«مش مجرد كتاب».. «قصر الزعفران» يخلد فصولا تاريخية في ذاكرة الأمة

«مش مجرد كتاب».. «قصر الزعفران» يخلد فصولا تاريخية في ذاكرة الأمة
- قصر الزعفران
- قصر الزعفران جامعة عين شمس
- جامعة عين شمس
- التعليم العالي
- وزارة التعليم العالي
- قصر الزعفران
- قصر الزعفران جامعة عين شمس
- جامعة عين شمس
- التعليم العالي
- وزارة التعليم العالي
قال الدكتور ممدوح محمد الدماطي، أستاذ علم المصريات بقسم الآثار كلية الآداب جامعة عين شمس، إن كتاب «عبق التاريخ واستشراق المستقبل» يحمل بين ثنايا صفحاته حقيقة قصر الزعفران، وتاريخه والأحداث التي شهدها، وذلك بعد البحث في الوثائق والمراجع التي تناولته لمعرفة حقيقته، بخاصة وأنه كان شاهداً على الكثير من المراحل المهمة في تاريخ مصر الحديث.
ارتبط اسمه بالخديو إسماعيل.. رغم الاختلاف على نشأنه
وأضاف الدماطي، في سياق تحليله لفصول الكتاب ومحتوياته: «يستقبل زائر جامعة عين شمس قصرا مهيبا يعد تحفة معمارية فخمة، شاهداً على زمانه وعلى كل ما مر به من أحداث تاريخية، شاهداً على مراحل مهمة في تاريخ مصر اسقبلت تقلبات السياسة والمجتمع ومراحل من العلم والفن، إنه قصر الزعفران الذي ارتبط اسمه بالخديو إسماعيل، ومع ذلك لم تتفق على نشأته وبنائه المراجع، بل تواتر عن قصر الزعفران وتاريخه الكثير من القصص، مرتبطة بتعمير حي العباسية ومرتبطة بسيرة الخديو إسماعيل».
فرصة لمساعدة باحثي الثقافة والتراث
ولفت إلى أن الكتاب يعد «سيرة قصر»، تجمع ما يتعلق بالقصر من تواريخ وأحداث، وعلى ما جرى الاستعانة به من معلومات من سجلات «الدائرة السنية»، موضحاً أن الكتاب سوف يسهم في مساعدة المتخصصين في مجال الآثار وغير المتخصصين من المهتمين بالثقافة والتراث، حيث جرى الجمع بين الأسلوب العلمي الأكاديمي في تحليل الوثائق والاستشهاد بالمراجع العلمية و الخرائط، واتباع أسلوب ميسر في توصيل المعلومة والتعليم من خلال الصورة مع الإيضاح من خلال وضع تعليق ميسر، إضافة إلى توثيق أول فعالية شهدها القصر بمعلومة تاريخية.
في البداية، تناول فصل «البدايات ونشأة العباسية»، الارتباط الوثيق الذي جمع بين قصر الزعفران والعباسية، وورد في الكتاب عددا من النصوص الخطابات حول العباسية، ومع تعمير إسماعيل باشا للعباسية بنى لنفسه قصراً فخماً لإقامته عرف بـ«سراي الجبل»، ثم بنى قصراً آخر لإقامة والدته خوشيار هانم، إلا أنه لم يكتف بذلك فنجده يهبها عدة قصور بالعباسية، بحسب الدماطي.
يقول الدماطي، إن الكتاب تناول في فصل «قصر الزعفران الجديد» من 1901-1950، عددا من الموضوعات المهمة، ففي عام 1901 كان قضر الزعفران القديم قد أزيل وبني في موقعه القصر الحالي وكان قصر الزعفران الملحق ما زال قائما، واستمر مرتبطاُ بعد ذلك بالقصر الحالي، حتى أزيل في منتصف الستينات، حيث إذا ذكر اسم الزعفران كان يُقصد القصران معاُ.
يروي حماد، إن القصر مر بمراحل عدة، أولها تمثل في إقامة أرملتي الخديوي إسماعيل، الأميرتان جنانيار هانم و جشم آفت هانم، بدءاً من عام 1902 حتى توفيت جشم آفت هانم في نوفمبر 1907، ثم جنانيار هانم في ديسمبر 1912. وفي عام 1912 رأت الحكومة المصرية، أن تنشئ مدرسة ثانوية جديدة بالقاهرة واستأذنت السلطان أحمد فؤاد، في أن يسمح بإحلال المدرسة في قصر الزعفران بالعباسية فوافق.
كان مقرا لأول جامعة مصرية
قصر الزعفران كان مقراً للجامعة المصرية، فعندما أنشئت الجامعة المصرية بوصفها جامعة أهلية في أول أمرها عام 1908 اتخذت من قصر «الخواجه نستور» المعروف بقصر جانكليس مقراً لها و هو المقر الحالي للجامعة الأمريكية بالتحرير، وذلك مقابل إيجار سنوي لم تتحمله الجامعة فانتقلت الجامعة إلى قصر محمد صدقي باشا بالفلكي بإيجار سنوي جديد، فبعد أن وافق الملك فؤاد الأول على رأي حكومة أحمد زيوار باشا الثانية ببيع قصر الزعفران بالبدل للحكومة ليخصص مقراص للجامعة المصرية، أصدر وقتها مرسوماً بإنشاء الجامعة المصرية و تنظيمها.
شاهد على أحداث تاريخية
وشهد قصر الزعفران عددا من المناسبات الهامة والتاريخية بين حوائطه، ولعل أبرزها زيارة الملك عبدالعزيز آل سعود، التاريخية لمصر عام 1946، وزيارته للقصر التاريخية، وتحدثت الصحف وقتها عن الزيارة واستعداد قصر الزعفران لاستقبال الملك عبدالعزيز. كما استضاف قصر الزعفران، اجتماعات ميثاق جامعة الدول العربية في الفترة من 19-22 مارس 1945، وذلك في عهد حكومة محمود فهمي النقراشي باشا رئيس الوزراء.