من أوائل دفعته.. قصة كفاح طالب بدأت بمصنع رخام وانتهت بمحل حلويات

من أوائل دفعته.. قصة كفاح طالب بدأت بمصنع رخام وانتهت بمحل حلويات
«السعي وراء الرزق من شيم العظماء، فلا عيب في العمل أي كان نوعه»، من تلك الكلمات اتخذ عبدالرحمن أبوالعلا 26 سنة، من محافظة القليوبية منهجا له، حيث قرر أن يعمل حتي يضمن لنفسه الاستقرار والأمان، دون النظر إلي طبيعة ذلك العمل.
رغم كونه من أوائل دفعته في كلية الحقوق جامعة بنها، إلا أنه لم يحظَ بالتعيين حتى قرر أن يترك مجال المحاماة والتفرغ فقط للعمل من أجل كسب المال: «خلصت الجامعة وبعدها فترة التجنيد، واشتغلت كل حاجة علشان أجيب فلوس، وأقدر أكون نفسي، لأن الظروف صعبة والشغل كمان صعب».
كفاح وشقاء
قرر الشاب أن يعمل في أحد مصانع الرخام، وعلى الرغم من كون هذا العمل شاقا عليه، إلا أنه دخل في تحدٍ مع ذاته، كي يثبت قدرته على العمل أي كان نوعه: «اشتغلت في مصنع رخام، وعامل يومية، وكنت بشيل الرخام بإيدي، لو المعدات ما جتش، لكن بعد فترة سيبت الشغل، مش علشان تعبت، لكن علشان ظروف الشغل كانت صعبة شوية خصوصا إننا كنا بنشتغل في سيناء».
ترك الشاب تلك المهنة الشاقة، وذهب للعمل في أحد الفنادق، ولم يشعر يوما بإهانة في عمله، وذلك لأنه يسير بمبدأ خاص به، وهو أن العمل لا عيب فيه طالما يحقق النتائج المرجوة منه: «في مجال دراستي قدمت طبعا في كذا حاجه، لكن ما كنش فيه نصيب، فقررت أسيب الفندق واشتغل في الأمن، لكن المرتب كان قليلا وساعات العمل طويلة، كنت بشتغل 12 ساعة، والمقابل ما كنش بيكفي حاجة، قولت اشتغل في مجال تاني يمكن ربنا يكرمني، وفعلا اشتغلت في محل حلويات».
فكرة صناعة الحلويات استهوت قلب الشاب، وقرر أن يتخذها مهنة له، وبالفعل استعان بصديق، واقترض من أخيه مبلغا ماليا كي يقوم بشراء المعدات اللازمة لصناعة الحلويات الشرقية: «واحد صاحبي، قال لي في عدة بتتباع، تعالى نشتريها، وما كنش معايا فلوس وقتها، وأخويا ساعدني».
ساعد غيره في تحقيق الربح
بعدما قام بشراء معدات تجهيز الحلويات، قرر مساعدة الشباب في الحصول علي حلويات وبيعها وبعد ذلك يسددوا له ثمنها: «تعبت كتير علشان أحقق حلمي ويبقي ليا مشروع خاص، وتعبي ده خلاني حاسس بتعب الشباب وعلشان كده بساعدهم».