ألمانيا تتعاون مع السعودية لإنتاج وتصدير الهيدروجين.. وقود المستقبل

كتب: خالد عبد الرسول ووكالات

ألمانيا تتعاون مع السعودية لإنتاج وتصدير الهيدروجين.. وقود المستقبل

ألمانيا تتعاون مع السعودية لإنتاج وتصدير الهيدروجين.. وقود المستقبل

وقعت السعودية وألمانيا مذكرة تفاهم للتعاون في مجال إنتاج الهيدروجين وتصديره خلال السنوات القادمة، وهو الغاز الذي ينظر إليه العالم المتقدم باعتباره وقود المستقبل.

ووقع المذكرة وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، والوزير الاتحادي للشؤون الاقتصادية والطاقة في ألمانيا بيتر ألتماير.

وقال وزير الطاقة السعودي: «المملكة ستكون رائدة في مجال إنتاج الهيدروجين ولديها جميع الإمكانات، ونمتلك مصادر لطاقة الهيدروجين وكل الفرص المتاحة».

وأضاف: «لدينا وفرة في مصادر الطاقة لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأزرق، وكذلك لدينا المكونات لقيادة العالم في مجال إنتاجه».

وتابع: «يشكل الهيدروجين مصدرا أساسيا للطاقة، وتكمن فيه فرص كبيرة وواعدة على صعيد الاستثمارات في العقود المقبلة».

وتأتي مذكرة التفاهم هذه في سياق التعاون بين البلدين في مجال الهيدروجين ضمن الحوار السعودي الألماني القائم حول الطاقة، وذلك لتعزيز الاستدامة التنموية والرخاء، وفرص العمل في البلدين وحماية البيئة، والعمل على تحقيق أهداف اتفاقية باريس للتغيُّر المناخي، خاصةً ما يتعلق بالحد من انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.

وأوضح وزير الطاقة السعودي أن أهداف هذه المذكرة تدعم تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، الرامية إلى تحقيق تنمية مستدامة، والحفاظ على البيئة، ودعم الابتكار، وتعزيز نقل المعرفة، وإيجاد المزيد من الوظائف النوعية لأبناء وبنات المملكة العربية السعودية.

وأكد الأمير عبدالعزيز بن سلمان، أن لدى المملكة ما يؤهلها لتكون رائدة على الصعيد الدولي في قطاع إنتاج واستغلال الهيدروجين، موضحاً أنها خطت في سبيل ذلك خطوات كبيرة، مثل مشروع بناء أول مرفق لـ «الهيدروجين الأخضر»، في العالم في مدينة نيوم، وتصديرها أول شحنة من «الهيدروجين الأزرق» إلى اليابان في الصيف الماضي.

وتنص المذكرة -التي تم توقيعها عن بُعد- على تعزيز التعاون الألماني السعودي في مجال توليد وقود الهيدروجين النظيف، ومعالجته، واستخدامه، ونقله، وتسويقه بشكلٍ مشترك، وذلك عن طريق مشاركة الجهات ذات العلاقة من المؤسسات البحثية، ومؤسسات القطاعين العام والخاص، لتنفيذ النشاطات المطلوبة، وتعزيز نقل المعلومات والخبرات التقنية بين الطرفين، وتشجيع الاستثمارات والبحوث المشتركة، ودعم بيع وقود الهيدروجين السعودي، والمنتجات التي يدخل في تصنيعها مثل الكيروسين الصناعي المستخدم لإنتاج الكهرباء في ألمانيا، وتنفيذ مشروعاتٍ ترتبط بتوليد وقود الهيدروجين المنخفض الكربون ومعالجته واستخدامه ونقله.

يذكر أن المشروع سيصبح جاهزا بحلول 2025 حيث سينتج نحو 650 طنا من الهيدروجين الأخضر يوميا، و1.2 مليون طن من الأمونيا الخضراء سنويا، ليسهم بذلك في الحد من انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون بما يعادل 3 ملايين طن سنويا.

ويقول الدكتور أحمد برهوم، مدرس تكنولوجيا النانو بجامعة حلوان، ومدير أحد المشاريع البحثية الفرنسية المصرية المشتركة لانتاج وقود الهيدروجين، إن: «غاز الهيدروجين يُعوَّل على استخدامه عالميا كوقود نظيف؛ إذ إن احتراقه بغاز الأكسجين ينتج عنه بخار الماء فقط، لذا فهو غير ملوِّث للبيئة، ولا يبعث غازات سامة مثل أول أكسيد الكربون أو ثاني أكسيد الكربون، كما أن القيمة الحرارية في كيلوغرام الهيدروجين تعادل أكثر من ثلاثة أضعاف القيمة الحرارية لأي من البنزين أو الديزل، وتسعى العديد من الحكومات والشركات إلى تعميم استخدامه، باعتباره وقودا نظيفا اقتصاديًّا وآمنا».

وأضاف «برهوم»، من المتوقع أن ينمو سوق وتجارة وقود الهيدروجين بسرعة لأنه بدأ يدخل إلى أنظمة النقل باختلاف أنواعها كالسيارات والقطارات وغيرها.

وتتجه الحكومات الأوروبية صوب فرض رسوم تستهدف زيادة تكاليف إنتاج انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبط بالوقود التقليدي. وتهدف الرسوم إلى تحفيز الشركات للاعتماد على الهيدروجين.

وقد أعلنت ألمانيا أن الهيدروجين، سيلعب دورا مركزيا في إعادة بناء الأساس الصناعي بها، حيث تستهدف تقليص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لتصل إلى الصفر بحلول عام 2050، وأطلقت ألمانيا أول قطارات تعمل بالهيدروجين في العالم، كما أنها تنشئ بشكل متزايد محطات التزود بوقود بالهيدروجين في جميع أنحاء البلاد. ويستخدم الهيدروجين كذلك في وقود الدفع للصواريخ والمركبات الفضائية الأوروبية والأمريكية.


مواضيع متعلقة