«الشغل يوم الإجازة» أنقذ سوداني من الموت في عقار جسر السويس

كتب: أحمد الأمير

«الشغل يوم الإجازة» أنقذ سوداني من الموت في عقار جسر السويس

«الشغل يوم الإجازة» أنقذ سوداني من الموت في عقار جسر السويس

حتى هذه اللحظة وبعد مرور ساعات من انهيار عقار جسر السويس الواقع في تقسيم عمر ابن الخطاب، يقف العديد من الأشخاص منذ الساعات الأولى من صباح اليوم السبت في مشهد حزين منتظرين خروج أصدقائهم وأقاربهم من تحت ركام المبنى بينهم مصريين وسوريين وسودانيين وأمامهم سيارات الإسعاف تهرع إلى مستشفيات السلام وعين شمس.

وهو في حالة من الذهول يتحدث محمود محمد عثمان الناجي السوداني الوحيد من المبنى بعد انهياره عن أصدقائه ويبلغ عددهم 8 أشخاص:«جئنا من السودان في فترات متقاربة زمنيًا سواء للعمل أو الدراسة في القاهرة وبيننا المتزوج والأعزب والطالب جميعهم يعملون من أجل رعاية أسرهم في بلادهم بما في ذلك الدارسون يحاولون توفير قوت يومهم ومصاريف دراستهم».

ينظر إلى ركام المبنى متمنيًا أن ينتشل أحد أصدقائه في الشقة التي سكنوا فيها عام 2018 وهو على قيد الحياة من أسفل ركام المبنى ويكمل لـ«الوطن» صديقي في الغرفة نفسها التي أعود من عملي مرهقًا لأنام فيها، كان يحدثني منذ يومين عن رائحة الموت التي نشتمّها في هذا المنزل ولا أعلم لماذا تحديدًا مصطفى من بين هؤلاء يحدثني عن الموت.

وتابع: «لقد نجوت من الموت بطريقة غريبة حيث أذهب إلى عملي في أحد مصانع الملابس بمنطقة جسر السويس يوميًا عدا يوم الجمعة وهو نفس يوم الحادثة حيث تلقيت قبلها بساعات مكالمة من مدير المصنع يخبرني بأن هناك عملية جرد نصف سنوية ويحتاجني لمدة ليلة كاملة بمقابل مالي نظير العمل في هذا الجرد، لكن صديقي تيجاني الذي يقطن بنفس الغرفة ويعمل في نفس المصنع لم يوافق على الذهاب معي إلى العمل لأنه كان مرهقًا ويعاني من آلام في ظهره.

يضيف محمود البالغ من العمر 39 عامًا والدموع في عينيه: في تمام الساعة السادسة مساء توجهت إلى عملي بمنطقة جسر السويس ونزلنا من الشقة أنا ومعي شقيقين أحدهم عبد الله والأخر حسين حيث كانا في طريقهم لشراء بعض الطلبات وودعتهم لأكمل مشواري إلى عملي.

في تمام الساعة الخامسة فجرًا عدت إلى المنطقة ووجدت سيارات الإسعاف والمطافي وسيارات الشرطة في كل مكان وتفاجئت بانهيار المبنى أمسكت هاتفي واتصلت بهم جميعًا على أمل أن يكونوا أحياء تحت الأنقاض ووجدت هاتف تيجاني مفتوحًا وحتى الساعة 9 صباحًا أغلق الهاتف ولم أتلقى استجابة.


مواضيع متعلقة