«سميحة» وأولادها يعيشون في «عشة» 45 سنة.. و«حياة كريمة» أملها الأخير

«سميحة» وأولادها يعيشون في «عشة» 45 سنة.. و«حياة كريمة» أملها الأخير
- الإسكندرية
- قرية الغربانيات
- نجع هليل
- حياة كريمة
- مبادرة الرئيس السيسي
- مبادرة حياة كريمة
- تطوير قرى برج العرب القديمة
- الإسكندرية
- قرية الغربانيات
- نجع هليل
- حياة كريمة
- مبادرة الرئيس السيسي
- مبادرة حياة كريمة
- تطوير قرى برج العرب القديمة
في ممر رملي بنجع «هليل» بقرية الغربانيات بمنطقة برج العرب غرب الإسكندرية، تجلس سمحية عبد الرحمن محمد، 60 سنة على «مسند عربي» أشبه بالوسادة، بجوار غرفتها الصغيرة التي بنيت منذ عشرات السنوات من الطوب اللبن، ويعلوها سقف خشبي يكشف أكثر مما يستر، ويضر أكثر مما يفيد، فلا يمنع الأمطار ففي فترة الشتاء، ولا يحمي من خطورة أسلاك الكهرباء التي تمتد عليه لإنارة تلك الغرف، التي تتمثل في كونها 3 غرف منفصلة على أرض رملية فارغة، بالإضافة إلى دورة مياه مشتركة وغرفة للطهي.
السيدة الستينية تعد جدة لعشرات الأطفال، بينما تمثل أم لـ7 أبناء، عملت على تربيتهم بعد وفاة والدهم، من خلال معاش زوجها الذي وصل حالياً إلى ألف و500 جنيه: «مبلغ بسيط لكنه بيكفينا على تربية الأولاد وخلاص» هكذا قالت «سميحة» في بداية حديثها عن حالها.
وأضافت سميحة لـ«الوطن»، أنها فرحت بما سمعت به عن مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي «حياة كريمة»، حين أتى اثنان من مجلس مدينة برج العرب وفحصا غرفتها وغرف أبنائها المتزوجين بجوارها، ووعدوهم بأن توفر المبادرة حياة كريمة لهم: «احنا بنشكر الريس على اهتمامه بينا لكن احنا مش حابين نتقل عليه، كل اللي محتاجينه يسقف لنا السقف بالمونة بدل الخشب».
وأوضحت أنها على مدار 45 عاما، هي فترة تواجدها بتلك المنطقة لم تجد أي رد فعل لمساعدتها، مشيدة بعناية الرئيس السيسي بهم حالياً، معبرة عن أملها بوجود مدرسة بجوارهم حتى يتسنى لهم تعليم أحفادها: «أقرب مدرسة بعيدة عنا وبنحتاج توك توك وإحنا منقدرش على فلوس التكاتك».
وعلى الرغم من الحالة المؤسفة لتلك السيدة وأبنائها إلا أنهم يحاولون سرقة لحظة فرح من الحياة الشاقية، فتجد في إحدى الغرف الثلاثة «بلالين وزينة» تزين ذلك السقف الخشبي الكئيب، لإضافة الفرحة على نفوسهم واحتفالهم بعيد ميلاد أكبر أحفادها صاحبة الـ6 سنوات، ليتجاوزوا بتلك الكرنفالات ما شهدوه من معاناة خلال فترة الشتاء الماضية من تسرب مياه الأمطار على رؤوسهم من تلك الأسقف الخشبية.
معاناة «سميحة» لم تمنع ابتسامتها الناقية من الخروج واستقبال جميع المارة بها، ترفع رأسها إلى السماء وتقول: «يا رب» بينما تعتمد على بعض قطع «المشمع» لمنع تسلل الأمطار لهم من السقف وتردد: «الحمد لله أحسن من غيرنا»، بينما حين تزداد الأمطار ولا يقدر «المشمع» على صدها، فتضع إناء أسفل أماكن «التنقيط» وإن كثر الشتاء، فبعض الجيران أصحاب الغرف ذات الأسقف الخرسانية يحتضونهم: «الجيران لبعضها.. لكن أملنا يجي الشتاء الجاي وتكون حياة كريمة وفرت لنا عيشة كريمة في أوضنا».
ومن المنتظر تطوير 57 قرية أم وتابع ونجع ببرج العرب القديمة ورفع كفاءتها لتكون ضمن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» بتكلفة تصل إلى 3 مليار جنيه، بهدف إفادة 130 ألف مواطن من قاطني هذه القرى.