«عم إبراهيم» تطوع بالعمل بعد المعاش حبا في الوطن: كفاح لآخر نفس

01:53 م | الثلاثاء 30 مارس 2021

لم يمنعه تقدمه في السن وخروجه إلى المعاش منذ 9 سنوات من مواصلة عمله التطوعي في وزارة الصحة، ليصبح «أيقونة»، العمل الخيري الخاص بالوزارة في محافظة كفر الشيخ.

يستيقظ« عم إبراهيم عمران»، البالغ من العمر 69 عاماً، في الخامسة صباحاً، يصلي الفجر ويتناول إفطاره، ثم يذهب إلى الوحدة الصحية بقرية «قبريط»، التابعة لمركز فوه في محافظة كفر الشيخ، يفتح أبوابها وينظفها كما كان قبل خروجه للمعاش.

يستقبل «عم إبراهيم عمران»، الأطباء والتمريض والعاملين بابتسامة كل صباح، كما كان الحال قبل خروجه للمعاش، ومع بدء حملة تطعيم شلل الأطفال، يحرص على المشاركة مع الفرق الطبية، يستقل أي وسيلة مواصلات للتنقل وفريقه بين القرى المختلفة حباً في الوطن ومن منطلق مسؤوليته المجتمعية.

دراية «عم إبراهيم عمران»، بالمدقات والقرى والحواري والعزب، جعلته أشهر فرد في محافظة كفر الشيخ وبين أهله في حملة تطعيم شلل الأطفال وخاصة بعد التقاط صورة له مستقلاً « تروسيكل»: «بشارك حباً في الوطن وفي الرئيس عبد الفتاح السيسي بدون أي أجر، أنا قولت لنفسي هفضل اشتغل لحد ما أموت لأن البلد دي تستحق مننا كتير، والحمد لله باخد معاش 1300 جنيه بعد ماخرجت ودول كويسين أوي، وبروح مع الفرق الطبية علشان مش عارفين القرى ولا العزب»، هكذا يلخص حكايته.

لم يعارض أبناؤه الـ4 عمله التطوعي، فالرجل الذي اقترب من سن الـ70 زوج أولاده ووهب صحته ووقته للعمل الخيري والتطوعي:« جوزت عيالي ومبقاش فيه غير أني أشارك في العمل التطوعي لأجل البلد، بنظف الوحدة الصحية، وبعمل كل حاجة وهبت صحتي ووقتي للشغل متطوعاً وأرفض تقاضي أي أجر، أنا بالنسبة لأهلي بقيت رمز في العمل ده، فمينفعش اتخلى عن البلد خاصة في ظرف كورونا ده، لازم كلنا نساعد ونقف جنب بعض، وبتمنى كل الناس اللي يقدر يقدم حاجة للبلد يعمل ده، بلدنا هتقوم بينا وبجهودنا».

لا يتمنى « عم إبراهيم عمران»، سوى الستر ودوام الصحة: «أنا كل أمنيتي في الحياة الستر ودوام الصحة من ربنا، واقدر أكمل مسيرتي التطوعية لحد ما أقابل وجه كريم، وعاوز البلد دي تكون أحسن بلد في الدنيا، ولازم يكون دا هدف كل المواطنين، اللي يقدر يقدم خدمات تطوعية ميتاخرش».