أسرة قبطية تصنع فوانيس رمضان بالفيوم: مصر طولها عمرها كنيسة جنب جامع (فيديو وصور)

02:07 ص | السبت 20 مارس 2021

«كنيسة جنب جامع تحاوطهم فوانيس رمضان، وتزينها بعض المجسمات للأشخاص الكرتونية الشهيرة مثل (فنانيس) و(بكار) و(عمو فؤاد) و(بوجي وطمطم)»، تلك الفوانيس التي ترتبط بشهر رمضان الكريم صُنعت بأيدي قبطية، حيث اشتهرت أسرة قبطية بمحافظة الفيوم بتصنيع فوانيس رمضان منذ أكثر من عشرة أعوام.

وعلى أنغام «وحوي يا وحوي»، تقف «إيريني»، وسط ورشتهم لصناعة الفوانيس لتبيع فوانيس رمضان لمجموعة من السيدات المسلمات ويتبادلن التهنئة بقرب شهر رمضان المبارك في مشهد لن تجده إلا في مصر، في تجسيد لمقولة «طول عمرها مصر.. ومن قديم العصر.. جامع جنب كنيسة.. ومحمد بيحب نصر.. طول عمرنا عايشين.. أقباط مع مسلمين.. بكل حب ومودة.. نسيج قوي ومتين».

وقال بسنتي هاني إيميل، في تصريحات خاصة لـ «الوطن»، إنّه بدأ تصنيع فوانيس رمضان منذ 10 أعوام برفقة والده، كما أنّه يصنع مجسمات للمساجد والكنائس وفوجئ أنهما يشبهان بعضهما كثيرًا دون قصد منه، قائلًا إنّ المسلمين والأقباط إخوة ولا يفرقهم شيئا.

وهنأ «بسنتي»، المصريين مسلمين وقبطيين بقرب قدوم شهر رمضان المبارك، مؤكدًا أنّه استعد لموسم رمضان منذ 4 أشهر ليتمكن من تلبية كل طلبات التجار لديه، موضحًا أنّه يقوم بتصميم هدايا تناسب كل موسم ولكن «فوانيس رمضان» مميز جدًا لديهم، خصوصًا أنّ الناس تحب أن تُهدي بعضها البعض بالفوانيس في رمضان.

وأشار «بسنتي»، أنّ الأذواق تختلف كل فترة، ولذلك يسعى دائمًا لابتكار أشكال جديدة تناسب كل الأذواق والأعمار وبأسعار مختلفة تناسب جميع المستويات، مؤكدًا أنّه يسعى دائمًا لابتكار أشكال جديدة ليكون دائمًا مميزًا، وما يعجب المواطنين يزيد من إنتاجه، مؤكدًا أنّه ابتكر فانوس الصور والأسماء والذي لاقى انتشارًا كبيرًا خلال الآونة الأخيرة، وهو طباعة صور الأشخاص على الفانوس بالإضافة إلى حفر أسماء الأشخاص عليه.

وكشف أنّهم تخصصوا في صناعة الفانوس الخشبي، ويصنعوه من البداية للنهاية، حيث يشترون الخشب ثم يقومون بعمل التصميم على الكومبيوتر وإعطاء الأمر لآلة تقطيع الخشب بالليزر، ثم يتم تقطيع الأخشاب حسب الحجم المطلوب وبعد ذلك يقومون بتركيب تلك القطع معًا حتى يخرج فانوسًا كاملًا ثم يضع به الأنوار والأغنية.

ولفت إلى أنّ الجديد هذا الموسم في رمضان هي مجسمات الشخصيات الكرتونية المرتبطة برمضان وأبرزها «فطوطة» و«عمو فؤاد» و«بكار»، وغيرها من الشخصيات التي تربينا عليها في طفولتنا ولنا ذكريات جميلة معها، بالإضافة إلى عربة الفول والمسحراتي، والفانوس الدوار والذي يدور مثل البلورات، والطارة المصنوعة من مواد طبيعية وهي عبارة عن دائرة خشبية محاطة بالأزهار ومعلق بداخلها عبارة رمضان كريم، وتستند على جذع شجرة وملصق عليها فانوس صغير ومجسمات للشخصيات الرمضانية، كما أنّها تضئ بواسطة حبل نور ملتف عليها، بالإضافة إلى وحدات إضاءة خشبية حفر عليها عبارة «رمضان كريم».

وبينّ أنّ من يشتري فانوسًا يأخذ معه بعض الهدايا الصغيرة مثل الميداليات والمجسمات الكرتونية، لافتًا إلى أنّ هناك الكثير من الأقباط يشترون فوانيس هدايا لأصحابهم المسلمين، وأيضًا في موسم أعياد الأقباط يطلب منه مسلمين هدايا لأقباط أصدقائهم، مؤكدًا أنّه في شهر رمضان الفانوس هو الهدية الأنسب والأجمل.

وأكدّ على أنّ فيروس كورونا أثر بشكل كبير على مبيعاتهم وعلى أسعار البيع، لذلك فهو يحاول تقليل أسعار بيع الفانوس حتى يستطيع كل الناس بمختلف إمكانياتهم المادية شراء الفوانيس لأبنائهم، لافتًا إلى أنّ أسعار الفوانيس تتراوح من جنيهين ونصف الجنيه للفانوس الميدالية وحتى 300 جنيه للفوانيس الضخمة.

وشدد «بسنتي» على أنّ الإقبال أكثر على شراء الفوانيس ذات الأحجام الصغيرة، والتي تتراوح أسعارها بين 55 وحتى 100 جنيه، بينما الأحجام الكبيرة يتشريها أصحاب الكافيهات، وبعض السكان في العمارة الواحدة يشتركون مع بعضهم البعض ويشترون الفانوس الكبير ليضعوه في مدخل العمارة.

ودخلت فتاة شابة تسأل عن فانوسها الذي طلبت طباعة بعض الصور عليه، وقالت لـ «الوطن» أنّ عيد ميلاد صديقتها في شهر رمضان، وفكرت في أنّ الفانوس هو أكثر هدية مناسبة لعيد ميلادها هذا العام، ولم تكن ترغب في إعطائها فانوسًا تقليديًا فجاءت إلى «بسنتي» وطلبت منه صناعة فانوس يحمل صور صديقتها معها وبالفعل قام بتصميمه لها، وستقوم بإعطائه لها لتكون ذكرى تذكر صديقتها بها طوال الوقت وبالأوقات الجميلة التي قضتها معها.