ملحمة «الصوامعة» لإنقاذ ضحايا القطارين.. شباب خلية نحل وأطفال يساعدون المصابين

كتب: عبدالله مجدي

ملحمة «الصوامعة» لإنقاذ ضحايا القطارين.. شباب خلية نحل وأطفال يساعدون المصابين

ملحمة «الصوامعة» لإنقاذ ضحايا القطارين.. شباب خلية نحل وأطفال يساعدون المصابين

انتهى المصلون من أداء فريضة الجمعة، يرفعون أيديهم إلى السماء للتضرع إلى الله، يترامى إلى مسامعهم أصوات استغاثات، وطلب النجدة والعون، ليتحرك الجميع للبحث عن المشكلة، ليتفاجأ سكان قرية نجوع الصوامعة غرب التابعة لمركز طهطا بمحافظة سوهاج، بحادث اصطدام قطارين بالقرب من القرية، وسط عدد كبير من الجرحى والمصابين.

لفترة طويلة تجاوزت الـ6 ساعات، ظل الرجل الأربعيني حسام ناصر سليمان، يحاول رفقة كل رجال وشباب القرية، لإنقاذ الضحايا وإسعاف المصابين في الحادث، «شفنا حوالي 4 أو 5 عربات من القطار مقلوبين في الأرض، والناس جوا بتصرخ، فحاولنا نخرجهم».

سليمان: الرجال والشباب والأطفال بيساعدوا المصابين

تعددت المهام التي قام بها رجال القرية، فظلت النساء فقط في المنازل، ويحاول الرجال إخراج المصابين، والأطفال يجلبون المياه والملابس من المنازل إلى موقع الحادث، ويسهم الشباب في نقل المصابين إلى سيارات الإسعاف، ويساعد في أن يجد الأشخاص المفقودين الذين يبحث عنهم ذويهم.

حالة يرثى لها وجد عليها «سليمان» ورجال القرية ركاب ذلك الحادث، الذي خلف ما يقرب من 32 حالة وفاة و165 مصابا، فبعض الركاب ظلوا عالقين بين المقاعد، وآخرين عاجزين عن الحركة ينزفون الدماء من مناطق متفرقة في أجسادهم، «كنا بنجيب معدات عشان نعرف نخرج الناس دي، مطرقة عشان نكسر الحديد، أو الات تانية عشان نساعدهم يخرجوا».

مشاهد صعبة

وتظل المشاهد الأصعب التي عاشها سكان القرية، التي يبلغ عدد سكانها 12.299 نسمة، وفقا لإحصاء التعداد السكاني في عام 2006، أنهم وجدوا بعض الركاب تشوهت أجسادهم، أو بعض أعضائهم مبتورة بفعل الارتطام القوي، «شكل الناس كان صعب قوي، مش أي حد يقدر يتحمله، بس كان لازم نحاول نخرجهم، ومينفعش نسيبهم أكثر من كدة».

لم تنته مهمة أهل القرية تجاه الحادث بإخراج جميع المصابين والجثث، فتوجهوا إلى المستشفيات للتبرع بالدم، للحد من الحالات الخطرة للمصابين، «دي أصعب حادثة قطار شفناها في حياتنا، وبنشوف لو حد من المصابين محتاج أي حاجة بنحاول نعملها له».


مواضيع متعلقة