«حياة كريمة» تجدد أمل معمرة عمرها 100 عام.. «مليحة»: محدش اهتم بينا إلا السيسي

07:14 م | الأربعاء 17 مارس 2021

مائة عام بالتمام والكمال، عاشتهم السيدة المعمرة مليحة محمد في مكان حدودي معدوم الخدمات، بعيدا عن أنظار واهتمام الدولة على مدار عشرات السنوات، وتتابع الحكومات، حيث عاشت السيدة «مليحة» ما يزيد عن قرن من الزمان بأحد النجوع النائية الحدودية ذات الظهير الصحراوي، والتابعة لمركز برج العرب بمحافظة الإسكندرية إلى أن أرسل الله لها رئيسا إنسانا شملها برعايته وعطفه على شعبه، حيث أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي مبادرة «حياة كريمة» لتطوير القرى والنجوع بالأماكن النائية والمهمشة ولتوفير حياة آدمية كريمة بكل ماتحويه الكلمة من معانٍ.

منزل «مليحة» مبني من الطوب الني وسقفه من الخشب والبوص

وخلال جولة فريق «الوطن» بنجع «هليل» التابع لمركز برج العرب لرصد أوضاع الأهالي والمناطق التي ستشملها المبادرة وتنهض بها ولرصد أحلام وطموحات وتطلعات سكان تلك المناطق الصحراوية النائية، وجدناها جالسة تحت أشعة الشمس وسط فضاء واسع من الأرض أمام منزلها المتواضع المبني من الطوب الني وسقفه من الخشب والبوص والمرشح للدخول ضمن مشروع «سكن كريم» التابع لمبادرة «حياة كريمة»، حيث تعاني السيدة المسنة من مياه الأمطار الغزيرة في فصل الشتاء التي لا تحميها منها «عروق الخشب»، كما يصفها الأهالي هناك، بالإضافة إلى أنها تعيش بمفردها بهذا المنزل بعد أن زوجت أبناءها بمنازل صغيرة مجاورة لمنزلها.

توفى زوجها وتركها لتربي 7 أبناء

وبالنظر لوجهها الممتلئ بخطوط الشقاء والعناء التي رسمتها الأيام والسنوات على مدار 100 عاما من الزمان، خصوصا بعد أن توفي زوجها وتركها لتربي 7 أبناء حتى أصبحوا رجالا أقوياء وتزوجوا وأنجبوا الأبناء وفرحوا هم أيضا بالأحفاد، وأصبحت السيدة «مليحة» تعيش الآن وحولها عشرات الأطفال من أبناء أحفادها، فعلى الرغم من ضيق الحال وقلة الخدمات إلا أنهم لم ولن يتنازلوا عن عادتهم القبلية في إنجاب الأطفال بلا حساب باعتبار أنهم «عزوة وسند»، حد وصفهم.

وعلى الرغم من عمرها المتقدم، وأنها سيدة مسنة نعمت برؤية أولاد أحفادها إلا أنها لديها أحلام وطموحات وتطلعات بغد مشرق وحياة أفضل، فهي تأمل بأن تعيش ما تبقى لها من عمرٍ، حياة آدمية كريمة في منزلها الصغير، بعد قرن من الزمان عاشت خلاله بلا مرافق أو خدمات أولية، كما أنها تطمح بحياة أفضل لأحفادها وأطفال أحفادها الصغار.

نفسي في سقف يمنع عني المية والشمس

وفي حديثها مع «الوطن» قالت السيدة «مليحة» بلهجتها التي يغلب عليها الطابع القبلي البدوي البسيطة: «أنا عندي 100 سنة وجوزي مات من 25 سنة وربيت 7 أبناء 4 ولاد و3 بنات، وعايشة على معاش جوزي اللي كان متوظف في المزرعة، وكنت بشتغل وبربي عيالي لحد ما كبروا واتجوزوا وعايشة في البيت ده لوحدي ولا فيه عداد مية ولا عداد كهرباء، ونفسي لو ييجوا يصبولي سقف البيت علشان مية المطر متنزلش عندي ونفسي مبادرة الرئيس السيسي تبيض البيت ويبقى فيه بلاط بدل ما هو كله مكسر واللي تقدروا عليه كله اعملوهولي، نفسي الشمس والمطر يبعدوا عني، نفسي المية اللي بتنزل من السقف تقف وكدة هبقى كويسة لما يبقى عندي سقف يمنع عني المية والشمس».

لما بسمع عن «حياة كريمة» بنبسط

أما عن مبادرة «حياة كريمة» أشارت السيدة «مليحة» إلى أنها تتابع ما يدور في الكفر الذي تقطن به حول المبادرة من الخدمات والمرافق المقرر والمخطط لها أن يتم تنفيذها في إطار المبادرة، من شبكات للمياه والصرف الصحي والكهرباء ومدارس للأطفال ومراكز للشباب: «بيقولوا هييجوا ويعلموا صرف صحي ويدخلوا المية والكهربا ويعملوا مدارس يا ريت اللي يقدرا عليه يعملوه، ولما بسمع الكلام ده بنبسط علشان نفسي البلد تبقى كويسة».

محدش اهتم ولا فكر فينا إلا الرئيس السيسي

وعلى الرغم من كبر سنها إلا أن ذاكرتها قوية للغاية وتتذكر جيدا وتعي أنه لا يوجد رئيس أو مسؤول سبق الرئيس عبدالفتاح السيسي واهتم بالمناطق الحدودية النائية على مدار 100 عام عاشتهم، «صحيح محدش اهتم ولا عملنا خدمات ولا فكر فينا إلا الرئيس عبدالفتاح السيسي، هو اللي هيعملنا حياة كريمة ويعيشنا عيشة كويسة وهو اللي شغال وهو اللي بيعمل».

مليحة: عاوزين نفرح بالحاجات الجديدة دي

واختتمت السيدة المعمرة حديثها بلهجتها البدوية متطلعة لأحلام وأمانٍ ما بعد «حياة كريمة»، قائلة: «لو عملولي بيتي وجددوه وعملولي السقف هتبقى حاجة كبيرة خالص على الآخر.. بس يارب أبقى حية علشان نريد نفرح بالحاجات الجديدة دي».

وتستهدف المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» قرى مركز برج العرب القديمة، حيث تستهدف المبادرة تطوير 57 قرية بمركز ومدينة برج العرب القديمة، بتكلفة تقديرية 3 مليار جنيه، وطالب اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية وزارة التنمية المحلية بإضافة بعض قرى المحافظة للمبادرة الرئاسية للإستفادة من المبادرة وعمل نقلة حضارية لتلك القرى.