سر «القرية الحزينة» في الإسماعيلية.. 4 حالات انتحار وجريمتي قتل

كتب: عمرو الورواري

سر «القرية الحزينة» في الإسماعيلية.. 4 حالات انتحار وجريمتي قتل

سر «القرية الحزينة» في الإسماعيلية.. 4 حالات انتحار وجريمتي قتل

قرية هادئة من قرى فايد بالإسماعيلية، تحمل رائحة الياسمين بين نسائمها الهادئة، وتكتنف السعادة أرجاءها، إلا أن حدثا أصاب مياهها عكر صفو عادتها. لم يدخلها الموت إلا من باب واحد وهو الباب الطبيعي، إلا أنه في أقل من شهرين استباح الموت طرقاتها مبددا السلام النفسي بها ضاربا جرس إنذار منبئا عن أزمة حقيقية لا يعرف مواطنوها كيف بدأت، وإلى أي حد ستنتهي.

4 حالات انتحار سجلتها قرية سرابيوم التابعة لمركز ومدينة فايد بالإسماعيلية خلال أقل من شهرين، إضافة إلى جريمة قتل بشعة راح ضحيتها مُسن وزوجته بسبب السرقة.

بالأمس أمرت النيابة العامة بدفن جثة شاب 18 عاما بعد انتحاره شنقا داخل غرفته بمنطقة الإصلاح التابعة للقرية لعدم وجود شبهة جنائية في الواقعة.

بحسب أقارب الشاب ويدعى «سيد.ع»، 18 عاما، فإن حالتهم المادية ميسورة ولم يتعرض لحالة نفسية على مدار الفترة الماضية أو ظهور تغير ملحوظ على طريقة حياته اليومية وهو مالم يستطع أحد تفسيره.

لم تكن حالة الانتحار في سرابيوم هي الأولى فقبل أسبوعين انتحر شاب يبلغ من العمر 35 عاما بمنطقة «غزالة» التابعة لنفس القرية، ويدعى «علاء.م» وشهرته بطارية، يعمل كهربائي سيارات.

بحسب أحد أصدقاء الشاب فإنه مر بحالة نفسية سيئة خلال الفترة الماضية بسبب انفصاله عن خطيبته، وعدم قدرته على تدبير احتياجات الزواج، «صاحبي لم يكن مريضا نفسيا وكان يعمل كهربائي والحال ماشي، إلى أن تعرض لأزمة مالية تسببت في إغلاق الورشة الخاصة به ثم انفصاله عن خطيبته، ولم يستطع إيجاد عمل خلال الفترة الماضية فقرر الانتحار».

وفي بداية عام 2021 شهدت قرية سرابيوم التابعة لمركز ومدينة فايد واقعتي انتحار خلال أسبوع واحد لشاب وفتاة دون 20 عاما، وعثر أهالي الشاب «أحمد. م. ا»، 18 عاما، عليه معلقا في سقف المنزل بحبل، فحاولوا مسرعين إنزاله لمحاولة إنقاذه إلا أنه كان جثة هامدة، ولم تمر أيام قليلة إلا وتبعه انتحار فتاة في نفس القرية تبلغ 19 عاما، بتناول دواء مجهول مستغلة خروج والدها ووالدتها من المنزل.

ووفقا لأقوال شقيقتها في محضر الشرطة قررت أنه أثناء دخولها للدور الأرضي اكتشفت جثة شقيقتها على الأرض وبجوارها علبة دواء وطلبت لها الإسعاف إلا أنها فارقت الحياة.

التوعية هي الحل

يقول محمد سامي أحد أبناء القرية إنه لابد من العمل على توعية المواطنين وخاصة «الشباب» عبر ندوات توعية بحرمانية الانتحار، مشيرا إلى أن انتشار الفكرة قد يجعلها في فترة زمنية أمر معتاد.

ويضيف: «قرية سرابيوم لم نسمع فيها عن كمية هذه الجرائم فمنذ عشرات السنين ونعيش في هدوء تام حتى وقعت جريمة قتل الحاج محمد عامر وزوجته والتي سببت ألما في نفوس الجميع».

يقول محمد عبدالعزيز، والذي يعمل مدرسا، ومقيم بقرية سرابيوم، إن المواد المخدرة الحديثة التي انتشرت بين الشباب في الفترة الحالية ربما تكون أحد الأسباب الرئيسية في هذه الوقائع.

وأضاف: «لابد من دراسة الأمر وأخذه على محمل الجد وعمل لقاءات مع الشباب، خاصة من هم دون 20 عاما باعتبارهم الأقل خبرة والأكثر تعرضا لهذه الحوادث في الفترة الحالية».

وشهدت قرية سرابيوم الشهر الماضي جريمة بشعة راح ضحيتها مُسن وزوجته في السبعينيات من العمر بسبب محاولة الجناة سرقة مبلغ مالي وبعض المشغولات الذهبية من المنزل.

وتمكنت وحدة مباحث فايد برئاسة المقدم محمد البرماوي من القبض على المتهمين خلال 3 أيام من ارتكاب الواقعة بعد تحديد هويتهم وضبط المسروقات، فيما أمرت النيابة بإحالتهم إلى محكمة الجنايات بتهم القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.


مواضيع متعلقة