظر إلى التاريخ من مكان مرتفع
هو أحد أهم المساجد في محافظة أسوان، كونه على منطقة مرتفعة في قلب مدينة أسوان، يراها الزوار من على مسافات بعيدة، هو مسجد «بدر» بمنطقة الطابية الذي يسميه العامة مسجد الطابية فهو أحد أهم المساجد التاريخية في مدينة أسوان، والمحاط بمجموعة من الحدائق الموجودة بارتفاعات مختلفة، تحتوي على مجموعة من الأشجار الكبيرة خرجت من بين الصخور سواء أشجار الظل أو الأشجار المثمرة المثمرة كالنبق وغيرها.
اشتهر مسجد بدر بـمنطقة الطابية نظراً للمنطقة التي شيد عليها المسجد فقد كانت في القرن الـ19 الميلادي في عهد محمد علي باشا مقراً لأول كلية حربية في مصر، وتم الاهتمام بالمنطقة في عهد الرئيسين جمال عبد الناصر الذي بدأ البناء فيه وانتهي في عهد السادات، ولا يزال الاهتمام به مستمرًا حتى أنه أصبح خلال الفترة الماضية مزارًا سياحيًا للزوار الأجانب والسياح من شتى بقاع العالم، بالإضافة لكونه مسجداً كبيراً قبل انتشار فيروس كورونا المسجد، يأوي إليه أهالي أسوان لإقامة المناسبات خاصة عقد القران وإشهار الزواج بداخله لما يتمتع به المسجد من ساحات كبيرة خارجه وهو يقع فى قلب مدينة أسوان.
يقول الدكتور عبدالله منصور السلواوي إمام وخطيب مسجد كيما الكبير بمدينة أسوان وهو أحد الذين صعدوا منبر مسجد الطابية، إن المسجد يُعد واحداً من أهم مساجد المحافظة الجنوبية، ويزوره الرؤساء والزعماء والوزراء وكذلك كبار المشايخ في مصر نظراً لما يحويه من أهمية تاريخية ومساحة جغرافية كبيرة ومميزة، حيث يقع بحي غرب مدينة أسوان، كما أن العديد من أبناء القبائل بأسوان يقبلون عليه بإقامة بعض المناسبات الخاصة بهم، كما هو الحال في إقامة المناسبات الدينية والاحتفالات الإسلامية.
كان مسجد الطابية قبل سنوات يقام فيه الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ومن حوله تشيد السرادقات الخاصة بالطرق الصوفية أثناء الاحتفالات، وأصبح منذ فترة مقصداً سياحيا يزوره الأجانب للتعرف على الطراز المعماري الإسلامي وفيه يتم معرفة هلال شهر رمضان المعظم نظراً لموقعه المرتفع عن سطح الأرض.
ويضيف السلواوي: «مسجد الطابية مبني على الطراز المملوكي بمساحة تصل لحوالي الـ700 متر مربع بخلاف مساحة الحدائق الشاسعة وللمسجد عدة أبواب رئيسية على الجوانب الأربعة الشرقية والغربية والشمالية والجنوبية بالإضافة لمدخل كبير للسيارات، وبه مظلات في مداخله الرئيسية ترتكز على أعمدة دائرية عالية فوقها عقود مدببة تشبه حدوة الفرس، ومن الداخل أعمدة موزعة في تناسق معماري مميز يبلغ عددها 24 عمودًا مزينة بحليات كثيرة الزخارف تحمل فوقها القبة الضخمة المميزة التى تتوسط صالة الصلاة، كما أن السقف تتدلى منه مشكاوات زجاجية عليها كتابات قرآنية بالخط الكوفي».
وتابع: «المحراب الموجود في جدار القبلة صنع من الرخام المعشق بألوانه المتنوعة المتجانسة، وبجانبه المنبر الخشبى ذو القبة الجميلة المليء بالزخارف الهندسية على شاكلة المنابر الأثرية في العصور السابقة، وعلى جانبي المسجد اثنين من المآذن كتبت عليهم كلمات من نوع الخط الكوفي المربع باستخدام قوالب الطوب الأحمر بوضعيات مختلفة، كما أن العناصر المعمارية للمئذنة تشترك مع القباب الفاطمية يتمثل ذلك بوجه خاص في وجود المخروط الركني بجبانة أسوان الفاطمية».
