كلمة وزير السياحة خلال احتفالية موكب المومياوات الملكية بالمتحف القومي

كلمة وزير السياحة خلال احتفالية موكب المومياوات الملكية بالمتحف القومي
تنشر «الوطن» نص كلمة وزير السياحة خلال احتفالية موكب المومياوات الملكية بالمتحف القومي، والتي جاءت كالتالي:
فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، السيدات والسادة ضيوف مصر، والملايين من محبي الحضارة المصرية متابعي الفعالية في مصر وكل دول العالم..
الفيلم لم يعرض إلا جزءًا بسيطا من إنجازات الدولة خلال السنوات القليلة الماضية في مجال الآثار والمتاحف، التي استطاعت مصر خلالها إنشاء وتطوير أكثر من 20 متحفا، وترميم وتطوير أكثر من 100 مبنى وموقع أثري من مختلف العصور بكل أنحاء الجمهورية، وتقدم العمل بشكل ملحوظ بمشروع المتحف المصري الكبير الذي أوشك على الانتهاء، وزاد عدد البعثات الأثرية المصرية إلى أكثر من 80 بعثة استطاعت تحقيق اكتشافات أثرية هامة. وطبعا وراء كل هذا العمل جنود مجهولين: هم جيل استثنائي من الآثاريين والمرممين والخبراء المصريين.
وأود أن أنوه إلى أن الفترة القادمة – بمشيئة الله – ستشهد توالي عدد من الافتتاحات الهامة، حيث انتهينا من تجهيز متحف عواصم مصر (بنسبة 100٪)، ويجرى العمل حاليا في المراحل النهائية في مشروع ترميم قصر محمد علي بشبرا، طريق الكباش بالأقصر، المتحف اليوناني الروماني بالأسكندرية، إلى جانب الإعداد للاحتفالية الكبرى التي ستقام بمناسبة افتتاح المتحف المصري الكبير، التي يشارك فيها شخصيات مصرية فنية وثقافية ورياضية بارزة، وشخصيات ومشاهير عالميين، وسيتم. توجيه الدعوة لقادة دول العالم.
فخامة الرئيس، اسمحوا لي أن أتوجه في بداية الفعالية بخالص الشكر لسيادتكم للدعم غير المسبوق لملف الآثار والمتاحف:
- المتابعة الشخصية لكل ملفات ومشروعات الآثار.
- الدعم المالى الضخم الذي مكننا من إنجاز كل المشروعات بعد توقف 2011.
- تبني فخامتكم لفكرة تنظيم موكب المومياوات، عندما عرضتها على سيادتكم عام 2019، والتوجيه بأهمية إظهار الموكب بشكل يليق بعظمة الأجداد، وتوجيه الحكومة لتطوير القاهرة وكل نقاط خط سير الموكب.
- والأهم، هو تشريف سيادتكم شخصيا حدث اليوم الحضاري – التوعوي– السياحي الفريد، الذي لم يحدث مثله ولن يتكرر، والذي يؤكد ان الدولة المصرية تضع حضارتنا واثارنا على راس أولوياتها، وتفخر بأجدادنا الذين سجلوا التاريخ، وبحضارتنا العظيمة.
الأيام الماضية، لا صوت يعلو فوق صوت الموكب: حديث الشارع في مصر والعالم.
وخير دليل على ذلك،هو تغطية الفعالية من خلال 200 إعلامى أجنبى من 30 دولة، و200 إعلامى مصري وعربي، وكبرى القنوات الأجنبية وجميع القنوات المصرية.
وكلي ثقة أن هذه الفعالية سيكون لها مردود إيجابي للترويج لمصر سياحيا، ولزيادة الوعي الأثري والسياحي لدى أبنائنا، وترسيخ الانتماء وارتباطهم بحضارتنا.
ويلعب دور البطولة في فعالية اليوم أربعة أركان:
1- البطل الأساسي هو المومياوات الملكية: 22 مومياء لملوك وملكات مصر العظام (يقود الموكب سقنن رع – الدولة الحديثة)، حيث يقومون بالرحلة الأخيرة، وتم تجهيزهم والاعداد لنقلهم بطريقة علمية آمنة ولائقة.
الرحلات السابقة: نقلهم بعد دفنهم للحفاظ عليهم في خبيئتين – 3000 سنة حتى اكتشاف الخبيئتين – نقلهم معظمهم للقاهرة نهاية القرن 19 بولاق – الجيزة – متحف التحرير – ضريح سعد زغلول في الـ1931 الى 1936 – متحف التحرير.
2- البطل الثاني الذي نحتفل به اليوم: المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، أولى عواصم مصر وأفريقيا الإسلامية، وجزء من منطقة القاهرة التاريخية المسجلة كموقع تراث عالمي على قائمة اليونسكو.
والمتحف بدأت فكرة إنشائه من خلال اتفاقية موقعة مع اليونسكو عام 1983، وتم وضع حجر الأساس في هذا الموقع العبقري في نوفمبر 2002، توقف العمل عام 2011، وتم افتتاح قاعة العرض المؤقت فبراير 2017 بحضور مدير اليونسكو.
ومتحف الحضارة هو مجمع ثقافي متكامل والوحيد من نوعه في الشرق الأوسط، على مساحة 135 الف متر مربع.
أتوجه بالشكر لأصحاب فكرة انشاء المتحف وكل من شارك في تنفيذه، وزميلاتي وزملائي العاملين به على عشقهم لهذا الصرح الثقافي وتفانيهم في العمل، ولجنة السناريو المصرية التي أشرفت على العرض المتحفي. كما أشكر الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وجهاز المخابرات العامة لإشرافهم على العمل بالمشروع ليخرج بهذة الروعة.
واليوم تفضل فخامة الرئيس بافتتاح القاعة المركزية الكبرى وقاعة المومياوات الملكية.
والقاعة المركزية، هي من أجمل القاعات، بتحكي تاريخ مصر من عصور ما قبل التاريخ وحتى اليوم، مفتوحة للزيارة من صباح الغد.
قاعة المومياوات الملكية مجهزة بأحدث أساليب العرض المتحفي ومصممة خصيصاً للحفاظ على المومياوات وعرضهم بالطريقة التي تليق بمكانتهم. والقاعة جاهزة تماما، حيث تم نقل للمتحف مسبقا 12 تابوتا و150 قطعة أثرية مرتبطة بالمومياوات، ولكن سنحتاج أسبوعين لتجهيز المومياوات قبل عرضها أمام الجمهور، إن شاء الله في يوم التراث العالمي 18 أبريل القادم.
3- البطل الثالث: المتحف المصري بالتحرير، الذي يبهر العالم من 1902، الذي يتم العمل الآن على تطويره بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي – المتحف لن يموت.
4- البطل الأكبر الذي يحتضن الجميع اليوم: القاهرة الجميلة التي ازدادت جمالاً وبهاء لتطل اليوم على العالم بشكل مبهر، ساهم فيه موكب المومياوات، بعد تطوير نقاط السير وبالأخص متحف وميدان التحرير، ومنطقتي مجرى العيون وعين الصيرة، تحت اشراف شخصي وبشكل يومي من دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، إلى كان يتابع شخصيا وميدانيا، حتى امس، ادق تفاصيل فعالية اليوم.
وأخيرا وليس آخرا، أتوجه بكل الشكر لكل زملائي بالحكومة وكل جهات الدولة التي شاركت في أعمال التطوير وإخراج هذه الفعاليات إلى النور. كما أتوجه بالشكر إلى الشركة المصرية المنفذة للفعالية ولكل المشاركين والمتطوعين الذين شاركوا في هذا الحدث الفريد.
ومن هنا نؤكد للعالم أننا مدركون تماما لقيمة إرثنا الحضاري الفريد، ونحترمه ونصونه، ولن ندخر جهدا أو وسيلة للحفاظ عليه للأجيال القادمة من البشرية.
وأتمنى لحضراتكم الاستمتاع بهذا الحدث التاريخي: الموكب الذهبي للمومياوات الملكية.