لازم تموت مكانه.. «محمود» يدفع حياته ثمنا لشهامته: أنقذ شابا من القتل

لازم تموت مكانه.. «محمود» يدفع حياته ثمنا لشهامته: أنقذ شابا من القتل
في أحد شوارع منطقة شبرا مصر، الخميس قبل الماضي، بالقرب من مسجد الخازندارة، قادت مصادفة حياة شاب يافع إلى نهايتها؛ إذ خرج محمود أسامة، 23 سنة، كعادته كل يوم مع كلبه للتنزه أمام منزل العائلة المكون من 4 طوابق، ويقف به مثل كل يوم أمام باب البيت، ثم يعيده مرة أخرى إلى الداخل، لكن ما حدث بعد ذلك لم يكن عاديا، فقد فوجىء بمشاجرة؛ 4 بلطجية يوسعون شابا بالضرب بأيديهم وبآلات حادة.
لم يجد الشاب مهربا سوى باب البيت المفتوح فدخل منه، فحاول البلطجية تعقبه، لكن «محمود» منعهم فحاولوا الاعتداء عليه لكن الكلب هاجمهم، فاضطروا للمغادرة، لكن مع تهديد «محمود» بالقتل.
محاولة صلح
في مساء اليوم ذاته، توجه «محمود» للبلطجية وعرض الصلح معهم، فأخبروه أنه ساعد شابا حطم محلا مملوكا لأحدهم على الهرب، فأخبرهم أنه يعرف أقاربه وسيتفاوض معهم لإصلاح ما أفسده، لكنهم أكدوا له أنهم سيأخذون حقهم بطريقتهم، ثم أظهروا له الموافقة على العرض.
تحكى الدكتورة صفاء، شقيقة «محمود»، ما حدث بقولها، إن شقيقها حاصل على ليسانس ألسن، لاعب كمال أجسام، معروف بالاحترام والأدب، ولذلك سلك كل الطرق الودية لتجنب المشكلات، وتحدث مع أقارب الشاب المعتدى عليه لإصلاح ما أفسده، وظن أن الأمر انتهى، لكن يبدو أن المتهمين كانوا يضمرون شيئا آخر.
لازم تموت مكانه
وأضافت «صفاء»، أن شقيقها استيقظ من نومه على صوت تكسير وتحطيم بالشارع، وعندما خرج فوجىء بالبلطجية الذين اتفق معهم على الصلح، وحاولوا التشاجر معه فمنعهم الجيران، لكنهم لم يرحلوا، فخرج «محمود» في بلكونة الطابق الأرضي، وأخبرهم أنه اتفق معهم على الصلح، فقال له أحدهم: «أنت لازم تموت مكانه».
تبكى شقيقة الضحية، قائلة: إن أحد المتهمين جذب شقيقها وأسقطه من البلكونة، ثم طعنوه أعلى فخذه فقطعت الطعنة الوريد المتصل بالقلب، ثم أوسعوه ضربا وفروا هاربين، ونقل «محمود» إلى مستشفى معهد ناصر، وأجرى عدة عمليات جراحية لكنه فارق الحياة.
قتل عمد
وناشدت «صفاء»، الأجهزة الأمنية وجهات التحقيق بالقبض على المتهمين لأنه أخلي سبيلهم، في أثناء وجود شقيقها في غرفة العناية المركزة قبل وفاته، باعتبار أن القضية مشاجرة، مشيرة إلى أن «محمود» دفع حياته ثمنا لشهامته، وقتل عمدا؛ إذ تربص له المتهمون لقتله، وهددوه بذلك عدة مرات.