الأم المثالية في دمياط.. حاربت السرطان وتخرجت من الجامعة مع ابنها

كتب: سهاد الخضري

الأم المثالية في دمياط.. حاربت السرطان وتخرجت من الجامعة مع ابنها

الأم المثالية في دمياط.. حاربت السرطان وتخرجت من الجامعة مع ابنها

بينما تواجه مرض السرطان اللعين الذي تحارب من أجل مقاومته، وتجري جلسات العلاج الكيماوي والإشعاعي، وتوصي زوجها على الأبناء، كان للقدر كلمة أخرى، حيث خطف الموت زوجها، تاركًا لها 3 أبناء تعمل على تربيتهم مع محاربة مرضها، لتنتصر على ظروفها ومرضها، وتقرر كذلك دخول الجامعة والتخرج مع أبنائها، لتتوج تلك الرحلة بأن تصبح الأم المثالية في محافظة دمياط لعام 2021، وتكرمها وزارة التضامن الاجتماعي.

«كل الأمهات مثاليات ، فجميعهن بذلن التعب و المشقة من أجل أبنائهن متابعة كل أم مصرية هي أم مثالية فكل بيت فيه حكاية مختلفة»، كلماتٌ بدأت بها نادية حمودة حديثها مع الـ«الوطن» عقب تكريمها من وزيرة التضامن الاجتماعي، لتواصل في سرد حكايتها قائلة: «زوجي، الذي كان يعمل أويمجي، توفي عام 2015 بينما كنت أواجه مرض السرطان الشرس الذي أصبت 2010، و كنت أجري جلسات العلاج الإشعاعي والكيماوي وكانت حالتي النفسية سيئة للغاية، وأوصيت زوجي على الأبناء، لكن شاء القدر أن يموت هو فجأة في وقت لم يكن يشكو من مرض ليسترد الله وديعته»، لتجد نفسها فجأة في مواجهة مرضها ومسؤولية أبنائها، وكأن التحدي الذي وضعت فيه منحها قوةً خاصةً تغلبت بها على المرض من اجل أبنائها.

واصلت الأم المثالية بدمياط: «أنا أم لثلاثة شباب، الكبير مهندس مدني والأوسط مهندس ديكور يؤدي خدمته العسكرية حاليا في سيناء، أما الأخير فيدرس في كلية حقوق إنجليزي»، وعلى الرغم من مسؤولية أبنائها، اتخذت قرارا جريئًا بعد وفاة زوجها بعامين: «تقدمت أنا و ابني للجامعة في سنة واحدة، هو كلية هندسة، أما أنا فقررت أن أدرس كلية الآداب لغة إنجليزية لأستكمل تعليمي وأنهينا الجامعة عام 2017».

لم يكن قرار «نادية» باستكمال دراستها سهلًا، حيث عملت لمدة ربع قرن كمدرسة قبله، «دخلت الجامعة بعدما قضيت 25 عاما أعمل كمدرسة، وحصلت على الكثير والكثير من الدورات التدريبية وتخرج على يدي 29 دفعة من طلبة الثانوية الفنية».

زوجها الراحل كان الداعم الأول لها، حيث يحثها على العمل واستكمال تعليمها، فكانت حاصلة على دبلوم دراسات تكميلية وعقب وفاته استكملت تعليمها كأنها تريد تكريم روحه بتحقيق ما كان يطلبه منها ويحثه عليها باستمرار.

وانتقل زوجها إلى الرفيق الأعلى في عام 2015 إثر إصابته بارتفاع شديد في ضغط الدم ونزيف بالمخ أثناء رعايته للصائمين بأحد المساجد، وحرصت الأم على استكمال مشوار زوجها وحثت أبنائها على استكمال دراستهم وكان مصدر دخلها الوحيد راتبها فلم يكن لزوجها معاش تنفق منه على الأولاد.

 


مواضيع متعلقة